الإنفاق على البنزين ليس أولوية للمواطن و الانتاج بقلم :عبدالعزيز وداعة الله

الإنفاق على البنزين ليس أولوية للمواطن و الانتاج بقلم :عبدالعزيز وداعة الله


04-08-2021, 02:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617846064&rn=0


Post: #1
Title: الإنفاق على البنزين ليس أولوية للمواطن و الانتاج بقلم :عبدالعزيز وداعة الله
Author: عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Date: 04-08-2021, 02:41 AM

02:41 AM April, 07 2021

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر




أولويات الصَرْف لمصلحة المواطن و الإنتاج لا تحتاج لِكثير بيانات و معلومات, فأبسط مواطن في الشارع يمكن أنْ يُحَدِّث عن الأولويات التى تنهض بالبلاد. و لَمَّا انتهجتْ حكومة(الكفاءات) ذات النهج الاقتصادي الانقاذي الأرعن, و ليس مِنْ المقبول أن تتجاهل الحكومة الغالبية العظمي مِن الشعب الذي ثار و ضَحَّي بأرواح أبنائه في أقوى و أعظم ثورة في التاريخ و لعله على مَرِّه. فالغالبية العظمي مِن الشعب هي طبقة الفقراء و لا شأن لها بالبنزين الذي يستخدمه علية القوم لكل فرد مِن العائلة سيارة صغيرة فارهة خاصة به لا ينقطع الهواء البارد منها لحظة.
و بعد أول مؤتمر صحفي للمناضل محمد ضياء الدين مدير شركة مواصلات ولاية الخرطوم الذي قدَّم فيه احصائية بالباصات و حجم العجز و نقص قطع الغيار كان المأمول أنْ تكون أعجل القرارات الحكومية الداعمة له هي النهوض بهذه الشركة. و المقارنة بين النقل بالسيارات الصغيرة التى تعمل بالبنزين في مقابل الباصات الكبيرة التى تعمل بالجازولين لا تحتاج لخبير اقتصادي للإفتاء فيها . هذا في ما يخص النقل أمَّا في ما يتعلق بالإنتاج فلا أدْنى فضْلٍ يُذْكر للبنزين, و لا حاجة لِذكر التفاصيل.
و كنا نظن أنَّ حكومة(الكفاءات) تعلم أنَّ البنزين مُبدد للأموال في مقابل عائده المادي, فالبنزين يجعل مِن الدولة مُسْتَهلِكَة لا منتجة, و لو سألنا-ربما- كل الطاقم في مجلسي السيادة و الوزراء عن سعر برميل الجازولين للمزارع في ولايتي نهر النيل و الشمالية لَمَا أجاب منهم أَحَد, فالكهرباء كما أتصور أن تكون الحكومة بشقيها العسكري و المدني عليمة بأهمية كهربة المشاريع الزراعية غير انها تبقي مجرد وعود كما دَرَج النظام البائد الذي حَرَم نهائيا بعض المناطق مِنها دعك مِنْ أنْ يكهرب لها مشاريعاً زراعية. و حسنا, استقال وكيل وزارة الطاقة بَعْد أنْ أحس بأنَّ روح الحكومة لا تشجعه في الإصلاح و توفير الطاقة. و قد تساءلت في مقال سابق عن إحجام الحكومة عن استغلال الطاقة الشمسية.
و معروف أنَّ السكك الحديدية و النقل النهري و البحري هي أرخص وسائل النقل, و كذلك النقل البَرِّي كلما كَبُرَتْ مواعينه, و لَكم يا حكومة(الكفاءات) أنْ تلاحظوا-مجرد الملاحظة- علي سبيل المثال: ركاب 10 عربات أمجاد, يمكن أنْ يَقِلَّهم باصان بكل ارتياح, أَمَّا في السكك الحديدية, فقطار واحد ممكن أن يبتلع في بطنه ركاب 100 عربة أمجاد!!. و العالَم من حولنا-برغم وضعه المادي المتميز- و إمعانا في ترشيد و ضبط منصرفاته يعتمد على السكك الحديدية و مواعين النقل البري الكبيرة, و اضرب مثلا بالعراق و قد قضيتُ في مدينة البصرة بالجنوب نحو عام في أواخر التسعينيات, و كانت وقتها للسكك الحديدية 6 سفريات يومية بالقطار من البصرة لبغداد, ثلاث منها ببداية النهار و ثلاث بنهايته, و تحسب و انت في القطار كأنه جيء به للتو للعمل لِشدة ما عليه من اناقة و نظافة و تهيئة مكتملة, و ليس هذا فحسب بل انَّ قيمة التذكرة و الطعام و الشراب فيه تبدو و كأنها رمزية يراد بها خدمة المواطن لا الاستثمار فيه. و نقول انها العراق وقت انْ كان يحكمها حزب البعث. نعم, حزب البعث يا تجار الدين.
و أسألوا عن السكك الحديدية في مصر, علي مدار الكسر مِن الساعة تنطلق القطارات هنا و هناك. فما هكذا يُكافأ الشعب الذي ضَحَّى بالغالي و النفيس, فلا قِصاص مِن قتلة شهدائه ,و لا أزحتم عنه الضائقة المعيشية. و لا تحسبوا ان برامجكم الهزيلة بظنكم انكم ستساعدون الفقراء بها هو انجاز, بل هو تمادٍ في السير على الطريق الانقاذي, و المواطن ان كنتم تعلمون لا يريد عطاء شحيحا بعد اراقة دمائه و لكنه يريد ان يكون منتِجا, و باختصار يريد ان يقول لكم القول الصيني(لا تعطني سمكة, و لكن يَسِّر لي ان اصطاد السمك)
و باختصار- يا حكومة- ضعوا الاولويات التى لا ترهق الخزينة العامة و جيب المواطن و أنْ يكون الانفاق بقدر الاهمية و حجم المردود منه, فلا نريد ان نكون مستهلِكِين و لكن نريد ان نكون منتجين, فإن كان المواطن البسيط يعرف كيف يصرف و يوزع ميزانيته فكيف بحكومة(خبراء) جيء بهم لإنقاذ حقيقي للبلاد؟ و لا تجعلونا نقول: ( مِنْ اين جيء بكم) علي وزن ما قاله اديبنا الراحل الطيب صالح عن الانقاذيين(مِن اين اتي هؤلاء)؟