البرهان ما اشبه الليلة بالبارحة بقلم:خليل محمد سليمان

البرهان ما اشبه الليلة بالبارحة بقلم:خليل محمد سليمان


03-18-2021, 11:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1616063016&rn=1


Post: #1
Title: البرهان ما اشبه الليلة بالبارحة بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 03-18-2021, 11:23 AM
Parent: #0

11:23 AM March, 18 2021

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




بالامس امام محكمة المعلوماتية بالخرطوم 2 وصلت إلي قمة الإستياء، و الغضب، و في ذات الوقت إستشعرت المسؤولية تجاه الثورة، و التغيير الذي تحرك قطاره في ديسمبر المجيد، عندما رأيت شيخ الثوار سعادتو احمد إدريس يمشي علي كرسي ليقطع مسافة طولها امتار تُعد علي اصابع اليد الواحدة في عشرات الدقائق، و كله حيوية، و ثبات، و روح معنوية تجبرك علي التواضع امامه حيث لا يطلب من حطام هذه الدنيا، او لذيذ عيشها إلا ان يرى الثورة تمشي بيننا برجلين.

ايقنت ان البرهان منفصل عن الواقع، و تحجبه شلة مستشارين من كهنة النظام البائد عن وجدان شعبه، و حاضنته المتمثلة في القوات المسلحة بشقيها تحت السلاح، و المتقاعدين.

البرهان يسير علي خطى المخلوع القدم بالقدم حيث لا يسمع إلا ناعم القول، و معسول الكلام، و لا تعرف اذنيه إلا صوت الطبول، و المزامير.

تاه المخلوع في لجات من الغرور، و المُكر فكان لصاً حقيراً ينتظره حظه اللعين، وحيداً طريداً عافه الشعب السوداني كما يُعاف الاجرب، وهو الآن في احط منازل التاريخ.

إن كان ما يُقال او يُكتب غير حقيقة يسندها الواقع فأعلم ان الشعب السوداني ذو فطنة، فأظنك لم تكن بأعز من قوى الحرية والتغيير عند الشعب السوداني فعندما حادت عن الجادة فنالها ما نالها من النقد لدرجة ظن البعض ان قوى الثورة قد خارت قواها، و اعياها الإنقسام.

لو إحترمت شخصاً واحداً علي المستوى الشخصي في السياسة السودانية كشخصية عامة يتناولها الناس بالنقد، و بلا حدود هو الراحل الصادق المهدي، و اسرته، حيث تناول البعض الطعن في نسبه علي رؤوس الأشهاد، فلم يعيروه إنتباه فذهب جفاء لم يصدقه عقل، او تسنده حجة.

البرهان يرى في كل من ينتقد، بالتوجيه، او النصح بالعدو، كما عقلية النظام البائد حتي اخذته الصيحة بحق الثورة المجيدة.

الاعداء يتمترسون داخل مكتبكم، و يعملون ليل نهار لعزلكم، و ها انتم في موقف من شعبكم، و جيشكم لا يحسدكم عليه احد.

برغم تجربتي الشخصية مع بلاغات البرهان، و عصبة الكيزان كهنة النظام البائد، ستظل محاكمة الثائر سعادتو احمد إدريس محطة مهمة في موقفي من البرهان و من لف لفه في لي عنق الحقيقة بزهو السلطة، و سكرتها الزائفة.

شئت ام ابيت فأنت غداً بلا علامات، او نياشين، فستحصد ما تفعل اليوم، فإن كان خيراً فالشكر، و الثناء، و إن كان شراً فاللعنات، و سواد الوجه، و قُبح المصير، و المنقلب، فما اشبه الليلة بالبارحة.

طعنت هيئة الدفاع بالامس في قضية الثائر احمد إدريس في دستورية تفويض البرهان منفرداً، و توقيعه دون اعضاء مجلس السيادة حيث لا يعطيه الحق حسب الوثيقة الدستورية الإنفراد بالتوقيع، و هذا جوهر طعن هيئة الدفاع حسب تصريحهم بعد إنتهاء الجلسة الاولى.

سيكون رد المحكمة علي الطعن في الجلسة القادمة في 15 ابريل.

كونو كتااار من اجل رفض محاكم التفتيش ضد الرأي، و الكلمة.

بالنسبة لي الحضور فرض عين بعد ان رأيت هذا الثائر يمشي علي كرسي، و كأنه شاب قد بلغ الحُلم قوةً، و ثبات، و جلد، و روح معنوية هزمتنا جميعاً امام مشهد تراجيدي عبثي بعد ثورة ديسمبر المجيدة.

متعك الله بالصحة، و العافية سيادتو احمد إدريس، و سنظل علي الدرب سائرون نبتقي مرضاة الله، و شعبنا العظيم.

الصورة المرفقة للثائر احمد إدريس وهو يسير علي كرسي متحرك بعد خروجه من قاعة المحكمة.