أترك هؤلاء المغتربين وشأنهم يا السيد ( مكين ) !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد

أترك هؤلاء المغتربين وشأنهم يا السيد ( مكين ) !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد


03-11-2021, 07:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1615442432&rn=0


Post: #1
Title: أترك هؤلاء المغتربين وشأنهم يا السيد ( مكين ) !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-11-2021, 07:00 AM

; بسم الله الرحمن الرحيم

أترك هؤلاء المغتربين وشأنهم يا السيد ( مكين ) !!

في ذلك اللقاء التلفزيوني مع السيد ( مكين حامد تيراب ) الأمين العام لجهاز شئون المغتربين السودانيين بالخارج لم يوفق إطلاقاَ في إذابة جليد الجفاء والريب والشكوك السائدة بين المغتربين والحكومات السودانية المتعاقبة ،، ولم يقدم إشارة واحدة تفيد بأن هنالك ( نقلة جديدة ) في تلك العلاقة بين المغتربين السودانيين وبين الحكومة السودانية ،، بل كالعادة كانت تلك الوعود الإنشائية من قبل السيد المحترم ( مكين ) ،، ولم يستطع السيد ( مكين ) أن يضع تلك النقاط فوق الحروف بالقدر الذي يطرد الريب والشكوك ،، وفي ذلك اللقاء والحوار الذي جرى معه بالأمس في قناة تلفزيون السودان قد أصيب المغتربون بخيبة كبيرة ما كانوا يتوقعونها إطلاقاً ،، وخاصة بعد ذلك التجاوب الكبير من قبل المغتربين في الأيام الأخيرة بعد قرار تعويم الجنيه السوداني ،، وتلك الحروف والكلمات الإنشائية التي بذلها السيد ( مكين ) قد مثلت ضربة قاضية لأغلب المغتربين الذين كانوا يتوقعون الجديد والتحول الكبير في العلاقة بين المغتربين والحكومة السودانية ،، ولكن السيد ( مكين ) قد خيب آمال المغتربين بتلك الكلمات الإنشائية الفارغة ،، وهي نفس الحروف والوعود الإنشائية المعهودة مع الحكومات السابقة لسنوات طويلة ،، والمغترب السوداني كان يتوقع ويتعشم كثيرا في تلك الخطوات الإيجابية في ظلال الحكومة الانتقالية المؤقتة ،، كما أنه كان يتوقع من السيد ( مكين ) أن يوضح تلك السياسات الجديدة التي تكافئ وتجازي هؤلاء المغتربين الذين وقفوا تلك الوقفة الوطنية الصادقة ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن السيد ( مكين ) في خضم تلك الأوهام البلهاء كان يرقص طرباَ وفرحاَ بذلك التجاوب الكبير دون أن يقابل العطاء بالعطاء والخدمة بالخدمة ،، وكان الواجب من السيد ( مكين ) أن يبشر المغتربين بتلك الخطوات الإيجابية والجوائز والمنح المجانية من قبل حكومة السودان لشريحة المغتربين في مقابل تلك الوقفة البطولية الشجاعة ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن السيد مكين قد سار في نفس نهج الأولين ،، وبدأ يتكلم بنفس لغة الماضي بين الحكومات والمغتربين السودانيين ؛؛ حيث تلك الوعود والتباشير الرنانة الفارغة ،، ومن المضحك للغاية أنه كالعادة كان يتناول ( قشور ) الكلمات المنمقة الفارغة التي لا تقدم ولا تؤخر ،، وكان يهتم فقط بتلك الشكليات والقشور والمظاهر الواهية التي لا تفيد ولا تنفع المغتربين بأي شلك من الأشكال ،، ولم يتناول في ذلك الحوار إطلاقاَ تلك الخطوات الإيجابية التي تؤكد بأن هنالك علاقة جديدة بين الحكومة وبين المغتربين السودانيين ،، والسيد مكين يظن أن تغيير ( اسم ) جهاز المغتربين من ( اسم جهاز كذا إلى اسم جهاز كذا ) يهم المغترب السوداني كثيراِ ،، وكذلك يظن أن فكرة شمل ( المهاجرين واللاجئين ) ضمن قائمة المغتربين يهم المغترب السوداني كثيراَ ،، وكذلك يظن أن فكرة توحيد بنود الرسوم والمساهمات والضرائب والزكاة وخلافها من الجبابات تحت بند واحد يسعد المغتربين كثيراً ،، والمغترب السوداني يسخر من تلك الخطوات البلهاء التي لا تقدم ولا تؤخر في المآل ،، ويقول للسيد ( مكين ) بالحرف الواحد : ( تلك الشكليات والمظاهر والمسميات لا تهم المغتربين ،، ولا تعني شيئاَ في نهاية المطاف !! ) ،، ومادام أن المغترب السوداني سوف يدفع تلك الجبايات والمسميات في نهاية المطاف فما فرقت كثيراً أن يدفع ذلك مرة واحدة تحت بند واحد أو أن يدفع ذلك تحت بنود متفرقة وعديدة ،، فالعبرة تتمثل في ذلك الدفع والنكتوت ولا تتمثل في تلك الإجراءات ،، ومع الأسف الشديد فإن تلك الجبايات سوف تظل قائمة رغم تبدل المسميات والإجراءات بطريقة أو بأخرى ،، ومجرد تلك الشكليات والمسميات لا تقدم ولا تؤخر في المآل .

المغترب السوداني كان يرجو من السيد ( مكين ) أن يكون صريحا وواضحاَ في تحديد تلك المكتسبات والمنح والجوائز ,, وذلك بمنتهى الجرأة التي تضع تلك المكتسبات الموعودة في جداول توضيحية لكل فئات المغتربين ،، بذلك القدر الذي يقول بأن المغترب الذي يحول عملات أجنبية لداخل السودان حين يبلغ من التحويلات المالية نصاب كذا وكذا في خلال كذا وكذا من السنوات سوف ينال قطعة أرض مساحتها كذا في مدينة كذا السودانية ،، وذلك مجاناَ دون أي مبلغ من الأموال ،، وهي تلك الأراضي والمساحات والميادين العامة التي نهبها الناهبون في هذه البلاد وامتلكوها بمئات الأفدنة دون أن يدفعوا فلساَ واحداَ لخزانة الدولة بالجنيهات ناهيك عن دفعها بالدولارات والريالات والعملات الصعبة !! ,, وأن المغترب سوف ينال مساحة كذا من الأراضي الزراعية في منطقة كذا وكذا بالسودان حين يعود لأرض الوطن ،، وبنفس القدر فإن ذلك المغترب السوداني الذي يعود لأرض الوطن نهائياَ بعد كذا من السنوات سوف ينال معاش مالي شهري مقداره كذا وكذا حتى الممات ،، وأن المغترب السوداني حين يعود لأرض الأرض نهائياِ سوف يسمح له بأن يدخل في البلاد سيارة لاستخداماته الشخصية دون ان يدفع فلساَ واحداَ في مقابل الجمارك أو الرسوم ،، وهكذا فإن المغتربين كانوا يطمحون في تلك العطاءات والجوائز الكبيرة من قبل الحكومة الجديدة ،، ولكن قد خابت تلك الأماني في لحظات بمعية السيد ( مكين حامد تيراب ) .

في ذلك اللقاء التلفزيوني كان السيد ( مكين ) يراوغ في الكلام بذلك القدر الذي يجلب الشكوك والريب في النفوس ،، وفي كافة محاولاته كان يريد أن ينال مدخرات وأموال المغتربين في خزانة الدولة العامة ،، وذلك بالقدر الذي يقال أن السيد ( مكين ) قد نجح في مهمته ،، وذلك النجاح الشخصي للسيد ( مكين ) لا يهم المغترب السوداني كثيراَ ،، فالمغترب السوداني يريد أن يقدم الواجب نحو وطنه العزيز ،، وفي نفس الوقت يريد من ذلك الوطن العزيز أن يقدر تلك التضحيات الجسيمة ويكافئ المغتربين بالمثل ،، وهو ذلك المغترب السوداني الذي قدم الكثير والكثير في الماضي من أجل الوطن ومن أجل البلد ولكن جزاءه هو جزاء ( سنمار ) في نهاية المطاف ،، وهؤلاء المغتربين الذين أثروا الخزانة العامة بالعملات الصعبة لأكثر من أربعين عاماَ ثم عادوا لأرض الوطن اليوم يتسولون في الطرقات باحثين عن لقمة الخبز ،، وتلك الدولة السودانية نستهم كلياَ ولا تبالي بهم إطلاقاَ ،، وبتلك الصورة الكالحة السوداء فإن العلاقة قد ساءت كثيراَ بين الحكومات السودانية المتعاقبة وبين المغتربين السودانيين ،، وعليه من الصعب للغاية أن يجتهد المجتهدون لخداع المغتربين مرة أخرى بتلك الكلمات المعسولة الفارغة ،، ولن تقام الثقة بين المغتربين السودانيين وبين الحكومات إلا إذا أصدقت تلك الحكومات في تقديم العطاء مقابل العطاء وتقديم الخدمات مقابل الخدمات ،، أما ذلك التسويف الفارغ الذي يجتهد ليستولى على مدخرات وأموال المغتربين في الخارج بشتى الوسائل فلن يجدي نفعاً بعد تلك التجارب الماضية المريرة .