Post: #1
Title: ضرورة تأسيس تحالف سياسي جديد (٢) بقلم:عاطف فارس
Author: عاطف فارس
Date: 03-11-2021, 02:07 AM
01:07 AM March, 10 2021 سودانيز اون لاين عاطف فارس -السودان مكتبتى رابط مختصر
ساتعرض اليوم الى موقف التحالف السياسي الجديد من القوى السياسية الموجودة الان و كيفية التعامل معها... ومن ثم اعرج بعد ذلك الى كيف يمكن لهذا التحالف ان يستفيد من التقنيات الحديثة و وسائل التواصل الاجتماعي في التمدد الافقي و الوصول الى كل جماهير الشعب السوداني في وقت وجيز... يقول محمد عابد الجابري: (لا يمكن تبني التراث ككل، لانه ينتمي الى الماضي ولان العناصر المقومة للماضي لا توجد كلها في الحاضر، وليس من الضروري ان يكون حضورها في المستقبل هو نفس حضورها في الحاضر ، وبالمثل لا يمكن رفض التراث ككل للسبب نفسه ، فهو ان شئنا ام كرهنا، مقوم اساسي من مقومات الحاضر، وتغيير الحاضر لا يعني البداية من الصفر ،) وبنفس منطق الجابري أعلاه في موقفه من التراث العربي الاسلامي، على القوى الساعية لتأسيس التحالف السياسي الجديد ان تتعامل مع الأحزاب السياسية السودانية الماثلة الان ، اي محاولة لخلق معترك معها او محاولة لنفيها من الواقع ستكون هي اهدار لوقت ثمين وجهد أغلى.. بالطبع واهم من يظن ان الاحزاب السياسية العتيقة التي تحتل الخارطة السياسية الان سترحب بمثل هذا التحالف السياسي، او ستدعمه باي شكل من الاشكال... الحقيقة و المنطق يقول بعكس ذلك، ستسعى هذه الأحزاب بكل ما اوتيت من قوة لوأد مثل هذا التحالف في مهده لانه ببساطة يشكل تهديد حقيقي لبقائها ،، لذلك على القوى السياسية الساعية لاقامة هذا التحالف السياسي الجديد ان تنأى عن اي معارك تفتعلها قوى الأحزاب وفقط تلتفت الى بناء التحالف و تمتين اطاره النظري و برامجه الاسعافية للوطن... و السؤال الان: ما هي القوى السياسية التي يسعى التحالف الى ضمها في مظلته؟ الغالبية التي كانت تهدر في الشوارع منشدة شعارات الثورة،، الغالبية التي كانت تنشد اجمل الاشعار وتنسج اروع الآمال و الاحلام بوطن الجدود في اعتصام القيادة واعتصامات المدن الاخرى...هذه الاغلبية لا حزب لها يمثلها ويتبنى شعاراتها وآمالها...لجان المقاومة في الاحياء و القرى و الحلال جزء من هذه القوى وعليها يقع العبء الأكبر في النهوض بهذا التحالف.. ايضا الحركات الشبابية الكثيرة التي كانت انتظمت طول البلاد و عرضها واسهمت اسهاما كبيرا في مقاومة نظام الانقاذ و اسقاطه، اذكر منها على سبيل المثال: قرفنا ولا لقهر النساء و ناسنا و التيار الثوري و ٢٧ نوفمبر و خلاص القضارف و غيرها.. ايضا المثقفون والادباء و الشعراء و الفنانين و كل الفئات التي وجدت نفسها خارج دائرة الفعل السياسي هي مدعوة الى هذا التحالف لتكون جزء اصيل منه و مكون حقيقي من مكوناته... ايضا الأحزاب الصغيرة التي نشأت عقب سقوط النظام في محاولة لسد الفراغ الحزبي...من حق اي مجموعة بالطبع ان تكون حزبها ولكن فكرة التحالف قائمة على ان برنامج الحد الادنى هو المهم ... ما يهمنا جميعا الان هو ان تستعيد ثورتنا خط سيرها نحو شعاراتها... ما يهمنا الان ان نثبت دعائم حكومتنا المدنية ... ما يهمنا الان ان نحاكم محاكمات عادلة مجرمين الانقاذ وان يتحقق سلام عادل ... ما يهمنا الان هو ان نضع الثورة مرة اخرى في مسارها الصحيح وباختصار ما يهمنا الان ان يقود الثوار بانفسهم الدولة السودانية نحو الديمقراطية و دولة العدل و الرفاه ... لا يهمنا الان باي حال الفوز في الانتخابات القادمة بقدر ما يهمنا ان تنعقد الانتخابات في بلد حر تسوده قيم العدالة و الحرية و الديمقراطية و السلام ..الدعوة موجهة لهذه الاحزاب أيضا الى ان تكون جزء من هذا التحالف العريض.. فالمهمة اكبر من حزب واحد... برنامج التحالف و اطاره النظري يمكن ان يتم من خلال عقد مؤتمر عام تنظمه لجنة تمهيدية ،، يناقش الموتمر السياسات العامة و الاطار النظري للتحالف...
|
|