نحن لم نلتقي أبداَ حتى نتـأسف على الافتراق !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

نحن لم نلتقي أبداَ حتى نتـأسف على الافتراق !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


03-20-2021, 08:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1616223625&rn=0


Post: #1
Title: نحن لم نلتقي أبداَ حتى نتـأسف على الافتراق !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-20-2021, 08:00 AM

08:00 AM March, 20 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

نحن لم نلتقي أبداَ حتى نتـأسف على الافتراق !!

تلميحات كثيرة من هؤلاء وهؤلاء توحي بأننا سوف نخسر الكثير في نهاية المطاف ،، وتلك التكهنات الواهية تخدعهم كثيراً وكثيراً ،، وهي تلك التكهنات الواهية التي تغريهم دائماَ ليواصلوا مشاوير العناد ،، والتجارب السابقة الطويلة تؤكد بكل القياسات بأننا لم نلتقي على بساط الوفاق والاتفاق في يوم من الأيام ،، كانوا ومازالوا يتوقعون ذلك التراجع وذلك التنازل بالقدر الذي يحقق أحلامهم وطموحاتهم ،، والمعضلة الكبرى تتجسد حين يتوهمون بأن مقدرات عقولهم تفوق مقدرات عقولنا ،، وهؤلاء يجهلون بأن ( الملك المكلف ) من فوق السماء قد أعطانا قناطير من قبس المعارف والأفكار وموجبات الذكاء ،، في الوقت الذي فيه قد أعطاهم قدراَ يسيراَ من تلك المعارف في معترك الذكاء والأفكار ،، فشتان شتان بين عقولهم وعقولنا ،، ولقد رضينا في يوم من الأيام بأن نتواجد سوياَ في مركب واحد حين حكمت الأقدار ،، وقلنا في ذلك الحين : ( لا بأس من تجربة قد تفيدهم وتفيدنا !! ) ,, ولكن كانت التجربة مريرة وقاسية بكل القياسات ،، حيث كانت المعية مع أقوام مازالوا يتواجدون خلف ستائر التاريخ ،، ونحن قد رحلنا عن تلك الحقب قبل آلاف السنين ،، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يلتقي أبناء الأمس والظلام مع أبناء اليوم والحضارات ،، وكل الإشارات والعلامات تؤكد استحالة ذلك التوافق والتعايش بين أحفاد الماضي وبين أحفاد اليوم والعصر ،، وهؤلاء بمنتهى البساطة يريدون منا أن نجاري أهوائهم تلك البالية القديمة في أعرافنا ،، ونحن لا نملك الأوقات لنهدرها في تلك الترهات الفارغة .

هؤلاء من وقت لآخر يهددون بالافتراق والانشقاق ،، ويظنون أن ذلك التهديد يقلقنا ويرعبنا كثيراً ،، ويجهلون بأن تلك الأمنيات هي نفس الأمنيات التي تجيش في صدورنا ،، حيث تطرب قلوبنا كثيراَ حين يرددون تلك التهديدات التي تنادي بالافتراق ،، وتلك التهديدات تريحنا كثيراَ ولا تقلقنا في لحظة من اللحظات ،، ونحن دائماَ وأبداَ نسأل المولى عز وجل أن يجعل الفراق والافتراق بيننا وبينهم عاجلاً غير آجل ،، فهؤلاء القوم كانوا ومازالوا بمثابة حجارة العثرة التي تعيق دروب التقدم نحو الأمام ،، ولو كانت خطواتنا منذ البداية في غياب هؤلاء المتخلفين عقلاً وأفكاراَ لكنا اليوم عند أعتاب القمر ،، ولكن تلك هي الأقدار التي حكمت علينا بأن نواكب التجربة في مركب المعية الواحدة ،، ومحصلة تلك التجربة كانت غير مرضية لكافة الأطراف بكل القياسات ،، وهؤلاء يحسبون بأننا سوف نواجه ( الأسف الشديد ) حين يفترقون عنا في يوم من الأيام ،، فنقول لهؤلاء بالحرف الواحد : لقد مررنا بتجربة الافتراق في يوم من الأيام فلم تقم الساعة حينها بتلك الخطوات ،، وبالصراحة التامة نحن لم نلتقي أبداَ على الوفاق والاتفاق في يوم من الأيام حتى نبكي على الافتراق ،، وهؤلاء يظنون بأننا سوف نموت أسفاً وكمداَ في حال الافتراق ,, ولسان حال العقلاء من الناس يقول لأمثال هؤلاء : ( لا يوجد مثقال ذرة من تلك الفوائد المفقودة التي سوف تجلب الأسف في النفوس في حال الافتراق !!! ) .