إلى أي عمق تمددت قوات الدعم السريع في البلد بقلم:د.زاهد زيد


إلى أي عمق تمددت قوات الدعم السريع في البلد بقلم:د.زاهد زيد


04-13-2021, 12:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1618313167&rn=1


Post: #1
Title: 
إلى أي عمق تمددت قوات الدعم السريع في البلد بقلم:د.زاهد زيد
Author: زاهد زيد
Date: 04-13-2021, 12:26 PM
Parent: #0

12:26 PM April, 13 2021

سودانيز اون لاين
زاهد زيد-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




ألقت شرطة حماية الحياة البرية القبض على أربعة موظفين يعملون بشركة تابعة للدعم السريع لمخالفتهم لقانون الحياة البرية وذلك بجمعهم آلاف العقارب من الولاية الشمالية دون تصريح وذكرت مصادر شرطة أن قوات الشرطة قبضت على المجموعة في ادارية حلفا القديمة ودونت في مواجهتهم بلاغات في قسم شرطة دنقلا وحجزت 4 سيارات ومعدات وأشارت الى أن قوات الدعم السريع أرسلت قوة بقيادة ضابط لاجراءات الضمان وتم اطلاق سراحهم وفقا لذلك ريثما تتم محاكمتهم. وحسب المصادر الغرض من جمع العقارب هو حلب سمها وتجفيفه وتصديره.
هذا هو الذي نشرته بعض الصحف ، وبعض وسائل التواصل الاجتماعي ، لم يكتف الدعم السريع ، من الذهب ، ولا من تصدير المرتزقة لحرب اليمن ، ولا شركاتهم التي تاجرت حتى في رمل الصحراء ، والآن يجمعون سم العقارب لبيعه .
نحن لا نتحدث عن ما أحدثه الكيزان في البلد من دمار ، إذ يكفي أن نشير إلى الدعم السريع ، الذي حاولنا كثيرا أن نكيف أنفسنا للتعايش معه ، وتقبله كحقيقة واقعة ، والمثل يقول " البتقع من السماء بتحملها الواطة " .
ولكن يبدو أن السودان سيعاني كثيرا من هذه القوات ، التي تمددت وانتشرت كالخلايا السرطانية في جسد الأمة .
فأنت لا تعرف أين حدودهم ، ولا بأي قانون هم يعملون .
إذا قلت هم تبع القوات المسلحة ، فأنت مخطئ ، فهم جسم مسلح خارج عنها ، لا تقيدهم قوانين القوات المسلحة ولا يأتمرون بإمرة قادتها .
كما أنها تمارس ما لا تمارسه القوات المسلحة ، من إعتقال وتحقيق وسجن ، خارج مظلة السلطة القضائية ، و واقعة شهيد الكلاكلة أبلغ دليل .
أما الرتب العسكرية عندهم ، فشيئ لم تشهده أي دولة إلا دول المليشيات ، فقائدها فريق وأخوه وأبناء عمومتهم ، وأولاد جدودهم ضباط ، بوضع اليد ، ومن لا يعجبه فليشرب من النيل الأبيض ، لأن النيل الأزرق سيجف قريبا .
وما بين هذه القوات والقوات المسلحة من جانب والحركات الدارفورية المسلحة ما صنع الحداد ، بالرغم من تملق أولاد دقلو لهم . وعلى حساب الشمال الذي يبدو في المشهد كاليتيم على مائدة اللئام .
وظلم الشمال ، وتقارب أولاد دقلو وتملقه للحركات المسلحة على حسابه ، عملية محسبوبة خطأ ، فلا يزال الشمال بإعتباره الأخ الأكبر يتجمل بالصبر ، متحملا تلفتات إخوته المتمردين ، فهم أول من يعلم بأن الشمال هذا لم يرفع بندقية تمردا واسقط دكتاتورية الإنقاذ سلميا بينما كان أولاد دقلو يسومون أهل دارفور سوء العذاب ، ويقاتلون نفس هذه الحركات أينما ثقفوهم .
وأبناء دارفور يعلمون كما يعلم كل سوداني تاريخ آل دقلو ومن أين نبتوا من لاشيئ حتى استخدمهم الكيزان حراسا وحماة لهم ، فلما كادت مركبتهم تغرق باعوهم ، في سوق المصلحة ، ولبسوا لباس الثورة ، الذي يبدو أنه أوسع منهم بكثير .
إن أكبر تهديد يواجه البلد ، يأتي في مقدمته ، الدعم السريع ، الذي سيصعب استيعابهم في مواعين دولة القوانين والمدنية .
إن التعامل مع فصيل مدجج بالسلاح وبالجهل ، مصيبة كبرى ، فمن الممكن أن تتفاوض مع قادة الحركات المسلحة فلهم قضية _ صدقوا في ذلك أم لا _ ولهم أفكار آمن بها من آمن وكفر من كفر .
أما الدعم السريع فمن أين يمكنك أن تتفاوض معهم ، ثم مع من تتفاوض أصلا ، هل في ظنك أن آل دقلوا بعد أن وضعوا النجوم الزائفة على أكتافهم ، وصدقوا بأنهم لواءات وضباطا سيتنازلوا عن كل هذا نزولا على مفاهم لا يفهمونها مثل المدنية والديمقراطية والحريات وسيادة القانون .؟
إن ليل السودان طويل ، وأن النور في نهاية النفق لا يزال بعيدا ، وأهون ما ما يمر بنا هذه الأزمات فهي رأس جبل الجليد فقط .