تشاد إلى أين ..؟ بقلم :الطيب الزين

تشاد إلى أين ..؟ بقلم :الطيب الزين


04-23-2021, 04:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1619147703&rn=1


Post: #1
Title: تشاد إلى أين ..؟ بقلم :الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 04-23-2021, 04:15 AM
Parent: #0

04:15 AM April, 22 2021

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




في وسط كثافة الأسئلة التي طرحت نفسها الآن في الساحة التشادية، والتحليلات المتعددة لطبيعة الملابسات والظروف التي أدت إلى مقتل الرئيس إدريس دبي على هذا النحو، وفي هذا التوقيت بالذات ..؟
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: تشاد إلى أين ..؟
الإجابة على هذا السؤال تتوقف على معرفة الجهة التي قامت بهذا الفعل الذي أدى إلى تغييب الرئيس التشادي إدريس دبي.
هل هي المبادئي أم المصالح..؟
في تقديري أن معرفة الدوافع ستحدد الوجهة التي سوف تسير فيها تشاد مستقبلاً.
إن كانت الدوافع داخلية بحتة، نتيجة للظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية، التي عاشها الشعب التشادي تحت حكم دبي خلال ثلاثة عقود إستشرى فيها الفساد وتمدد الإستبداد مرتكزاً على الجهوية والقبلية، كلها عناصر ساهمت في نهاية إدريس دبي بهذه الطريقة التي إكتنفها الغموض.!
هذا الغموض طرح جملة من الأسئلة على صعيد الأفراد والجماعات والمؤسسات المعنية بشؤون السياسة والأمن، في محاولة منها للإمساك بكل خيوط التفاصيل التي أدت إلى هذا الحدث الذي ستكون له تداعيات خطيرة على مستقبل تشاد ودول الإقليم على رأسها السودان بطبيعة الحال إن لم يتم التعامل معه بحكمة وعقلانية.
تمكن كل الأطراف، لا سيما السلطات الجديدة من تقييم التجربة ومن ثم إتخاذ القرار السليم، حتى لا تنزلق تشاد في دوامة العنف الذي يزلزل أركان الدولة ويعصف بتماسك المجتمع.
تشاد يلزمها في هذا الوقت تحكيم العقل لإتاحة الفرصة أمام شبابها للحلم بمستقبل أفضل أساسه الديمقراطية والحرية ووضع حد لحكم الفرد.
تشاد تحتاج إلى معادلة جديدة تفتح أبواب الحياة الحرة الكريمة أمام جميع التشاديين وتمكنهم من المساهمة الإيجابية لبناء نظام وطني ديمقراطي تعددي قائم على دولة القانون والمؤسسات.
تشاد ليست في حاجة إلى مزيد من حكم الإستبداد والعنف والحروب، هذه مسيرة مرهقة، لا طائل من ورائها.
وإنما في حاجة ماسة للإنتقال من الشرعية التقليدية ذات الأصول القبلية والعائلية وشبه الدينية، إلى مجتمع الدولة، القائم على المواطنة والديمقراطية والشرعية الدستورية والقانونية.
في تقديري إن الخيار الذي يضمن عضم الدولة هناك ويحافظ على تماسكها الإجتماعي هو الحوار للتوصل إلى إتفاق وطني يضمن العيش معاً، لكل مكونات الشعب التشادي الشقيق في بلد ديمقراطي، آمن ومستقر.
حفظ الله الجارة والشقيقة تشاد.
الطيب الزين