يا للعار قتلوا الجار: ههنا يختلط القوس الموشى بقلم :عبدالله علي إبراهيم

يا للعار قتلوا الجار: ههنا يختلط القوس الموشى بقلم :عبدالله علي إبراهيم


04-01-2021, 05:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617251236&rn=0


Post: #1
Title: يا للعار قتلوا الجار: ههنا يختلط القوس الموشى بقلم :عبدالله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 04-01-2021, 05:27 AM

05:27 AM March, 31 2021

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




(في الذكرى الستين لاغتيال باتريس لوممبا أول رئيس وزراء لجمهورية الكونغو)



كما تطرد العملة الزائفة العملة الجيدة فكذلك يطرد التاريخ الكاذب التاريخ الصادق. و مصداق ذلك التاريخ المغشوش لعلاقات السودان بافريقيا في أدب الحركة الشعبية (قرنق) الذي يتهم الشماليين بلا فرز بتوثيق العلاقات بالدول العربية والاسلامية وأهمال افريقيا. وسارت على نبراسه كل حركة من ذات الهويات الأفريقية ومن تبعهم بإحسان من غيرهم وغير إحسان. وهذه الثنائية غشاشة لأن الفيصل في تلك العلاقات للحركة الجماهيرية السودانية في الخمسنات والستينات بشكل خاص لم يكن خياراً "عرقياً" بل التزاماً جانب حركة التحرر من الاستعمار. وقاريء تاريخ هذه العلاقات بغير تهريج سيجد أن حركة القوميين الجنوبيين "الأفريقية" في الأنانيا وغيرها هي التي ربما سقطت في هذا الالتزام. فقد أحتشدت كما هو معروف حول خطة الانفصال التي أبتها الحركة الوطنية الأفريقية ولم تجد نصيراً لها سوي عند المستعمرين والعنصريين من كل شاكلة. بل وتنفست أفريقيا الصعداء حين دخل الجيش النيجيري دويلة بيافرا، شرق نيجيريا، المتمردة منذ ١٩٦٧ وأعادها إلى حظيرة وطنها في ١٩٧١. ولا أدري كيف تشفع للمرء إفريقيته مهما تشدق بها لو وجد نفسه في الجانب الخاطيء من التاريخ الأفريقي.

وأسوق علي مفارقة القوميين الجنوبيين للجادة الأفريقية مثلاً. فقد نشرت جريدة (الفجلنت) جنوبية الهوى التي كان يحررها بونا ملول في 29 يونيو 1965 ما يلي:

قال تشومبي رئيس وزراء الكنغو للصحافة الأمريكية أنه يعرف جيداً أن السودان ومصر يسعيان بجد للإطاحة به. وضرب لذلك مثلاً بقيامهما بتنظيم لقاء مائدة مستديرة لزعيمين من الخوارج (من أنصار الشهيد لوممبا) عليه بغرض توحيدهما للقضاء علي حكومته. غير ان تشومبي قطع الشك أنه، إذا انعقد هذا اللقاء، فإنه لن يكون الملوم حين يُزود المتمردين في جنوب السودان بالسلاح وغيره. وقال ميرغني النصري أمين منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي بأن المنظمة ستواصل مساعيها لعقد اللقاء غير آبهة بما يقوله تشومبي الذي ما فتيء يردد كالببغاء حيل المستعمرين في التهديد والوعيد التي أطعموها له كعميل استعماري.

وعلقت الفجلنت أنه سواء كان تشومبي عميلاً أو لا فهو في وضع يسمح له بإثارة المتاعب".

ربما لم يعد اسماً كتشومبي يعني شيئاً للجيل الحدث. ولكنه كان عندنا يهوذا قاتل مسيح أفريقيا: الشهيد لومببا رئيس وزراء الكنغو (1960-1961). فقد فصل تشومبي مقاطعة كاتنقا عن جسد الكنغو بتحريش من الغرب وأمريكا خاصة التي لم يعجبها منطق لوممبا وعدته شيوعياً محسوباً علي السوفييت. وكانت وكالة المخابرات امريكية قد قررت قتله بعد شهرين من انتخابه. واستخدم تشومبي المرتزقة البيض في حماية دولته المنفصلة. واضطر لوممبا لاستدعاء الأمم المتحدة لرد كاتنقا للكنغو بعد ان تمرد عليه جنده الذين كان بينهم موبوتو الذي سنرى أدواره لاحقاً.

وكان الغرب بدأ يحتضن موبوتو ليخلف لوممبا. والتقي به الرئيس الأمريكي كنيدي لاحقاً وأنعم عليه بطائرة خاصة. ونجحت الأمم المتحدة في رد كاتنقا للكونغو في 1962 ولكنها فشلت في حماية لوممبا. فقد اختطفه جند موبوتو وقتلوه وهو في طريقه للاعتصام بقندهاره في مدينة استانليفيل. وأصبح تشومبي رئيساً للوزراء في 1964 و 1965 وهي الفترة التي هدد السودان فيها بدعم "المتمردين" الجنوبيين إن لم يكف عن التضامن والتنسيق مع أنصار لوممبا. وساء صيت حكم تشومبي لاستخدامه المرتزقة في قمع ثورة عظمي من شيعة لوممبا في إقليم شابا. وأطاح به موبوتو بانقلاب في آخر 1965.

لم نكن ندري هل نحن عرب او أفارقة حين خرجنا من جامعة الخرطوم في مظاهرة في شتاء 1961 نستنكر مقتل لوممبا هاتفين ضد حكومتنا والمستعمرين: "يا للعار قتلوا الجار". فقد كان نظام عبود أرسل بعثة عسكرية ضمن قوات الأمم المتحدة للكونغو وساءت سمعتها بالانجرار مع الأمريكيين. ولم نكترث لثنائية العرب والأفارقة ونحن نستنكر في وقت لاحق دعم المستعمرين لموبوتو بقوات مغربية عربية. وقد برد حرنا يوم في 1967 جري فيه اختطاف طائرة كان يقلها تشومبي واستضافتها الجزائر. وأمسكت بتشومبي وبقي فيها مهاناً حتي موته في 1969: ياجزائر . . .ههنا يختلط القوس الموشي

صدقت الفيجلنت فقد أثار تشومبي متاعب جمة في صفوف الجبهة المعادية للاستعمار ومات كالفطيس في بلد عربي.

قال أحدهم في الستينات إن سبب فشل ثوراتنا أننا نقرأ الكتب الرديئة . وربما الحال بنا أننا لا نقرأ ونتفاصح جنس فصاحة.