من المعتاد في أدبيات النشر ألا يقدم الكاتب كتابه إلى القراء بنفسه, فينوب عنه عادة الناشر أو أحد زملاء المهنة. في ظروف نموذجية كان يمكن التنسيق مع أحد زملائي في جمهورية أكاديميا لفعل ذلك, مثل صديقي اللدود د. عبدالله علي ابراهيم. لكن نسبة لضيق الوقت (وقتي كما وقته), فلم يتسنى لي (أتمنى أن يكون إعراب "تسنى" بعد "لم" صحيحا) التنسيق معه. فضلا على أن هناك كتابا ثانيا أكبر من الأول كثيرا قادم في الطريق في بحر هذا الشهر الكريم بإذن الله.
على أية حال, في البدء وقبل أن أقدم الكتاب, فلفائدة القراء, الكتاب متاح للداون لود مجانا في رابط مثبت أسفل الفيديو. أوصي القراء بتفادي عمل right click حينما يظهر الكتاب في شاشة المتصفح. الأفضل هو الذهاب إلى أيقونة الداون لود ومن ثم تنزيل الفايل إلى الجهاز أو الموبايل (إن تيسر. على فكرة. موبايلي لا يفتح الفايل لأسباب فنية).
والآن بالنسبة للكتاب, فعنوانه كاملا هو "الديمقراطية والتحيز: رحلة أيديولوجيا داخل المنطقة الظلامية الأنقلوساكسونية", إصدار دورية البحوث الإجتماعية, لندن (دبال) Journal of Social Research, London JSRL. أسفله فيديو تعريفي بالكتاب ومعه رابط الداون لود في تعليق مثبت أسفل الفيديو:
أهمية الكتاب في تقديري بلغة مبسطة: مذكرة النقاط العشر (الجزء 1 من 3, جزءان وإضافة) 1. سِفرٌ يغوص في حوالي أربعمائة سنة من التاريخ الإنجليزي والإمبراطورية البريطانية بشكل مركز. هذا يضع أمام القارئ "السياق التاريخي" للهدف من الكتاب 2. يكشف أكثر من مأزق أكاديمي يرتبط بخطأ مفاهيمي خطير عن أهم التصورات في العصر الحديث على الإطلاق: ألا وهو التصور (المساء فهمه) عن الديمقراطية . 3. سوء الفهم المشار إليه يتم تفكيكه في الكتب على أساس اللبس والتدليس, بل التزوير التاريخي بين السلطة المنتخبة Representative Government (أو البرلمانية) والسلطة الديمقراطية. 4. اللبس والتدليس التاريخي: يروج بشكل عام للبرلمانية من نموذج إنجليزي. ذلك النموذج لا يطفح وحسب بالتناقضات, بل هو مبني على كذبة كبيرة (كذبة المنبر), ألا وهي نقل "السيادة" من الملك (والمؤسسة الدينية الكنسية) إلى برلمان تقدمي. تلك طبعا جانب من فبركة "فصل الدين عن الدولة" لإلهاء الناس عن العلاقات الخفية للسلطة والقوة. 5 (أ) التفكيك المنظم لسوء الفهم المقصود للبرلمانية والتدليس الذي يصاحبه (قائما على افتراضات ما أنزل الله بها من سلطان) يكشف ضمن ما يكشف ثغرات خطيرة قانونية ودستورية في فعالية ومصداقية البرلمانية. 5. (ب) استنطاق الترتيب الدستوري الإنجليزي (ومن بعد البريطاني) يكشف عن سلطة غير منتخبة موازية للسلطة المنتخبة. وهذا لا يتبين إلا بعد إخضاع النصوص التشريعية لقراءة مجهرية تفضح تلك السلطة غير المنتخبة في النظام البرلماني "الأنقلوساكسوني" الذي هو نموذج وأساس مقدم للنظم الديمقراطية في العالم. كما قلنا في الكتاب:
Quote: مازن سخاروف, الديمقراطية والتحيز, ص.16 النتيجة النهائية حسب فرضيتنا التي سنحشد لها الأدلة فيما بعد, فهي أن السلطة المنتخبة بمجموع سلطاتها المفصولة الثلاث (برلمان تشريعي, جهاز تنفيذي على رأسه رئيس الوزراء, كما جهاز قضائي) لا تمثل كل السلطة! بل هي تمثل الجزء الظاهر (الوجه المعلن) من السلطة وحسب
(عدل بواسطة مازن سخاروف on 04-20-2021, 02:56 PM) (عدل بواسطة مازن سخاروف on 04-20-2021, 03:00 PM) (عدل بواسطة مازن سخاروف on 04-20-2021, 03:01 PM)
04-21-2021, 09:59 PM
مازن سخاروف مازن سخاروف
تاريخ التسجيل: 03-10-2021
مجموع المشاركات: 738
6(أ). السلطة غير المنتخبة هي السلطة الفعلية في بريطانيا وبقية مستعمراتها بما فيها كندا استراليا ونيوزنلدا* (ماذا عن الولايات المتحدة؟ تمرين للقارئ) . هذا طبعا كلام خطير. لكن الكتاب يبحث في ذلك كاشفا اأن تلكم السلطة غير المنتخبة في البرلمانية الأنقلوساكسونية لها أسماء وإستعارات مختلفة على رأسها "التاج" The Crown والمثير الخطر انه مفردة "حمالة أوجه": فهو يعني أكثر من شيئ, ويعتمد ذلك على السياق: فالمعاني التي يحملها تشمل بجانب كونه العرش أو تاج الملك والملكة, أيضا معنى آخر "كترميز" للسلطة غير المنتخبة (أو المغتصبة) في بريطانيا! إذن, التاج, وهناك أيضا الملك بالمجلس King-in-Council. وهذا تدليس متقن (جريمة لغوية كاملة) لإصطلاحات قريبة جدا في رسمها الإملائي مثل King´s Council الذي ليس له علاقة بالسلطة غير المنتخبة الخفية في البرلمانية! كل تلك الألاعيب اللغوية في خطاب السلطة يكشفها الكتاب بتفصيل قد يصدم القارئ.
6(ب). من عمق اللبس في السلطة المنتخبة يبين الفرق بين حكومة بريطانيا العظمى Government of Great Britain والحكومة البريطانية The British Government. وعندما يُقرأ الكتاب سيتضح الفرق وسيحتاج القارئ (ربما) إلى فترة نقاهة, إن لم نبالغ في القول للتعافي من الصدمة
7. نختصر فنقول يتم فضح تحيز جوهري في مفهوم السلطة المنتخبة, أو الحكومة المنتخبة أو البرلمانية أو الحكم الرشيد كمترادفات لنفس المعنى
8(أ). بالتوازي مع كل ما تقدم سفرنا هذا يفضح كذلك التحيز العنصري البغيض في مفهوم "استحقاق" السلطة المنتخبة. فمن وجهة نظر استعمارية, يقول الكتاب بالأسانيد البائنة بينونة كبرى إن "إستحقاقية" الحكم الذاتي لمستعمرة تم تعريفه في الشرائع الأنقلوساكسونية على أساس جغرافي يُقصي شعوب المناطق الحارة من استحقاق الحكم الذاتي السلطة المنتخبة. 8(ب). التحيز في "الديمقراطية والتحيز" يكشف "ظلامية" العقل الأنقلوساكسوني الذي يقصي "الآخر" الأسود والهندي والصيني من جنة الديمقراطية. كما نقول في الدارجة, حلو الكلام في خشم سيدو. إقتباس:
Quote: ولكن بالتوازي مع التحرير التدريجي لمستعمرات الحكم الذاتي من سيطرة مكتب المستعمرات كانت التجربة تـُثبت أن مستعمراتنا المدارية لاتحتوي على العناصر الرئيسية للإستقرار للسلطة الكفؤ وأن تلك العناصر لا يمكن لأي آلية سياسية أن تأتي بها.
------------ * نزعم بأن كندا واستراليا ونيوزيلند تبدو كدول مستقلة ذات "سيادة". لكن إلقاء نظرة على الترتيب السياسي والتشريعي يكشف "السوس في الدقيق الدستوري" في تلك الدول. وهذا الكاتب يقول لطلابه بكل ثقة إن كندا مثلا مستعمرة بريطانية الآن وليس في الماضي!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة