هل كانت الحركة الشعبية تدعو لتطبيق الشرائع السماوية عندما انضممت لها يا تلفون كوكو؟ بقلم :عبد الغني

هل كانت الحركة الشعبية تدعو لتطبيق الشرائع السماوية عندما انضممت لها يا تلفون كوكو؟ بقلم :عبد الغني


04-08-2021, 02:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617843967&rn=1


Post: #1
Title: هل كانت الحركة الشعبية تدعو لتطبيق الشرائع السماوية عندما انضممت لها يا تلفون كوكو؟ بقلم :عبد الغني
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 04-08-2021, 02:06 AM
Parent: #0

02:06 AM April, 07 2021

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر





نتكلم عن علمانية الهند.. البعض يظن بأن ذلك معارض للدين وهذا خطا واضح.. ما تعنيه حقيقة تلك العلمانية هي بأن الدولة تقدّر العقيدة الدينية للجميع بالتساوي وتمنحهم فرصا متساوية في كل شيء ولدى الهند تاريخ عريق من التعايش الديني.. في بلد كالهند حيث يوجد العديد من العقائد الدينية لا يمكن ان تبنى الوطنية على اي اساس غير العلماني. - جواهر لال نهرو (أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال)
غريب وغريب جدا أمر هذا الرجل -أي تلفون كوكو الذي لا يعجبه أي شيء، طالما صانع هذا الشيء هو عبد العزيز آدم الحلو، رئيس الحركة الشعبية، الذي يصفه كوكو في بياناته ومقالاته (بالملحد والشيوعي) الذي لا علاقة له بالنوبة وبقضاياهم المصيرية، لكنه -أي كوكو، لم يقل لنا من الذي أعطاه حق توزيع صكوك "النوبية" ليحدد لنا من هو "نوباوي ومن هو غير نوباوي؟".
المسؤولية تقتضي -هذا إذا كان السيد تلفون كوكو يعرف حدود المسؤولية، أن ينتقد المنهجية والطريقة التي يسلكها عبد العزيز الحلو في مفاوضاته مع حكومة الخرطوم مثلا، لكن أن يترك الرجل كل شيء جانبا ويتحدث عن قبيلة عبد العزيز الحلو، وما إذا كان نوباوي أو غير نوباوي، فهذا ما يعني دون شك أن الرجل يسعى جاهدا لزرع الفتن القبلية والدينية وولخ، في جبال النوبة.
تلفون كوكو، اعتاد على تحرّيض النوبة منذ ما يزيد على عشرة سنوات، لرفض قيادة عبد العزيز الحلو للحركة الشعبية لتحرير السودان، بزعم ان الحلو ليس نوباويا، لكن عندما فشل في هذه المهمة التحريضية الصعبة، لجأ الى رفع شعار (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)، وانتهز فرصة توقيع اعلان المبادئ بين البرهان والحلو الذي ينص على "فصل الدين عن الدولة، ليخرج كل ما في داخله من احقاد وكراهية تجاه الحلو في رسالة للبرهان بعنوان:
رسالة من اللواء تلفون كوكو إلى البرهان!!
((فصل الدين عن الدولة او فصل الدولة عن الدين والشريعة، لأن النوبة لا ياكلون فصل الدين عن الدولة ولا يشربونه ولا يتعالجون به ولا يتعلمون به ولا يوفر لهم كهرباء ولا طرق ولا يمنحهم سلطة ولا ثروة هذه هدية خاصة منك للملحد عبد العزيز ادم أبكر هارون والشيوعيين محمد يوسف مصطفى ومحمد هاشم جلال.
فاقول لك باسم النوبة عامة هذه بضاعتك ردت لك..
شعب النوبة بريئون من أن يذكروا في التاريخ أنهم حاربوا من أجل ازالة دين من الاديان السماوية وباسمهم اكرر نحن النوبة بريئين وخاصة المقاتلين من أن تستخدم اي جهة عرق نضالنا ودمائنا وارواحنا لتحقيق مكاسب او مصالح عقائدية بالنيل من اي دين من الاديان السماوية.. وان حدث ذلك فهذا مسؤولية من قام بذلك مع الطرف الآخر الذي تنازل في حد من حدود ربه ليرضى الملحدين من اجل حقوق الطفل والمراة ومن أجل حقوق المثليين زواج المراة بالمراة والرجل بالرجل وبيوت الدعارة والبارات هذا الانفلات الاخلاقي الذي كان قد حسمه النميري في جميع مدن السودان والخرطوم بصفة خاصة..
فنحن نتبرا أن يستخدم نضالنا من اجل الغايات القذرة لأن غاياتنا كانت نبيلة وستظل هكذا..
فمكرمة عبد الفتاح البرهان مكرمة من لا يملك لمن لا يستحق..))
لواء تلفون كوكو ابوجلحة
عزيزي القارئ..
هذه الرسالة القصيرة الركيكة، هي كل ما تريد قراءتها عن السيد تلفون كوكو، لمعرفة قدراته القيادية ومؤهلاته التعليمية. وتلفون كوكو بالمناسبة، يقيم في دولة جنوب السودان منذ عام 2010م، دون ان يعرف شعب النوبة الذي يدعي هو التحدث باسمه، أسباب وجوده هناك.. فما إذا كان اقامته هناك جبرية أم عادية؟
لستُ أدرى متى اعتنق تلفون كوكو الديانة الإسلامية، لأن الإسلام عندنا في جبال النوبة حديث العهد، ومع ذلك تعايش النوبة مع المعتنقين لهذه الديانة الجديدة، جنبا الى جنب دون اقصاء ومضايقات، بحكم ان النظام السياسي عند النوبة كان (علمانيا)، حتى نزلت قوانين سبتمبر 1983 -أي قوانين قطع الايدي والرقاب، ومن ثم قوانين "المشروع الحضاري) التي جاءت بها الجبهة الإسلامية 1989 -2019م.
في ظل حكم الإسلاميين، تسابق أئمة المساجد وفقهاء الشريعة الإسلامية، يا تلفون يا كوكو، في اصدار عشرات الفتاوى، استهدفت النوبة كقومية وكشعب، له مميزاته اللغوية والثقافية وولخ، وليس فقط النصارى والمسيحيين منهم، بل أكثر المتضررين هم النوبة المسلمين -أي الذين كانوا على دين النظام الحاكم نفسه.. فهل كان تلفون كوكو في ذاك الزمن من أصحاب الكهف؟
يتكلم تلفون كوكو في موضوع لا يفقه فيه شيئا وهو موضوع العلمانية، ويقول:
(("فصل الدين عن الدولة او فصل الدولة عن الدين والشريعة، لأن النوبة لا ياكلون فصل الدين عن الدولة ولا يشربونه ولا يتعالجون به ولا يتعلمون به ولا يوفر لهم كهرباء ولا طرق ولا يمنحهم سلطة ولا ثروة هذه هدية خاصة منك للملحد عبد العزيز ادم أبكر هارون والشيوعيين محمد يوسف مصطفى ومحمد هاشم جلال"...
ما قاله تلفون كوكو أعلاه يعبر عن العقلية الإسلامية المتطرفة التي لا تراعي في اطروحاتها الجانب المعرفي أو الصواب والخطأ بقدر ما تراعي مدى تأثيرها المباشر بالمستمع مما أوقعهم في فتنة الحذلقة الكلامية.. فالعلمانية التي لا يعرف عنها تلفون كوكو شيئا، هي التي طورت الغرب التي يهرب إليها الإسلاميين كلما شعروا بخطر ما في بلادهم، فإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب يا تلفون يا كوكو!
يواصل الشيخ الضلالي تلفون كوكو في فتنة الحذلقة الكلامية ويقول: "شعب النوبة بريئون من أن يذكروا في التاريخ أنهم حاربوا من أجل ازالة دين من الاديان السماوية وباسمهم اكرر نحن النوبة بريئين وخاصة المقاتلين من أن تستخدم اي جهة عرق نضالنا ودمائنا وارواحنا لتحقيق مكاسب او مصالح عقائدية بالنيل من اي دين من الاديان السماوية.. وان حدث ذلك فهذا مسؤولية من قام بذلك مع الطرف الآخر الذي تنازل في حد من حدود ربه ليرضى الملحدين من اجل حقوق الطفل والمراة ومن أجل حقوق المثليين زواج المراة بالمراة والرجل بالرجل وبيوت الدعارة والبارات هذا الانفلات الاخلاقي الذي كان قد حسمه النميري في جميع مدن السودان والخرطوم بصفة خاصة"..
أولاً/ يا شيخنا تلفون كوكو.. شعب النوبة ليس ببريء من النظام العلماني، بل ان هذا النظام نظام "نوبي" في الأساس، واخذ منه العالم المتقدم، وهو ببساطة يعني "فصل الأمور الدينية عن الدولة" -أي ابعاد وفصل المنافقين وتجار الدين من أمثالك عن الأمور السياسة.
ثانياً/ أنت تزعم يا تلفون كوكو بأنك نوباوي ونوباوي أصيل كمان مش مضروب، فكيف إذن لا تعرف ان العلمانية من صلب النظام السياسي النوبي؟
ثالثاً/ أنت تقيم في دولة جنوب السودان يا تلفون كوكو، والجنوب تتبنى نظاما علمانيا.. فهل حدث ان شاهدت زواجا للمثليين -أي زواج الرجل من الرجل والمرأة من المرأة، هناك؟
رابعاً/ يتحدث تلفون كوكو عن بيوت الدعارة، والبارات، والانفلات الأخلاقي، وولخ.. لكنه نسى أو تناسى ككل الإسلاميين ان يعترف بأن هذه الظواهر التي ذكرها لا تتغذى إلا في الدول التي تدعي تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية، ففي عهد الجبهة الإسلامية مثلا، انتشرت المثلية وكافة الانفلاتات الأخلاقية في السودان بطريقة فظيعة ومخيفة.. فما علاقة هذه الظواهر بالعلمانية التي تطالب بها الحركة الشعبية؟
منذ تحرير الحركة الشعبية لمناطق واسعة في جبال النوبة والنيل الأزرق، فإنها تطبق "العلمانية"، فليأتي لنا الشيخ تلفون كوكو بمثال واحد للظواهر غير الأخلاقية التي تحدث عنها وقعت في المناطق التي تسيطر عليها الحركة -كزواج المرأة بالمرأة والرجل بالرجل وولخ!
يقول كوكو.. "فنحن نتبرا أن يستخدم نضالنا من اجل الغايات القذرة لأن غاياتنا كانت نبيلة وستظل هكذا"..
ونحن هنا نتوجه إليه بهذا السؤال: ماذا كانت غاياتك النضالية.. هل كانت، لإقامة امارة إسلامية تطبق الشريعة الإسلامية وتقطع الأيدي والرقاب في جبال النوبة، أم ماذا يا شيخنا المناضل؟
ان التوصل لإعلان المبادئ الذي وُقع عليه بين البرهان والحلو في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا، في أواخر شهر مارس المنصرم، ما كان ليتم لولا إصرار وعزيمة الحركة الشعبية شمال على تحقيق مطلب فصل الدين عن الدولة.. لكن الشيخ تلفون كوكو في رسالته للفريق عبدالفتاح البرهان، يقول ان ما تم التوقيع عليه، هو مكرمة من لا يملك لمن لا يستحق.. وهكذا اجمع الإسلاميين والفلول على وصف أي اتفاق يدعو للنظام العلماني في السودان على انه "عطاء من لا يملك لمن لا يستحق"؟
منطقة جبال النوبة، معروفة بتعددها وتنوعها الديني والثقافي واللغوي وولخ، وهذا الشيء ليس بالجديد، بل هو جزء من البنية الاجتماعية والتاريخية لهذه المنطقة -بمعنى ان النوبة لم يفكروا يوما ما في احتمال استئصال الأقليات أو منع مظاهر التعدّد المختلفة، بل على العكس من ذلك، حمى النوبة حق الاختلاف، وذلك من خلال الإقرار بحرية الدين والتدين، وكل هذا لم يكن ممكنا دون إعمال النظام "العلماني".. فهل يعرف شيخنا تلفون كوكو هذه الحقيقة؟
يقول تلفون في رسالته: (فأقول لك باسم النوبة عامة هذه بضاعتك ردت لك)..
ونحن من جانبنا نقول لك يا شيخنا تلفون كوكو.. إذا كان هناك بضاعة كاسدة وبائرة تستحق ان تسترد لأصحابها، فهي بضاعتك الإسلامية التي تريد تسويقها للنوبة، وتأكد ان النوبة لم ولن يقبلوا بإمارة "الدواعش" في جبال النوبة.
تلفون كوكو عزيزي القارئ، في كل بياناته ومقالاته الكثيرة يمجد نفسه، ويزعم بانه من المؤسسين للحركة الشعبية لتحرير السودان. ولو أخذنا بصحة هذا الزعم افتراضا، فكيف اذن لواحد يدعي انه من مؤسسي الحركة ان يرفض العلمانية التي هي النظام الأساسي للحركة، أم ان تلفونا هذا كان عميلا إسلاميا مزروعا داخل صفوف الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان؟
يقول علي الوردي.. لو خيروا العرب بين دولتين علمانية ودينية، لصوتوا للدولة الدينية وذهبوا للعيش في الدولة العلمانية.. فنقول لفون كوكو، لا تبقى كالعربي، تطالب بالدولة الدينية، بينما تريد العيش في فرنسا!