المشرُوع الوطني لِبناء الدولة السُودانية (3) .. وحدة السُودان مبدأ فوق دستوري بقلم :نضال عبدالوهاب

المشرُوع الوطني لِبناء الدولة السُودانية (3) .. وحدة السُودان مبدأ فوق دستوري بقلم :نضال عبدالوهاب


04-09-2021, 12:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617968147&rn=0


Post: #1
Title: المشرُوع الوطني لِبناء الدولة السُودانية (3) .. وحدة السُودان مبدأ فوق دستوري بقلم :نضال عبدالوهاب
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 04-09-2021, 12:35 PM

12:35 PM April, 09 2021

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر




في إتجاه التأسيس لمشروع وطني سُوداني يلتف حوله الجميع لبناء الدولة السُودانية ، نأتي لمسألة هامة جداً تُعتبر واحدة من الأشياء التي أرّقت الكثيرين من بنات وأبناء هذا الوطن وهي وحدة السُودان وحمايته من التقسيم والإنفصال ، خاصة بعد إنفصال الجنوب بسبب أزمة العقلية التي كانت سائدة وضُعف القيادة السياسية وقتها وضحالة تفكيرها حول الحلول التي كان يُمكن وبكل يُسر إتخاذها بعيداً عن ما تم ، والأهم هو إتخاذها قراراً غير صحيح ولا يُراعي حتي القوانين الدولية التي تمنع من التدخل في الشئون الداخلية للدول ويحصنها من التفتت نتيجة لاي صراع إثني أو ثقافي ناتج عن تعدد موجود داخل هذه الدولة ويُحافظ بالتالي علي الأستقرار والسِلم الإقليمي والعالمي ، فتم تجاوز كُل هذا وفقاً لصفقة للأسف شاركت فيها قوي دولية ذات مصلحة في ذلك الحين ، كان يجب أن تكون هي الأحرص علي حماية القوانين الدولية وتأسيس مفهوم يقوم علي إحترام المبادئ وقوانين ومواثيق الأُمم المُتحدة ..
شكّل إنفصال الجنوب بالإضافة للصِراعات الإثنية والحرب في عدد من أقاليم وأجزاء السودان في دارفور والشرق وجنوب كُردفان والنيل الأزرق ، شكّل كابوساً و وسواس مُستمر من أن تمتد يد التقسيم لأجزاء أُخري من أرض الدولة السُودانية بنفس السيناريو لإنفصال الجنوب ، وبالفعل شجّع هذا بعض الفصائل والحركات المُسلحة للمُطالبة بالإنفصال وتقرير المصير ( الإنفصالي ) أُسوة بما حدث للجنوب الذي أصبح نموذجاً ومثالاً عند البعض للسير في ذات الطريق ! ..
ومع إيماننا العميق بأُكذوبة ما يُسمي بحق تقرير المصير ( الإنفصالي ) للإثنيات والشعوب داخل الدولة الواحدة وأن أقصي غاية ما يُمكن المُطالبة به وفقاً للقوانين الدولية ومواثيق الأمم المُتحدة هو حق تقرير المصير الداخلي (غير الإنفصالي ) ومثال له حق ( الحُكم الفدرالي أو الذاتي ) داخل الدولة الأُم الموحدة ، وحتي هذا يتم وفقاً لشروط مُحددة لاتنطبق علي أمثلة من طالبوا بالإنفصال وحق تقرير المصير .. رغم مطالبتنا الحالية الآن وضمن ذات المشروع الوطني لبناء الدولة السُودانية بإقرار نظام الحُكم الفِدرالي ، كنا قد كتبنا سابقاً بتخصص في هذا وتفصيل في مقال بعنوان ( أُكذوبة حق تقرير المصير الإنفصالي ) ..
ونتيجة لإختلال ميزان التنمية و بسبب إنفراد مجموعات إثنية مُحددة وطُغيان الثقافة العربية والإسلامية علي غيرها من ثقافات وإثنيات وإحتكارها للسُلطة في السودان ، نشأ الصِراع وقامت الحرب الأهلية الداخلية ، وزاد منها ومن إنتشارها مشروع الإِسلام السِياسي الذي كرّس لهيمنة وعُلو الثقافة والعُنصر العربي والإسلامِي علي غيره من شُعوب الُسودان وعلي كافة مُكوناته الإثنية والثقافية ، الإفريقية والنوبية والبجاوية وغيرها داخل السُودان المُتعدد .. وبعد سُقوط النظام السابق ومشروعه العُنصري المُتسلط في السُودان وقيام الثورة أصبحنا جميعاً نتجه نحو التغيير والحُلول المُستدامة للسُودانين ولدولتنا العظيمة ..
واحدة من أهم الحُلول المُستدامة والتي تُمهد لكل الأجيال القادمة العيش دون صِراعات و وساوس من طُغيان مجموعة إثنية أو دينية أو ثقافة مُحددة حتي وإن كانت أغلبية أو أقلية للتأثير علي وحدة السودان والتفريط في أراضيه وتقسيمها ، هي وضع وحِدة السودان كمبدأ فوق دستوري والنصّ علي هذا في ميثاق يتوافق عليه جميع مُكونات وقوي المُجتعات السودانية وقواه السياسِية .. والمبدأ فوق الدستوري هو الذي لا يكون قابلاً أبداً للإلغاء أو التعديل ومُحصّن ضد التغيير أو الإِستبدال لضمان إستمراريتُه فيما يختص ، إذن لكي نضمن وحدة السُودان يجب وضعها كحق ومبدأ فوق دستوري .. كما تفعل أمريكا مثلاً وكما فعلت المانيا بعد الحرب العالمية الثانية وفترة النازية البغيضة بإقرارها مبدأ الإتحاد الفدرالي وتضمينه كحق فوق دستوري لتحصين الديمُقراطية بها وعدم جرها للدكتاتورية ، وكما فعلت تركيا بوضعها للعلمانية كمبدأ فوق دستوري أيضاً ، والمُلاحظ أن كل هذه الدول الكُبري تتشابه في مسألة التنوع والتعدد الإثني والثقافي والقومي تماماً كما حال السُودان ..
وبمثل ما طالبنا في تأسيسنا لمشرُوع وطني لِبناء الدولة السُودانية بإقرار فصل الدين عن مؤسسات السُلطة والدولة السياسية وإقرار ( العلمانية ) كمبدأ فوق دستوري فإننا نُطالب أيضاً بإقرار وحدة السُودان كمبدأ فوق دستوري غير قابل للتعديل أو الإلغاء تحت كُل الظروف الآن وفي المُستقبل! ..
نواصل ..
نضال عبدالوهاب ..
9 أبريل 2021 ..