مهازل البنوك مع المغتربين في هذه الأيام !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

مهازل البنوك مع المغتربين في هذه الأيام !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


04-04-2021, 07:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617517382&rn=0


Post: #1
Title: مهازل البنوك مع المغتربين في هذه الأيام !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 04-04-2021, 07:23 AM

07:23 AM April, 04 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

مهازل البنوك مع المغتربين في هذه الأيام !!

أبناء السودان المغتربين كانوا عند مستويات عالية حين استجابوا لتلك النداءات بمنتهى الوطنية الصادقة ،، وفي نفس الوقت أرادوا أن يمتحنوا مصداقية تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة ،، وعليه توجهوا بكثافة كبيرة وأجروا تلك التحويلات المالية لذويهم بالسودان عن طريق البنوك والمصارف الرسمية بدلاً من تلك التحويلات عن طريق رجال العملة في الأسواق السوداء ،، وبتلك الخطوة الوطنية الصادقة فإن المغتربين السودانيين قد أكدوا للعالم صدق الوفاء لذلك الوطن العزيز ،، وفي نفس الوقت فإن هؤلاء المغتربين السودانيين قد وضعوا تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة أمام اختبار وامتحان ،، حيث أوجدوا تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة أمام تجربة جديدة لعلها تنجح ولو لمرة واحدة في حياتها ،، وذلك حتى تثبت للعالم جدارتها ومصداقيتها في يوم من الأيام ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة لم تكن بمستوى التحديات والتجربة ،، ولم تكن بتلك المقدرة والقوة التي تليق بحكومة تواجدت في أعقاب انتفاضة عظيمة وكبيرة ،، وقد اتضح للمغتربين السودانيين أن تلك الحكومة المؤقتة قد اتخذت تلك القرارات حول تحويلات المغتربين لمجرد شكل من أشكال الاسترجال في القرارات دون دراسات متعمقة ،، والأمر برمته مجرد ثرثرة بالألسن لزوم الخدعة لكسب مودة المغترب دون جدية في الخطوات ،، والهدف الأول والأخير من تلك القرارات الأخيرة هو الاستيلاء على مدخرات المغتربين بأي شكل من الأشكال ،، ولم تكن نواياها صادقة بذلك القدر من المصداقية المتوفر لدى الإخوة المغتربين أبناء السودان ،، حكومة فقط قد اتخذت تلك القرارات بالألسن ولم تقرن الكلام بالأفعال .. فهي حين قالت واتخذت تلك الخطوات لم تتخذ في المقابل تلك الإجراءات والاستعدادات التامة في أروقة المؤسسات لديها ،، ولم تكن مستعدة بذلك القدر حين قالت وقررت !!،، حكومة تجهل كلياً بأن تلك الإجراءات والممارسات السليمة في أرض الواقع يجب أن تسبق الأقوال ,, حكومة فقط تجيد الثرثرة باللسان ولا تجيد الأفعال ،، وتظن أن تلك الانجازات في أرض الواقع تتم بمجرد الثرثرة بالألسن !! ،، وتجهل في أجنداتها كلياً أن الاستعدادات والبنيات التحتية يجب أن تسبق الأقوال في أي وقت من الأوقات ،، وذلك العيب تعد من أكبر العيوب التي تمتاز بها تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة منذ مقدمها للبلاد ،، فهي حكومة تجهل كلياَ تلك الخطوات العملية الضرورية التي تسبق القرارات في أية دولة من دول العالم ،، وقد تجلت تلك المهزلة الكبرى في الأيام القليلة الماضية ،، حيث استجاب المغتربون لواجب الوطن والوطنية بطريقة بطولية غير مسبوقة ,, وكانوا على قدر كبير يشرف الأمة السودانية ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك الحكومة الواهية الضعيفة الهزيلة لم تكن إطلاقاً بمستوى الأحداث ،، ولم تكن بمستوى المسئولية ،، حيث في هذه الأيام يتزاحم الأهالي وذوي المغتربين لدى البنوك والمصارف السودانية لاستلام تلك التحويلات المالية المرسلة من أبناءهم وذويهم في الخارج ،، ثم تماطل تلك البنوك والمصارف السودانية لأيام وأيام وأسابيع ولا تصرف لهم تلك المستحقات المالية !! ،، والبعض من هؤلاء يقدمون لتلك البنوك بعد سفر من خارج العاصمة السودانية ،، ورغم ذلك فإن تلك البنوك والمصارف السودانية بمنتهى الاستهتار ودون تقدير لظروف العملاء تطلب منهم مراجعتها في يوم آخر لعدم توفر السيولة لديها ،، قال أحد المراجعين أنه يقدم من ( الكاملين ) يومياً لمراجعة البنك فإذا بموظف البنك بمنتهى الاستهتار يطلب منه أن يراجع البنك في يوم آخر !! .. وأمثال ذلك الرجل يعدون بالمئات والمئات ،، حيث يقدمون من مناطق عديدة من خارج العاصمة ،، وهؤلاء جميعاً كانوا في الماضي يستلمون قيمة تلك التحويلات المالية وهم جالسون في عقر ديارهم عن طريق تجار العملة في السوق الأسود .

وفي هذه الأيام فإن السواد الأعظم من هؤلاء الأهالي قد جاهروا أمام أجهزة الإعلام وقالوا بأنهم سوف يطلبون من إخوانهم وذويهم بالخارج بعدم إرسال تلك التحويلات المالية مرة أخرى عن طريق البنوك والمصارف الرسمية ،، بل سوف يطلبون منهم بشدة بأن يرسلوا تلك التحويلات المالية عن طريق رجال العملة في السوق الأسود كما كان يتم في السابق ،، حيث تلك التحويلات والمبالغ المرسلة التي كانت تسلم للأهالي عند أبواب بيوتهم دون أية مشقة أو عناء أو السفر والتزاحم أمام البنوك .

مواقع التواصل في الشبكة العنكبوتية في هذه الأيام تنقل تلك الصور والمهازل التي تجري في أروقة بعض البنوك والمصارف السودانية ،، تلك البنوك والمصارف السودانية التي لا تستحي ولا تخجل حين تصرح وتدعي بأنها لا تملك تلك السيولة الكافية لديها ،، ومن سخرية الأحوال أن تلك البنوك تجتهد في تحصيل الأموال من العملاء في أية لحظة من اللحظات ،، ولكنها لا تجتهد في لحظة من اللحظات في تسليم المستحقات للعملاء !!! .. وتلك المعاملة الغريبة تعد من أعجب المعاملات المعهودة في ممارسات البنوك في أرجاء العالم ،، وهي تلك البنوك في العالم التي تتعامل مع الصادر والوارد بنفس المستوى والقدر ،، أما تلك البنوك والمصارف السودانية فهي تلك الكئيبة الكالحة التي تتلهف فقط لاستلام الأموال من العملاء ،، ولا تتلهف إطلاقاً في تسليم المستحقات للعملاء !!

وبالمختصر المفيد فإن تلك الممارسات القبيحة والمشينة التي تمارسها تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة بمجرد الألسن والثرثرة بجانب تلك الممارسات القبيحة والمشينة التي تمارسها تلك البنوك والمصارف السودانية تؤكد بأن الهدف الأول والأخير لتلك الحكومة والبنوك السودانية هو ذلك الاستيلاء على مدخرات وأموال المغتربين الكادحين في أرجاء العالم ،، وتلك الممارسات المشينة القبيحة هي التي تجبر هؤلاء المغتربين الأوفياء لكي يتعاملوا مع تجار العملة في الأسواق السوداء ،، حيث أن التعامل مع هؤلاء التجار في الأسواق السوداء أفضل من التعامل مع تلك البنوك والمصارف السودانية ألف وألف مليون مرة ،، ومن العبث أن يجتهد البعض في عزف تلك المعزوفة الوطنية الفارغة بعد اليوم ،، حيث معزوفة وفرية الإخلاص للوطن ،، ذلك الوطن المهلك الذي لا يخلص لأبنائه في يوم من الأيام .