هي الخرطوم حقت ابو منو فيكم ؟ بقلم :علاء الدين محمد ابكر

هي الخرطوم حقت ابو منو فيكم ؟ بقلم :علاء الدين محمد ابكر


04-02-2021, 11:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617360857&rn=0


Post: #1
Title: هي الخرطوم حقت ابو منو فيكم ؟ بقلم :علاء الدين محمد ابكر
Author: علاء الدين محمد ابكر
Date: 04-02-2021, 11:54 AM

11:54 AM April, 02 2021

سودانيز اون لاين
علاء الدين محمد ابكر-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



المتاريس

[email protected]


هناك موجة عداء من بعض العنصريين نحو المهمشين المتواجدين بالخرطوم وهناك همس في اروقة مجالسهم بضرورة افراغ العاصمة منهم بهدف الاستمتاع بها ويتندرون بان الخرطوم في فترة الاعياد تكون شبه خالية تماما من حركة المارة بسبب سفر البعض الي ذويهم خارج العاصمة
ونطرح السوال عن من هم هولاء الذين يتركون العاصمة في فترة الاعياد؟
الإجابة هي هم ذاتهم اصحاب نفس الاصوات العنصرية التي تطالب بابعاد المهمشين عن العاصمة فاصحاب تلك الدعوة العرقية هم اقرب الناس جوار للعاصمة عكس المهمشين الذين وصلوا للخرطوم منذ سنوات طويلة تقطعت بهم السبل عن الرجوع الي مناطقهم وبعضهم لايعرف لها طريق فمعظمهم من احفاد من شارك في حروب المهدية او من الجنود السودانين الذين اشتركوا في الحرب العالمية الأولى والثانية او عمال السكة الحديد او مصلحة البابورات فاستطونوا في قلب الخرطوم حتي قبل ان ياتي اليها اصحاب الدعوة العنصرية بابعادهم عنها ولكن مع الضغط الاقتصادي اجبر العديد من المهمشين لبيع منازلهم في قلب العاصمة في مناطق الديم وبحري والسجانة وبري والموردة وحتي شمبات حيث تم ترحيلهم قسرا الي منطقة الحاج يوسف رغم اردتهم وكذلك في العهد البائد حدثت جريمة الترحيل القسري للمهمشين من منطقة سوبا الي اطراف صحراء شمال ام درمان ولو كان للمهمشين جمعيات حقوقية تعني بالدفاع عنهم لتقدموا بشكوي الي المجتمع الدولي بضرورة الحق في التعويض والعودة الي المناطق التي ابعدو عنها باعتبار ماحدث انتهاك لحقوق الإنسان
لقد ظل المهمشين يتعرضون الى صنوف من القهر فتجدا مناطقهم في اطراف العاصمة تنعدم فيها الخدمات كان في السابق تعمل بعض المنظمات الدولية في قدم الدعم لهم في التعليم والصحة وتوفير فرص العمل ولكن النظام البائد قام بطرد جميع المنظمات وبعد سقوط النظام قامت حكومة السيد حمدوك برفع الدعم عن العديد من الخدمات فانعكس ذلك علي وضع معاش المهمشين رغم انهم كانوا وقود الثورة الا انهم كانوا اول من المتضررين منها فتجد كل مؤشرات الضغط الاقتصادي يستهدف المهمشين فهل يعقل ان تكون قطعة الخبز من واحد جنية لتصير اليوم بسعر عشرين جنية فهل في مقدور المهمش ان يشتريها ؟ فكان شباب المهمشين هم الضحايا لعدم التوزيع العادل للثروة فانخرط عدد منهم في عصابات نهب وبكل اسف بدل ان تكون الحلول اجتماعية و دراسة اسباب تفشي الجرائم ووضع الحلول لها ولكنهم يصرون علي ان تكون الحلول امنية امتداد لنفس نهج الكيزان
ان الدعوات بضرورة رجوع الناس الي الاقاليم للعمل لا تتسق مع فكرة وطن واحد يسع الجميع فالمنطق يقول يحق لكل سوداني ان يتواجد في كل شبر من حدود البلاد فالتالي مسالة الهجرة العكسية تعود الى رغبة المواطن وليس بناء على رغبات الاصوات العنصرية التي هدفها تقسيم السودان الي دول صغيرة
وخير دليل لرفض العنصريين الجدد لوجود المهمشين بالخرطوم هي تلك الاصوات الصاخبة التي اعلنت رافضها لوجود حركات الكفاح المسلح في الخرطوم و دعوتهم السابقة لطرد قوات الدعم السريع من الخرطوم ووصفهم لجودهم فيها بالاحتلال ان الاستمرار في تبني مثل تلك التصريحات العرقية سوف يقود البلاد الي تكرار ما حدث في البوسنة والهرسك حينما حاول المسلمون فيها اقامة دولة مستقلة عقب انهيار الاتحاد اليوغسلافي وبما ان البوسنة بلاد تضم سكان غير مسلمين مثل الصرب والكروات ونتيجة لذلك
فقد دخلت البوسنة والهرسك في حرب اهلية ولم يتوقف القتال فيها الا بعد ابرام اتفاق دايتون للسلام في الولايات المتحدة الأمريكية والذي نص علي حق الجميع المسلمين والكروات والصرب علي العيش المشترك والتساوي في الحقوق والواجبات اتمني من العنصريين الجدد التوقف عن مثل تلك الدعوات فالخرطوم ملك للجميع وان من حق كل شخص القدوم اليها ونفس الشيء يحق لساكن الخرطوم بان يذهب الى اي بقعة من ارض السودان والحكومة هي المعنية بتوفير بيئة العمل الطيبة فهناك العديد من المشاريع الاقتصادية الي جزبت اليها الناس من شتي انحاء البلاد مثل مشروع الجزيرة فقد تدفق كل السودانين للعمل فيه ومنهم من فضل السكن فيها وكذلك سد الرصيرص الذي عمل علي جزب العديد من الناس والتنقيب عن الذهب الذي احدث هجرة كبري حيث تجد هناك كل ابناء شعبنا يعملون للكسب الحلال
اذا العمل هو الذي يلعب دورا كبيرا في حركة الناس ومتي ماوجد الانسان مكان يوفر له العيش الكريم فسوف لن يتردد في الهجرة اليه
والي العنصريين الجدد لن يخرج المهمشين من الخرطوم سوف يظلون بداخلها (خازوق) فقد قامت هذه المدينة علي اكتافهم و سالت دماءهم دفاع عن تراب هذا الوطن وما معركة كرري ببعيدة عن التاريخ

ترس اخير
الخرطوم للجميع