ما هي التربية الإعلامية؟ أنا أتواصل إذاً أنا موجود!! بقلم :د. سيف الدين حسن العوض

ما هي التربية الإعلامية؟ أنا أتواصل إذاً أنا موجود!! بقلم :د. سيف الدين حسن العوض


03-23-2021, 04:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1616470257&rn=1


Post: #1
Title: ما هي التربية الإعلامية؟ أنا أتواصل إذاً أنا موجود!! بقلم :د. سيف الدين حسن العوض
Author: سيف الدين حسن العوض
Date: 03-23-2021, 04:30 AM
Parent: #0

04:30 AM March, 22 2021

سودانيز اون لاين
سيف الدين حسن العوض -International Islamic University, Malaysia
مكتبتى
رابط مختصر





ينظم قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس أفتراضياً عبر تطبيق زووم من مسقط عاصمة سلطنة عمان في الفترة من 23 وحتى 25 من مارس الحالي أعمال مؤتمره العلمي الدولي الثالث للإعلام تحت عنوان: الاتصال الجماهيري في البيئة الرقمية: بين ضرورات التربية الإعلامية ومتطلبات التعليم الإعلامي، بمشاركة نخبة كبيرة من المتخصصين والخبراء والباحثين من مختلف دول العالم. فماهي التربية الإعلامية أو ما صار يعرف في أدبيات الثقافة الغربية بمحو الأمية الإعلامية؟
بداية نقول وبأسى شديد أننا ظللنا نطالب بهذه التربية منذ فترة ليست بالقصيرة وكتبنا حولها في الصحف والمواقع الالكترونية وغيرها، وسودنا شبكات التواصل الاجتماعي بها، وكانت أولى محاولاتنا حينما كتبت ورقة في المؤتمر العالمي الثالث للإعلام الإسلامي في العام 2013م والذي عقدته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينة الأندونيسية في العاصمة الاندونيسية جاكرتا، عن معالم التربية الإعلامية وحاجة الامة العربية والإسلامية لها، وخرجت توصية من ذلك المؤتمر بضرورة اقرار التربية الإعلامية لحماية أطفال وشباب الأمة العربية والإسلامية من الغزو الفكري وتحصينهم ضد ما تبثه الآلة الإعلامية الضخمة في هوليود وبوليود وغيرها من منصات وشبكات التواصل الاجتماعي التي غزت كل بيت الآن، ولكن لاحياة لمن تنادي، وظل الحال هو نفسه، لم يتغير ... واليوم صارت الأمة العربية والإسلامية تلوم نفسها وتندب حظها إذ لم تفعًل هذه النوعية من التربية، وفي هذا المقال نسلط الضوء على هذه التربية، والتي سبقتنا إليها الدول الغربية كافة بداية من كندا والولايات المتحدة الامريكية مروراً ببريطانيا وفرنسا واستراليا وكافة دول أوروبا، ومايزال العالم العربي محلك سر، رغم انعقاد العديد من المؤتمرات حول هذه التربية في كل من السعودية 2007، وكان من تنظيم زارة التربية والتعليم السعودية ومنظمة اليونسكو، ثم في دولة قطر في العام 2011م، ويحمد للجامعة الأمريكية في بيروت إنشائها أول كلية للتربية الإعلامية هي كلية التربية الإعلامية والرقمية، في أغسطس 2013م، وهي المبادرة الوحيدة من نوعها في العالم العربي المتخصصة في نشر ثقافة الإعلام الرقمي على المستوى الجامعي والأكاديمي. ويقول الدكتور جاد ملكي، الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الاعلامية ومدير برنامج الدراسات الاعلامية في الجامعة الأميركية في بيروت: لقد أصبحت التربية الرقمية الإعلامية ركيزة للتعليم في العالم كله، باستثناء المنطقة العربية. والتربية التربية الإعلامية باختصار شديد تربية تعزز وتمكن الناس كل الناس من تسخير قوة الإعلام لخدمة قضاياها وتطوير الفكر الناقد لدى الشباب، حتى لايكون متلقي سلبي لما تبثه وسائل الإعلام كافة.
قد يكون مصطلح التربية الإعلامية أو «محو الأمية الإعلامية» غريباً، ولكنه وارد ضمن أدبيات البنك الدولي والإتحاد الأوروبي. وتشير أدبيات البنك الدولي إلى أنه وفي عالم اليوم المتسارع نحو البيئة الرقمية فإن أشكالا جديدة من القراءة والكتابة نشأت بسرعة أيضاً، والتحدي يكمن في إيجاد الوقت والموارد من أجل اكتساب القدرة على مواكبة الأدوات الجديدة والمهارات اللازمة للبقاء على اطلاع واتصال بالعالم من حولنا.
ونظرا لسرعة الانتشار عن طريق تكنولوجيات الإعلام التقليدي والجديد، فقد أصدرت المفوضية الأوروبية (وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي) توصية جديدة دعت فيها الدول الأعضاء لإتاحة فرصة تعليم «وسائل الإعلام» لجميع المواطنين، بل إن التوصية تذهب إلى أبعد من ذلك وتحثّ الدول الأوروبية على «إلزامية» تعليم مادة «وسائل الإعلام» في المناهج المدرسية.
المفوضية الأوروبية اعتبرت أن التربية الإعلامية أو «محو الأميّة الإعلامية» شرط أساسي ومسبق لتفعيل «المواطنة النشطة». وأشارت إلى أنه ورغم ارتفاع معدلات استخدام الإنترنت في أوروبا، إلا أنه لاتزال هناك ثمة فجوة في المهارات بين المواطنين من مختلف الفئات العمرية والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية في استخدام الإنترنت والتكنولوجيات الجديدة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الشباب يتجه إلى الإعلام الجديد أكثر من الإعلام التقليدي، فإن هناك سلوكيات مختلفة وفجوة في المهارات من ناحية التعاطي مع وسائل الإعلام المختلفة، وهذه - إذا استمرت - ستؤدي إلى انتشار «الأميّة الإعلامية»، مما يعني ضياع الفرص، بل إن الجيل الجديد قد يشعر بالغربة عن محيطه وبالاستبعاد الاجتماعي.
وعلى أساس كل ذلك، فإن المفوضية الأوروبية أوصت بغرس المهارات الجديدة للقراءة والكتابة في جميع قطاعات المجتمع عبر اعتماد مبدأ «إلزامية تدريس وسائل الإعلام» بمختلف أصنافها في المدارس، وذلك لتمكين المواطنين من تفعيل دورهم في الشأن العام. واعتبرت التوصية أن التربية الإعلامية أو «محو الأميّة الإعلامية» سيكون حافزا وشرطاَ مسبقا من أجل ضمان استقلال وتعددية وسائل الإعلام التي تشكل وتؤثر في الرأي العام، وهذا بدوره يعزز البيئة التي تفسح المجال لوجهات نظر متعددة وآراء متنوعة من شأنها إثراء المناقشات العامة، وهذه جميعاً تؤدي إلى تعزيز قيم التنوع والتسامح والشفافية والمساواة والحوار، وهذه القيم هي جوهر الديمقراطية والحكم الصالح (الرشيد).
"يجب علينا أن نعد النشء للعيش في عالم سلطة الصورة والصوت والكلمة"، هذا ما تقوله منظمة اليونسكو في إحدى وثائقها، التي أشارت فيه إلى أن الإعلام قوة مؤثرة اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، لما لا وهو من يملك سلطة مؤثرة على القيم والمعتقدات والتوجهات والممارسات. أما مركز محو الأمية الإعلامي الأمريكي (CML) فيقول: إنه وللعيش في عصر الوسائط الإعلامية فنحن بحاجة إلى أن نجيد قراءة لغة الصوت والصورة وكتابتها!!
والتربية الإعلامية أو محو الأمية الإعلامية إطار يعرِّفه تحالف محو الأمية الإعلامية بالولايات المتحدة (AMLA) بأنه: القدرة على فك رموز الرسائل الإعلامية المباشرة والمخفية، والقدرة على تحليل الرسائل وصنعها وإنتاجها. ويشير التحالف إلى أن التربية الإعلامية أو محو الأمية الإعلامية "ضرورة لا مفر منها.. كاستجابة منطقية للتغيرات الضخمة في الاتصالات والتقنية الإلكترونية المحيطة بنا". ويُعَرِّفُ مركز محو الأمية الإعلامي الأمريكي (CML) التربية الإعلامية : بأنها مفهوم يسعى إلى إدراك دور الإعلام في المجتمع، وبناء مهارات الاستعلام، وإبداء الرأي لمواطني الديمقراطية. وكما يقول المركز فهو طريق التعليم للقرن الحادي والعشرين!!
وكما يقول مشروع محو الأمية في نيو مكسيكو بالولايات المتحدة (NMMLP)، فإن تأثير الإعلام لا يأتي مما يقال فقط، وإنما من الجزء المخفي من القصة. فالإعلام سلطة لا ترحم، وسيواجه الشباب والطلاب المزيد من الرسائل الإعلامية التي لاتمت لقيمهم ومعتقداتهم بصلة.
ومفهوم التربية الإعلامية أو محو الأمية الإعلامية (Media Literacy)، ليس بجديد فقد ظهر في أواخر الستينات، إلا أن فهم هذا المصطلح تطور بدرجة كبيرة حيث ركز الخبراء على إمكانات استخدام أدوات الاتصال لتحقيق منافع ملموسة، كوسيلة تعليمية. وبحلول السبعينات بدأ يُنظر إلى التربية الإعلامية ومحو الأمية الإعلامية على أنها تعليم بشأن الإعلام، وبشأن تكنولوجيا وسائل الإعلام الحديثة، وبشأن التعبير عن الذات بوصفه جانباً من المعرفة الإنسانية الأساسية. والتربية الإعلامية أو محو الأمية الإعلامية تعني أيضا إعداد الإعلاميين لأداء العملية التربوية.
إذاً التربية الإعلامية أو ما صار يعرف في المدرسة الغربية بمحو الأمية الإعلامية هي اتجاه عالمي جديد، يختص بتعليم أفراد الجمهور مهارة التعامل مع وسائل الإعلام، وذلك لأن الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة أصبحت هي الموجه الأكبر، والسلطة المؤثرة، على القيم والمعتقدات والتوجهات والممارسات، في مختلف الجوانب، اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
ويعرف ماك دورمت (2007م) التربية الإعلامية أو محو الأمية الإعلامية بأنها تكوين القدرة على قراءة الاتصال وتحليله وتقويمه وانتاجه، فالوعي الإعلامي لا يقتصر على جانب التلقي والنقل فقط بل يجب أن يتعدى ذلك إلى المشاركة الواعية والهادفة لإنتاج المحتوى الإعلامي. ويشير هوبس ( 1998 م) إلى أن التربية الإعلامية أو محو الأمية الإعلامية تشمل القدرة على الوصول للمعلومات والقدرة على تحليل الرسائل وتقويمها وإيصالها. كما يؤكد ماك برين (1999م) أن التربية الإعلامية تعليم الطلاب كيفية تقويم الصور الإعلامية التي تحيط بهم فإننا نزودهم بالوسائل لاتخاذ خيارات مسؤولة عن ما يسمعونه ويرونه.
ويشير سلفربلات (2001م) إلى أن التربية الإعلامية أو محو الأمية الإعلامية تشتمل على التفكير الناقد الذي يمكًن المتلقي من بناء أحكام مستقلة عن المحتوى الإعلامي. ويعرف محى الدين عبد الحليم (2003م) التربية الإعلامية بأنها هي المبادئ والأحكام التى يكتسبها الفرد من وسائل الإعلام عن طريق تحصين الجماهير فى مواجهة الانفلات الإعلامى، وتعريفهم بالاسلوب الصحيح للتعامل مع هذه الوسائل.
ويعرف مؤتمر محو الأمية الإعلامية للشباب (2002) التربية الإعلامية بأنها: التعرف على مصادر المحتوى الإعلامي وأهدافه السياسية والاجتماعية والتجارية والثقافية والسياق الذي يرد فيه، ويشمل ذلك التحليل النقدي للمواد الإعلامية وإنتاج هذه المواد وتفسير الرسائل الإعلامية والقيم التي تحتويها.
ويرى الخطيب (2007م) أن التربية الإعلامية توفر الكثير من الفرص المناسبة لمعالجة المشكلات النفسية والثقافية والاجتماعية التي يعاني منها الطلاب في المدرسة كمشكلة الأمية الحضارية، والأمية التكنولوجية، والأمية السياسية، علاوة على التوترات التي تنشأ بفعل الاتصال مع الآخرين، وعدم الألفة، والتعصب والاستغراق في المحلية وغيرها.
ويضع عالم الاتصال سلفربلات اشمل تعريف للتربية الإعلامية إذ يعرفها بانها: "تشجع مهارات التفكير النقدي التي تمكن الناس من الخروج باحكام مستقلة وقرارات واعية في استجابتهم إلى المعلومات التي تنقل عبر قنوات الاتصال الجماهيري"، ولقد حدد عناصر محو الأمية الإعلامية في خمسة عناصر اساسية (سلفربلان، 1995م) هي:
إدراك تأثير وسائل الإعلام على الفرد والمجتمع.
فهم عملية الاتصال الجماهيري.
تطوير استراتيجيات والتي عن طريقها يتم تحليل ومناقشة الرسائل الإعلاميه.
الوعي بمحتوى وسائط الإعلام
حصاد تعزيز التمتع، الفهم، والتقدير للمحتوى الإعلامي.

ومن أهم الاستراتيجيات التي تسلكها المناهج المدرسية في تهيئة الطلاب للتعامل الواعي مع وسائل الإعلام تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الطلاب، من خلال التربية الإعلامية، وإيجاد وعي إعلامي، بحيث يستطيع الطالب أن يكون متلقيا إيجابيا للرسائل الإعلامية يحللها ويقومها، وبل ويشارك في صياغتها بشكل تفاعلي.