متى تصمت مدافع الدلاقين؟ بقلم :د. ياسر محجوب الحسين

متى تصمت مدافع الدلاقين؟ بقلم :د. ياسر محجوب الحسين


03-15-2021, 04:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1615822978&rn=0


Post: #1
Title: متى تصمت مدافع الدلاقين؟ بقلم :د. ياسر محجوب الحسين
Author: د. ياسر محجوب الحسين
Date: 03-15-2021, 04:42 PM

04:42 PM March, 15 2021

سودانيز اون لاين
د. ياسر محجوب الحسين-UK
مكتبتى
رابط مختصر




مدفع الدلاقين كان يضرب يوميا طوال أيام الشهر المعظم عند غروب الشمس كمنبه لوقت الإفطار. وسمي شعبيا بمدفع الدلاقين لعدم خطورته إذا ما اصاب هدفا ما، فالمقصود الصوت لا أكثر ومعلوم كذلك أن "الدلقان" هو القماش القديم المهترئ.
وفي مسرحنا السياسي الذي ابتلينا به نسمع مدافع دلاقين من مستجدي السياسة ودخلائها، تجأر بالوعيد والتهديد لكن ما عواؤها إلا خوفا وارتجافا من مصير سيقع في إتونه لا محالة زبد السياسة ويذهب جُفاءً.
*لم يكن حديث نائب رئيس قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وهو يخاطب احتفال قبيلة المحاميد بمناسبة إطلاق سراح زعيمها الشيخ موسي هلال، مسؤولا من الناحية السياسية ولا مقبولا من حيث استخدام المفردات الموغلة في لغة الدهماء. دلقو قال وقد استجمع قوة تحريضية ضد الشمال الجغرافي وغزل مبتذل تجاه الحركات المسلحة: "الخرطوم حقت ابو منو" واضاف قاصدا الحركات المسلحة: "لو علي انا تمشي مروي، فيها مطار ومستشفي محل التنمية).
دقلو اليوم ودعمه السريع يستشعر خطرا داهما فالحركات المسلحة التي استخدمت قواته في محاربتها زمنا طويلة قد أتته في عقر داره ومن ناحية أخرى أن ابناء عمومته وزعيمهم موسى هلال قد اطلق صراحه وقد أذاقه الدعم السريع ويلات الذل والإهانة واستخدموا آلة الدولة للانتقام منه بسبب خصومات عشائرية وتنافس على لعاعة النظام السابق.
دقلو على حساب الشمال الذي لم يكن يوما جزءً من صراعات دارفور سواء بين العرب والزرقة أو بين العرب في بعضهم أو الزرقة في بعضهم، أراد أن يُنسي هلال غبينته وكذلك ينسي الحركات المسلحة غبينتها وهم يمثلون الزرقة.
دقلو الذي يفترض فيه رجل دولة في زمن أغبر عوضا عن رفضه الوجود المسلح في الخرطوم العاصمة إذ يمثل ذلك مهددا أمنيا لكافة المواطنيين من جميع بقاع السودان، قام وتحت تأثير خوفه وقلقه بدعوتها للتمدد شمالا حتى مروي فهناك ما يمكن استهدافه؟!. وفي الذاكرة أن قتلت قوات الدعم السريع الشهيد بهاء نوري غير العديد من الحوادث الاخرى.
*في يونيو الماضي خاطب دقلو اعتصام كبكابية مستخدما مفردات الإثارة السياسية وقال أنهم لديهم قسم وتحالف مع عبد الواحد نور ولذلك كان الدعم السريع القوة الوحيدة التي لم تقاتل في جبل مرة وأضاف "لو في زول قال السلام بيتم بدون عبدالواحد كضاب".
يا دقلو الشمالية بها مطاران مغلقان دنقلا ومروي رغم انهما دوليان وعندما فتح مطار دنقلا امام المغتربين كاد مطار الخرطوم أن تحط عليه الطير فمعظم المغتربين من الشمال لكن حتى تعود الجبايات لمطار الخرطوم أغلق مطار دنقلا ولم يفتح مطار مروي وعاد المغتربون من الشمال يتكبدون زحفا رحلة البر من الخرطوم لمواطنهم بالشمال وسعد مطار الخرطوم بالجبايات الدولارية لتصرف على عامة الوطن بما في ذلك دارفور المنكوبة بأبنائها السياسيين الذين ظلوا يتاجرون بقضاياها ويسترزقون على حسابها.
يا دقلو أهل الشمال بسلميتهم وقدرتهم على ادارة الصراع مع الآخر بدون سلاح وعنف يمثلون وسائد و"تركاسة" تمنع نشوب الصراعات والاحتكاكات بين أهل دارفور مثلما اعترف أهل الجنوب بذلك بعد ان وقعت الفأس في رأسهم. وأهل الشمال بثقافتهم الحضارية يكرسون ثقافة السلم والسلام بين ابناء الوطن الواحد، فلا تخسروهم إن لم يكن بسوء النية فبضعف الخبرة السياسية فأنت لست بالسياسي المحترف ولا بالعسكري المحترف ففي أحسن الأحوال أنت رجل بادية وأبل وجد نفسه يحمل اعلى رتبة عسكرية ويخوض في السياسة في اعلى المنابر ولذلك فإن حال البلد واقفة.