المسئول المبرشم المقرف عدو الشعب والكفاءة بقلم :Tarig Anter

المسئول المبرشم المقرف عدو الشعب والكفاءة بقلم :Tarig Anter


03-25-2021, 12:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1616671227&rn=0


Post: #1
Title: المسئول المبرشم المقرف عدو الشعب والكفاءة بقلم :Tarig Anter
Author: Tarig Anter
Date: 03-25-2021, 12:20 PM

12:20 PM March, 25 2021

سودانيز اون لاين
Tarig Anter-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





الفرق الوحيد والأساسي بين حكومات الدول المتقدمة وحكومات الدول النائمة المتخلفة هو وجود مسئولين مبرشمين مقرفين يصنعوا النوم والتخلف. فمن هم هؤلاء المسئولين أعداء الحكم الرشيد؟ ومن هي البرشمة التي تجعلهم مسئولين؟

أولا لكي يصبح أي شخص مسئول فأن جهة ما عليا تحدد مسبقا هل تريد تعيين شخصا يخاف ربه ويحب خدمة الجمهور والشعب أم أن تلك الجهة التي تمسك بالخيوط وتحرك الأمور تريد تعيين شخصا يخاف علي منصبه ومن الجهة العليا التي عينته ويحب المال والمنصب والسلطة ولا شأن له مع الجمهور والشعب.

ثانيا المسئولون نوعين فالغالبية العظمي في حكومات الدول النائمة المتخلفة يكونوا مبرشمين مقرفين ويندر أن تجد بينهم مسئول حر مفتوح. والبرشمة هي عملية إحكام التحكم في تصرفات وأفعال وقرارات المسئولين عن بعد فيصبح المسئول أداة وواجهة للجهة العليا الخفية صاحبة القرار.

وتتكون البرشمة من جانبين وأولهما والأهم هو إغلاق مدارك وإرادة ومداخل الشخص المسئول وحصرهم في المصادر والمراجع والجهات التي يحددهم له الجهة العليا التي تمسك بالخيوط. فلو تحدد للمسئول المبرشم أن مصدر ومرجع وجهة توفير المعلومات والتوجيهات هي جهاز ما أو شخص ما سواء كان ذلك الجهاز أو الشخص جاهل أو عالم أو محترم أو ساقط فإن المسئول المبرشم عليه الإنصياع وعدم الجدل مهما كان إلا في حدود ضيقة جدا.

والجانب الثاني من عملية البرشمة للمسئولين المقرفين تكون بفصلهم من التفاعل والتواصل مع الجمهور والشعب والإنفعال مع المشاكل والصعوبات التي تواجههم. ويعتقد المسئول المبرشم أن مكتبه يجب أن يكون محاطا بمتاريس وعقبات تمنع الوصول إليه إلا بشق الأنفس وعند الضرورة القصوي ولا يظهر للجمهور إلا بعد تعالي الصراخ والخلافات في القاعات بين الجمهور والموظفين في المستويات الوسيطة والدنيا وبعد أن تفشل محاولات أفراد الأمن والأجاويد في إستعادة الهدوء والوضع لما كان عليه من روتين.

فيتصرف ويصرح المسئول المبرشم المقرف للجمهور بأنه مشغول بأمور أهم منهم وليس لديه وقت للإطلاع علي المراسلات المكتوبة أو الإلكترونية او حتي ذلك الصندوق للشكاوي وأنه لا يستطيع مقابلة كل من هب ودب وإن قابل واحد من الجمهور المزعج يجب أن يعطي الزائر إنطباع بأنه متسول وغير مرغوب فيه وأن المسئول المقرف من تعيين العناية الإلهية وقضاء الله وقدره.

تجد المسئول المقرف يتعمد عدم إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي والإطلاع والتحليل والإستنتاج والتصحيح بينما تجد في مكتبه حاسب آلي فخيم واحد علي الأقل يظهر في كل صوره وشاشة تلفاز كبيرة تعرض كل القنوات وتربطه بمؤتمرات وإجتماعات إفتراضية مع من يلزم فقط وعدد من أحدث الهواتف المحمولة وفريق من المساعدين والسكرتارية والموظفين. ولا تتوقع منه الإطلاع علي أي بريد أو الرد

ويكرر ويشعر المسئول المقرف من داخله أنه ليس لديه صلاحيات بخلاف ما أملي عليه وأن اللوائح والقواعد الصارمة العمياء تحكم عمله وأنه يتجنب المرونة حفاظا علي العدالة والقانون والنزاهة بالرغم من زيارات الراقصات وأبناء المسئولين المقرفين مثله وخدمتهم بما يليق بهم من احترام ووقت. برشمة المسئولين تتم اولا بحصر المدارك والإرادة والعقل علي ما يحدد لهم. وتتم البرشمة ثانيا بالفصل عن الجمهور والشعب وان يكون الإتصال منحصر مع الجهة العليا الممسكة بالخيوط ومن تحددهم

الحكم الرشيد والكفاءة تستلزم إزالة برشمة المسئولين في جانبي حصر المصادر والتفاعل وأيضا تتطلب إزالة المسئولين الذين أصبحوا مبرشمين تلقائيا وإعتادوا عليها. الكفاءة في العمل الحكومي تتطلب مشاركة وتعدد وتعاون مصادر اتخاذ القرار وتناغم بين القرارات ومرونة تطبيق من المسئولين. وبالطبع تتطلب الجودة والكفاءة قواعد نزاهة وصدق التوجه والخوف من الله والجمهور والشعب فقط وحب الخدمة العامة والعمل والنجاح وليس حب المال والسلطة والمنصب. ويجب علي المختص الإفادة بالإستلام والدراسة والرد علي الجمهور

ما لم تتغير وتطبق قواعد عمل حرة كما في القطاع الخاص في الأجهزة الحكومية فستظل الحكومة تدار بمسئولين مقرفين يعملوا كواجهات لجهة خفية وحيدة تعتقد أنها علي صواب. فالبرشمة لن تكتشف وتوظف وتطور قدرات وكفاءات المتميزين من الشعب والذين بالتأكيد هم أكثر فائدة من الجهة العليا الممسكة بالقرار ومن المصادر والمراجع والجهات والأجهزة التي تعتمد عليها تلك الجهة العليا

كفاءة ونجاح الحكومة الذكية الرقمية يعتمد ليس فقط في تقليل التعامل المباشر مع مستويات العاملين بالأجهزة الحكومية من خلال إستخدام الوسائل الإلكترونية بل يعتمد أيضا وبشكل أساسي علي الشفافية والمرونة والتحديث المتواصل والإبتكار والتفاعل وإحترام مراسلات وشكاوي الجمهور والشعب في المواقع الرسمية والبريد الإلكتروني والوسائط الإجتماعية وإزالة المسئولين المبرشمين إلكترونيا ويدويا وتصحيح عقلية وأسلوب عمل الجهة العليا المتخذة القرار والممسكة بالخيوط https://wp.me/p1TBMj-17thttps://wp.me/p1TBMj-17t

<المسئول المبرشم المقرف عدو الشعب والكفاءة.jpg>
<المسئول المبرشم المقرف عدو الشعب والكفاءة.docx>