عودة العلاقات بين سوريا والخليج بداية نهاية نظام بشار الأسد.. بقلم:د.أمل الكردفاني

عودة العلاقات بين سوريا والخليج بداية نهاية نظام بشار الأسد.. بقلم:د.أمل الكردفاني


04-14-2021, 00:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1618355032&rn=1


Post: #1
Title: عودة العلاقات بين سوريا والخليج بداية نهاية نظام بشار الأسد.. بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 04-14-2021, 00:03 AM
Parent: #0

00:03 AM April, 13 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




العزل عن القطيع، هي خطة اللبوءات عند اصطياد الحيوانات، لقد حدث هذا بالتحديد للبشير، حينما ضيقوا عليه الخناق، وظن أن قطع العلاقات مع إيران بداية حلحلة مشاكله. غير أن ذلك لم يكن سوى بداية عزله عن القطيع، ثم فجأة وجد نفسه بلا حماية، فلجأ لروسيا، لكن روسيا ما كانت لتحفل برجل معزول عن القطيع، لقد تآمروا عليه جميعاً. أصبح كرتاً محروقاً؛ فتمت الصفقة المرضية للجميع.
وهذا ما يحدث هذه الايام مع بشار الأسد، إذ بدأت أمريكا بتقديم جزرة لبشار بتخفيف الحصار الإقتصادي، في مقابل تخليه عن إيران. ويبدو أن روسيا لا تمانع تدخل الإمارات كوكيلة شرق أوسطية جديدة للتقارب بين بشار وباقي دول الخليج وأهمهم السعودية. وهو نفس السيناريو الذي حدث للبشير بالضبط.
هنا؛ وأمامنا هذه الوقائع نكون أمام احتمالين:
الاحتمال الاول: هو رغبة أمريكية في توجيه ضربة قاضية لإيران. لقد اشرنا إلى ذلك في مقال سابق، وضحنا فيه دخول الصين في اللعبة عبر اتفاقيات اقتصادية مع إيران، لكسر عزلتها وهشاشتها الإقتصادية. وبالتالي قد يكون احتمال توجيه ضربة أمريكية عسكرية لإيران قد ازداد صعوبة لكنه ليس مستحيلاً. وبالتالي ترغب امريكا في ان ينفض بشار يده عن إيران بالكامل مقابل بقائه في السلطة.
الاحتمال الثاني: وأراه الأقوى، وهو أن هناك اتفاقيات سرية بين موسكو وواشنطن، حول ضرورة إنهاء اللعبة، وتغيير بشار الاسد بنظام جديد يحفظ لروسيا مصالحها في سوريا، وبالتالي ينهي ازمة استمرت لسنوات طويلة من ناحية، ويخفف الإنفاق العسكري والاستخباراتي للدولتين العظميين، كما يزيد إيران عزلة. وبالتالي يقوي ذلك الدولة الإسرائيلية، عندما يضعف حزب الله في لبنان. وهكذا يكسب الجميع ما عدا بشار الأسد. فهل سيبتلع الأسد الطعم كما ابتلعه البشير؟ هل سيتخلى عن تحالفه مع إيران كما فعل البشير؟
ربما كان ذلك سهلاً بالنسبة للبشير لكنه ليس بنفس السهولة بالنسبة لبشار، إذ أن صراع الطوائف هناك أكثر عمقاً، والوجود الإيراني متجذر. كما أن بشار لا يملك أي ضمانات، ويمكن لروسيا ان تبيعه في اي لحظة مقابل صفقة مجزية.
إن الإنسحابات السياسية، لا يمكن ان تكون بريئة، بل هي دائماً تكتيكات لها ما بعدها من آثار. لقد وقع الكثير من الرؤساء العرب في الشرك الامريكي كعصافير عمياء. بدءً من صدام حسين الذي اعطته امريكا الضوء الاخضر ليجتاح الكويت، وانتهى به الامر في حفرة، والقذافي الذي قوضت امريكا كل فرص هروبه من ليبيا ليحصل على رصاصة في رأسه وخشبة في مؤخرته ثم اخيرا صالح ومن بعده البشير. الجزرة الامريكية مشعة دائماً لكنها إشعاع كاذب مثل ضوء النجوم، ذلك الذي يصلنا بعد ملايين السنين من انفجار النجم وموته في السماء.