ما نخدر روحنا كمان بقلم:كمال الهِدي

ما نخدر روحنا كمان بقلم:كمال الهِدي


04-04-2021, 03:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617505076&rn=0


Post: #1
Title: ما نخدر روحنا كمان بقلم:كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 04-04-2021, 03:57 AM

03:57 AM April, 03 2021

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




تأمُلات



. صحيح أن الهلال أدى أمام صن داونز واحدة من مبارياته المتميزة في الآونة الأخيرة.

. لكنني لا أميل لفرضية أن المدرب البرتغالي ريكاردو استطاع تغيير كل شيء في هذه الفترة الوجيزة.

. ولو كان لاعبنا السوداني سريع الاستيعاب لهذه الدرجة وقادراً على التطور خلال أيام أو أسابيع لحصدنا كل الألقاب الإقليمية والعالمية مرات عديدة.

. فمن غير المنطقي ألا يكون قد مر على الهلال وبقية فرقنا السودانية مدربون أصحاب إمكانيات حقيقية طوال العقود الماضية.

. ربما أن ريكاردو وفق في وضع التشكيلة أو طريقة اللعب لمباراة أو أخرى، إلا أن المباراة موضوع هذا المقال لا يمكن أن يؤسس عليها مثل هذا الحكم النهائي على مدرب أثق في أنه لم يتعرف حتى اللحظة على إمكانيات لاعبيه، ولو لم يكن الوضع كذلك لأجرى بعض التعديلات على تشكيلة وطريقة لعب فريقه بالأمس بما يقربه من حصد النقاط الثلاث.

. إحدى أكبر مشاكلنا في هذا البلد أن كل واحد منا يهمه في المقام الاول إثبات صحة وجهة نظره حول موضوع محدد وبهذا نبتعد عن الموضوعية والأسس السليمة لإطلاق الأحكام.

. من كانوا يرون أن زوران مدرب فاشل يملأون أعمدة الصحف ومساحات مواقع التواصل الإجتماعي بحديث غير موضوعي حول نجاح ريكاردو في المهمة.

. وإن نظرنا للأمر من زاوية أخرى سنجد أن الهلال أدى مباراة طيبة نعم، لكنه أضاع فوزاً كان في اليد وهذا هو المهم.

. فالمنافس دخل للقاء بلا أي دوافع جادة للفوز.

. وقد أشرك عدداً من البدلاء.

. وفي الجانب المقابل كانت النقاط الثلاث ذات أهمية قصوى للهلال.

. َولُعبت المباراة الهامة بأرضنا ووجد اللاعبون مؤازرة ملفتة من شباب الأولتراس رغم محدودية العدد.

. فلماذا أضاع الهلال فرصة الفوز في مباراة سيطر على معظم فتراتها؟!

. لعب الحظ دوراً في ذلك، لكنه لم يكن الدور الأهم.

. فقد ضاعت للغربال فرصتان، وأصطدمت كرة أبي عاقلة بالقائم وفي ذلك سوء طالع.

. لكن العديد من لاعبينا لم يهدفوا كما يجب في مناسبات أخرى وسلموا حارس مرمى صن داونز كرات كان من الممكن أن توجه نحو الزوايا، أو تصوب بقوة لتنتج عنها أهداف (الشغيل نموذجاً في أكثر من مرة).

. سبب آخر ساهم في إضاعة فرصة الفوز هو أخطاء التمرير وسوء الإستلام.

. فمن غير المعقول أن يضم نادٍ بحجم الهلال لاعبين نسميهم بنجوم التسجيلات فيما يسلم الواحد منهم تمريرة من بين كل ثلاث كرات تصله للمنافس بدلاً من إيصالها لمهاجمي فريقه.

. مع السيطرة التي دانت للهلال بالأمس لو كان لدينا ثلاثة لاعبين فقط يجيدون التمرير لسجل الهلال أربعة أو خمسة أهداف في مرمى منافسه.

. معظم لاعبي الهلال أخطأوا أكثر مما أصابوا في التمرير، لكن عيد مقدم (بالغ عديل).

. أذكر أن معلقنا المجتهد سوار الدهب _ الذي قدم آداءً طيباً ومعلومات مفيدة للمتابعين _ قال أن عيد يقدم أداءً متميزاً، وهو ما أختلف فيه مع سوار.

. فالحسنة الوحيدة التي شاهدتها لعيد هي عودته للوراء مرتين لتخليص الكرة من مهاجمي صن داونز بصورة جيدة.

. لكنني شخصياً لم أر لعيد مقدم ولا تمريرة واحدة صحيحة.

. وكما نعلم جميعاً يا جماعة الخير فالتمرير السليم من أبجديات كرة القدم.

. وأستغرب حقيقة عندما يحتفي الناس بلاعب يمرر لزملائه بشكل سليم.

. فهذا هو الثابت، والعكس هو ما يستحق الوقوف عنده.

. أعني أن أي لاعب يستلم الكرة خمس مرات مثلاً فيسلم ثلاث منها للاعبي المنافس غير جدير باللعب في الروابط، دع عنكم أنديتنا الرائدة.

. أعيد وأكرر أن المشكلة لا في زوران ولا ريكاردو ولا أي مدرب آخر، بل فينا نحن من نروج ونهلل للاعبين يتهيبون الاستلام والتمرير لأنهم لا يجيدونه ولهذا تذهب معظم كراتهم للمنافسين.

. لاعب مثل ولاء الدين الذي حملته صحافتنا لقباً أكبر منه، أسالكم بالله أن تقولوا لي كم تمريرة صحيحة قدمها بالأمس منذ لحظة دخوله وحتى انتهاء المباراة!!

. هذا لا يعني أنه لا يوجد لاعبون يجيدون التمرير بدرجة أقل من الوسط بقليل، لكن هؤلاء يحتاجون بالطبع لعمل كبير واجتهاد مستمر وتدرب بشكل فردي إن أرادوا تحقيق النجاح.

. التصويب نحو المرمى أيضاً لن يجيده أي لاعب يكتفي بالتدريب الجماعي حتى وإن دربه غوارديولا.

. ولابد أن يتدرب من يرغب في أن يصبح هدافاً حقيقياً بشكل فردي يومياً أيضاً.

. من المعيب حقيقة أن يهدر لاعب ركض في الملاعب لسنوات طويلة مثل الشغيل فرصاً سهلة في مباراة مهمة مثل مباراة الأمس.

. اللاعب السوداني فاتته فرصة تعلم أساسيات عديدة في صغره وبعد كل ذلك تجده كسولاً وغير طموح ويكتفي بتدريبات جماعية قصيرة الوقت ويريد أن يحصد ألقاباً إقليمية.

. قد أجد لهم بعض العذر لأن صحافتنا عودتهم على ذلك ومنحتهم الإحساس دائماً بأنهم بلغوا القمة، كما أن جمهورنا يتلذذ بالتخدير ويكثر من التنظير حول المدربين لكن اللاعب دائماً غلطاته مغفورة.

. بمثل هذه السلوكيات والأساليب يمكن أن نتسلى ونضيع الوقت ونعيش متعة زائفة، لكننا لن نحقق ألقاباً قارية.

. وإن أردنا تحقيق الألقاب حقيقة فلابد أن نحفز هذا اللاعب على الاجتهاد وقضاء ساعات في التدرب ومحاولة تجسير الفجوة بينه وبين منافسيه الخارجيين.

. لكننا للأسف نحتاج لمن يوقظنا من أحلام اليقظة التي نعيشها.

. ففي كل مرة نخرج من فترة تسجيلات بفشل ذريع نظن معه أن الناس قد وعوا الدرس، نفاجأ بقابلية غير عادية لتلقي جرعات تخدير جديدة في فترة التسجيلات التالية.

. وما الضجيج المستمر هذه الأيام حول تسجيل سيف تيري إلا دليلاً على ما تقدم.

. فقد أعاد الهلال لاعبه السابق ومهاجمه المتميز الغربال لكنه فشل في التسجيل في أكثر من مباراة لعدم وجود الفرص الحقيقية.

. فهب أن الهلال سجل تيري اليوم قبل الغد فكم كرة ستصله هو وزميله الغربال في كل مباراة من واقع ما شاهدناه بالأمس!!