آليات ومعدات متهالكة..وعمالة سائبة..وأساليب إدارية متخلفة في نظافة الخرطوم !! بقلم د/ فراج الشيخ ال

آليات ومعدات متهالكة..وعمالة سائبة..وأساليب إدارية متخلفة في نظافة الخرطوم !! بقلم د/ فراج الشيخ ال


03-25-2021, 07:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1616698154&rn=0


Post: #1
Title: آليات ومعدات متهالكة..وعمالة سائبة..وأساليب إدارية متخلفة في نظافة الخرطوم !! بقلم د/ فراج الشيخ ال
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 03-25-2021, 07:49 PM

07:49 PM March, 25 2021

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر



كل تلك المفردات الطويلة السالبة وغيرها من المتشابهات في كتابة هذا العنوان، لن تشفي غليلنا ولا تطفئ نار حرقتنا ، تعبيرًا لما وصل له الحال من سؤ في نظافة الخرطوم...ولم يعد السكوت ممكنا وعاصمة البلاد تغرق في مرادم القاذورات حتي تكاد تختفي معالمها الحيوية..
لقد حز في نفسي ، وأصابتني الحسرة وأنا أشاهد ومعي غيري عبر وسائط التواصل الاجتماعي المصورة ، عن سوق امدرمان العتيق، وقد تكدست فيه المخلفات المنزلية والتجارية بشكل عشوائي في كل مكان تقريبا بما في ذلك الطرق والممرات وبين الازقة..وأكاد أجزم ، رغم الحاجز الافتراضي لبعد المكان، أن أشتم الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وكذلك الأبخرة المتصاعدة الفاسدة تنبعث من كل مكان...وتختلط بالمياه الآسنة لتخلق بيئة فاسدة لتوالد الذباب والحشرات الناقلة للأمراض مع انعدام المعالجة.
الخرطوم ...لا تستحق هذه الإهانة ...ولا الإهمال والعمالة السائبة علي مستوي الادارة والعمل الميداني.
لقد كانت الخرطوم، في ستينات وسبيعنات القرن الماضي، من أجمل وأنظف مدن المنطقة العربية والافريقية ولم تكن أبدًا طاردة للحياة في اي وجه من وجوه خدمات المدن العريقة...
لقد كتبنا كثيرا ،حتي جفت أقلامنا ، عن فشل مشروع نظافة الخرطوم، وأشرنا الي اماكن الخلل واقترحنا البدائل ، المنقذة علي المدي القصير السريع، والطويلة المستقرة علي المدي البعيد....ولكن من يقرأ؟ ومن يهتم لما نكتب ، وكأننا غرباء علي هذا الوطن؟.فقد ظل القوم علي( تجاهلهم) وعلي إصرار بما ورثوه عن سابقيهم في إدارة عمليات النظافة وطريقتهم البالية ، وكأنما نظافة المدن والعواصم الكبيرة لا زالت متوقفة عند ( المكنسة والكناس)،ولم تعد ادارة عمليات النظافة العامة علما يدرس في الجامعات وتعقد له المنتديات والمؤتمرات العلمية فضلا عن ميئات البحوث واوراق العمل العلمية التي تغطي الجديد في هذا المجال وسوق العمل..
وبالطبع توجد بدائل لانقاذ الموقف الحالي كما فعل جعفر نميري في السبعينات من القرن الماضي عندما واجهت العاصمة والاقاليم المتاخمة لها موجة من الوبائيات البيئبة...وكان النقص في آليات ومعدات العمل احد تلك المعوقات...فاصدر قرارا جمهوريا منح بموجبه ( إدارة النقل الميكانيكي) سلطة الاستيلاء علي الفائض من سيارات الدولة في الوزارات والإدارات المختلفة وتحويلها للعمل بمخصصاتها البترولية مع وزارة الصحة خلال فترة وجود المرض الوبائي...فحصلت وزارة الصحة في الخرطوم على اكثر من خمسمائة سيارة جاهزة للعمل ...وقد ساعد ذلك كثيرا علي السيطرة علي المرض بتوفر وسائل المراقبة والمتابعة وتوصيل الاجهزة والمعدات وا الادوية داخل وخارج ولاية الخرطوم.
ويستطيع مجلس السيادة او مجلس الوزراء( حسب السلطة المخولة له) أن يصدر قرارا مشابها بتحويل كل الفائض من سيارات الدولة والقوات المسلحة وكذلك سيارات الحركات المسلحة الموجدة الان بالعاصمة، للعمل بافرادها في نظافة العاصمة لمدة شهر واحد...وهي فترة كافية لتحقيق الهدف اذا حسن ادارة ورقابة تلك المركبات بما فيها الاليات الثقيلة كالبلدوزرات والشيولات والرافعات الموجودة في مستودعات الجيش بدون عمل.
أما المعالجة المستدامة، فهي استقدام شركة عالمية متخصصة في ادارة عمليات النظافة العامة من خلال طرح منافصة عالمية مفتوحة تتيح المنافسة الشريفة بين الشركات ذوات الخبرة والامكانيات الفنية والتغنيه والتجارب والعمل في المناطق المشابهة للبيئة السودانية...ويستطيع السودان من خلال قرض مالي لا يزيد عن المائة وعشرين مليون دولار امريكي ان يحصل علي تمويل يكفية باستمرار الخدمة لمدة ثلاثة سنوات علي أقل تقدير ييستطيع السودان خلاله اكتساب الخبرة والمعرفة لاستلام زمام الامور وادارة شئون نظافة العاصمة بكفاءة واقتدار...
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]