Post: #1
Title: الإجترار ومشاركة الأداء ..! بقلم :هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 03-28-2021, 06:52 AM
06:52 AM March, 28 2021 سودانيز اون لاين هيثم الفضل-Sudan مكتبتى رابط مختصر
صحيفة الديموقراطي
سفينة بَوْح - هيثم الفضل
مهما كانت الحِجج والمبررات منطقية في موضوع تضخم المنتمين إلى فن الغناء في أوساط شباب اليوم ، إلا أن الأمر يظل محل إستغراب النُّقاد والمتابعين للحركة الفنية الغنائية في السودان ، وبالدارجي الفصيح وبلا مجاملة لا يمكن أن يركب صهوة جواد هذا الضرب من الفنون كل من هب ودب ، فقد بُح صوتنا ونحن نتحدث عن التفرُّد والإختلاف كمعيار أساسي تنبني عليه قيمة الفنان ، ولو نظرنا إلى العمالقة من فناني الجيل الماضي والذين لعبوا دوراً أساسياً في تطوير وتوسعة مجال الخيال الموسيقي للأغنية السودانية عند المتخصصين وعامة الناس ، لوجدنا أن تفرُّد كل واحد منهم وإختلافه عن الآخر هو أساس إنطلاقته وشهرته ، وللذين لم يعايشوا ذلك الزمان من الشباب أبُث إلى علمهم أن أمر الإعجاب بفنان ما ، كان في صورته الشكلية بمثابة التعصب لفريق رياضي ، فقد كان إيمان الجمهور بأحقية الإنتماء لفنان مُعيََّن هو السند الأساسي لبقائه منافساً لزملائه الفنانين فضلاً عن كون هذه الثقة الشعبية التلقائية في تعبيراتها كانت تمثِّل دافعاً قوياً للفنان يجعله أكثر حرصاً على بذل المزيد من الجهد والتجويد الذي يحفظ له مكانته الفنية عند الجمهور ، وبذلك لم يكن صوت محمد وردي يشبه صوت أحمد المصطفى ولو كان كذلك لما إستساغ جمهور ذلك الزمان نسخة أخرى من فنان كان قد وصل إلى الناس وأطرب وأجاد ، و في نفس الصياغ كانت لسيد خليفة بصمتهُ الأدائية الخاصة التي تجعل الخلط بين أغنياته وأغنيات محمد الأمين أمراً مستحيلاً وكأنهما لما يكونا يمارسا نفس الفن والنمط الإبداعي ، لن تقوم قائمة لفن الغناء في السودان طالما ظلت مؤسساتنا الإعلامية المرئية والمسموعة ، الرسمية والخاصة لا تعتد بمبدأ الإختلاف والتفرُّد عند الفنانين الجُدد ، وطالما كانت نجومية الفنان (المفروضه على الجمهور) ، لا يعتد صانعوها من الإعلاميين بمبدأ أن ياتي الفنان بجديد أم لا ، سيظل كثير من الفنانين الذين ينعتهم الإعلام بصفة (الشباب) يردِّدون أغاني الغير بلا حرج إلا أن يصلوا سن التقاعد الفني وقنواتنا الفضائية تحتفي بهم وهم ليسوا أكثر من ببغاوات لن تتجاوز جماليات أداءهم الأصول التي صنعت أصل ذاك الفن الذي يجترونه إجترار مَن كانت مخيلته خاوية من كل إبداعٍ وتجديد ، ما الذي يدفع مؤسسة إعلامية وهي تمتلك أغنية سامقة ومسجَّلة وموثَّقة في مكتبتها بصوت مبدعها الحقيقي وفي قمة جودتها الفنية ، للتكالب على إعادة تسجيلها بصوت فنان (شاب) سيظل شاباً حتى يشيب دون أن يقدم أعماله الخاصة ثم تكتب أسفل الشاشة إستدراكاً (مشاركة الأداء) ، وإذا تجاوز الفنان عمر الشباب الحقيقي سيكون صعباً عليه الخروج من دائرة التقليد والإجترار ، ولنتذكَّر أن الأمر ليس أن تصنع أغنيةً خاصة فحسب ، فتلك مرحلة ستأتي بعدها مرحلة أن يتم نقد أعمالك الخاصة بواسطة المتخصصين ثم النقد الجماهيري الذي يُقاس بنسبة قبول الناس لما تقدم من إبداع وتجديد وتفرُّد يعبِّر عن بصمة الفنان والتي ربما قُبلت أو تم رفضها و أصبحت كفُقاعةٍ في الهواء .
<الإجترار و مشاركة الأداء.docx> <هيثم الفضل.jpg>
|
|