متى حارب الشماليون ليكون لهم درع عسكري؟ بقلم:د.أمل الكردفاني

متى حارب الشماليون ليكون لهم درع عسكري؟ بقلم:د.أمل الكردفاني


04-23-2021, 06:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1619200464&rn=1


Post: #1
Title: متى حارب الشماليون ليكون لهم درع عسكري؟ بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 04-23-2021, 06:54 PM
Parent: #0

06:54 PM April, 23 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





ظلت القوات المسلحة مجرد امتداد لقوات الزبير باشا، ضباط شماليون مرفهون، ومقاتلون حقيقيون من الغرب والجنوب. الضباط الشماليون يركبون السيارات الفخمة ويقطنون في منازل القيادة، والجنود من النوبة والفور (والجنوبيين زمان) لا يحصلون حتى على معاشهم بعد أن يخرجوا من الخدمة بسبب الإقالة أو الإصابة بعاهة مستديمة.
في عام ٢٠١٢ عندما تمت اختبارات القضاء العسكري لنا، وفي النهاية تم اختيار شماليين وواحد من دارفور (كتجميل للوجبة)، كنت ارى هؤلاء الجنود المساكين في السلاح الطبي يفترشون الأرض ويلتحفون السماء (العميان شايل المكسر)، يظلون يأتون ويذهبون لأشهر دون ان يتمكنوا من الحصول على مخصصاتهم. في حين يمر بهم الضباط الشماليون وهم في كامل زيهم العسكري، والنجوم التي ترقش وتلمع قرب المقصات والصقور.
وهذا هو نفسه جيش الزبير باشا، بل وهو نفسه جيش الترابي الذي قاتل في الجنوب، لقد ذهب كل الغرابة للقتال في الجنوب، وحاربوا كدفاع شعبي ودبابين، ولكن كان لتلفزيون السودان رأي آخر، إذ كان فقط يعرض شهداءه من الشماليين وليس الغرابة..رغم أن الغرابة هم من اعتادوا على الدواس والقتال. وبسبب قيام الحركة الإسلامية بقيادة الترابي بفتح الباب أمام شباب دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق، اصبحت اغلبية الحركة الإسلامية من المهمشين مما اثار حفيظة نافع وعلي عثمان والبشير، فتمت المفاصلة بمزاعم سياسية كاذبة. وحتى الآن تعتبر الحركة الإسلامية بؤرة للقيادات من غير الشماليين واهمهم اليوم جبريل إبراهيم وشقيقه من قبله خليل إبراهيم.
فمتى حمل الشماليون السلاح لكي تكون لهم قوة؟
هل جيش المهدي كان من الشماليين؟
لقد فعل المهدي نفس ما فعله الترابي، وهو الإتجاه غرباً ليجد الرجال المقاتلين الأشداء فالشماليون وقفوا ضده، وعندما مات المهدي رأى تورشين أن الشماليين خونة فتغدى بهم ثم تعشوا هم به عندما لجأوا لمصر وبريطانيا. لأنهم لا يعرفون القتال ويخافون من رؤية الدم. حتى الدينكا كانوا يقاتلون مع المهدية، فضد من كانت تقاتل المهدية؟
اليوم فلنبحث ولنمحص كل القوات النظامية، فحتى الشرطة افرادها الغلابة البؤساء أغلبهم من النوبة والفور، اما الضباط الذين يحصلون على ترقيات ومنازل وسيارات فشماليون، الجيش نوبة وفور، أما الضباط فشماليون وقليل ممن يؤتى بهم كتجميل لطبق الطعام مثل الكباشي. حين تمت اختباراتنا في الكلية الحربية، رأيت تدريب ضباطهم وستجد انهم بالكامل من الشماليين بنفس الشكل والمقاس، ونادراً ما تجد أذن سوداء لامعة.
فمتى قاتل الشماليون لكي تكون لديهم قوة درع للشمال؟
هؤلاء كذبة، وبتاعين عنجهيات صوتية، وكل غرضهم هو دعم مليشياتهم المدعاة بالقوات المسلحة، حتى يظلوا مستأثرين بها.
فهذه القوات حاربت الجنوبيين، وحاربت اهل الشرق، وحاربت اهل دارفور، وحاربت اهل النيل الازرق، وحاربت اهل جنوب كردفاني. اما في الشمال فكانت تقوم بانقلابات عسكرية، لتأتي بضباط شماليين ينتمون لاحزاب شمالية ضد ضباط شماليين ينتمون لأحزاب شمالية أخرى.
فمتى عرف الشماليون القتال والدواس لكي يكون لهم درع؟
لقد ظلوا طيلة عهدهم يستعملون المهمشين للقتال ويستأثرون هم بالسلطة والثروة، وهم يجملون سرقاتهم بأمثال الكباشي وحميدتي. أما البلف الذي يفتح صنبور ماء الحياة فتحت ايديهم هم.
واليوم يتحدثون عن قوات درع الشمال؟
أي درع هذا؟
هذا ليس درع؟
بل قناع مزيف معلومة حقيقته. فهم قد باتوا اليوم يخشون من الزرقة. وهم بالفعل يُخشى منهم، فقد اعتادوا الموت، ورؤية أهلهم وهم يقتلون ويبادون، كما حصل للجنوبيين زمان، ورأوا طائرات الانتنوف تقصف قطاطيهم وأهاليهم يموتون، فهنا راس مقطوع، وهناك ساق بفخذها ملقاة فوق شجرة، وفوق كثبان الرمل أثداء فتاة شابة...الخ. فهم إذاً؛ فقدوا رهبة الموت، وأضحوا اهل بأس شديد. تنقصهم فقط قيادة حقيقية، لا تشعر بالدونية تجاه الشماليين. وهذه مشكلة كبيرة عند المهمشين، فهم دائماً يعتقدون أنهم لن يستطيعوا فعل شيء إلا إن كانوا تحت قيادة الشماليين، ولذلك رأينا الكباشي وجبريل وعقار ومناوي كلهم يحاولون إرضاء الضباط الشماليين. الذين لا يجاملون في الإمساك بزمام السلطة والثروة، عبر مليشياتهم المسلحة. وليست قوات درع الشمال إلا دعماً لقياداتهم من الضباط الشماليين في مليشياتهم المسماة بالقوات المسلحة.
لقد أثمر التعليم، عن تعزيز وعي الهامش بكل تلك الحقائق، ومن ثم الانخراط في حركات مسلحة، لم تجد حتى الآن من ينظمها تنظيما حقيقياً لكي تدافع عن مطالب تلك الشعوب المقهورة. ولقد استفاد الشماليون من ذلك فرموا بالجزرة لقيادات تلك الحركات (مناصب وهمية ووظائف بلا عمل)، فجرى هؤلاء المخدوعون خلفها ولهثوا رامين بكل حقوق شعوبهم خلف ظهورهم.
وهذا خبث شديد..
أما قوات درع الشمال، فهي أم الاكاذيب، وأم الكبائر، ولا معنى لها إلا كونها تآمراً جديداً ضد حقوق المهمشين.
سبعون عاماً منذ الاستقلال، وقوات الشماليين المسلحة تنقلب ضد أحزابهم بدعم من احد احزابهم، ليتسنم احد احزابهم السلطة، وينهبوا الشرق والغرب والجنوب، سبعون عاماً فشلوا بأحزابهم وقواتهم في بناء دولة محترمة. فلا يخدعوكم ويقولون هذا بسبب الكيزان، فالكيزان لم يأتوا من كوكب المريخ. بل هم كلهم اقارب بعضهم البعض، والبيت الواحد به شيوعي وكوز وبعثي وجمهوري، فيتبادلون الأدوار فيما بينهم. فدعونا من هذه الأكاذيب. من دمر هذا البلد هم الشماليون أجمعين (بكيزانهم وشيوعييهم وبعثييهم وجمهورييهم وطوائفهم) وليس غيرهم، وليس احزاب الغرب لأن الغرابة لم تكن لديهن احزاب بل كانوا دائما في حالة تبعية.
فعن أي قوات لدرع الشمال يتحدثون..؟
يجب إعادة صياغة الدولة صياغة جديدة، ويجب صياغة ما يسمى بالقوات المسلحة صياغة جديدة لكي تكون شاملة للجميع ولا يتم جعلها ملكية خاصة لضباط الشمال.
بلا درع بلا كلام فارغ..