الإختلاف غُربال الفنون ..! بقلم:هيثم الفضل

الإختلاف غُربال الفنون ..! بقلم:هيثم الفضل


03-07-2021, 07:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1615098960&rn=0


Post: #1
Title: الإختلاف غُربال الفنون ..! بقلم:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 03-07-2021, 07:36 AM

06:36 AM March, 07 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح -



في كثير من الأحيان ينتابني شعور بأن المفاهيم الأساسية للتفرُّد والتميُّز في مجالات عدة من الفنون الممارسة على الساحة الثقافية اليوم ، لم تعد كما كانت شرطاً للولوج إلى ساحات الأجهزة الإعلامية من فضائيات وإذاعات ومنابر أدبية ، إذ أن معظم ما يُشاهد على هذه المنابر لم يعد يبرح في تصنيفه صفة العادية ، وتشابهت بذلك المنتجات الفنيه من غناء وشعر و دراما و فن تشكيلي بالقدر الذي باعد بينها وبين فكرة الإختلاف والإبداع ، وللحقيقة فإن لكل زمان روادهُ من المبدعين الذين وصلوا إلى مصاف الشهرة وإلتفاف الجمهور حولهم من باب التفرُّد ، فكل معهود ومتداول يظل في نهاية الأمر في موقع الركود الإبهاري طالما لم يستطع أن يعبُر بذهنية المُتلقي إلى مصاف الإدهاش فضلاً عن لفت إنتباهه (أي المتلقي) ، إلى أن المنتج الفني المُقدم بين يديه هو حالة تستدعي الإنتباه والتـأمُّل بإعتبار إنه جديد في فكرته وأسلوب طرحه بالإضافة إلى إحتوائه على البصمة الخاصة بالمبدع الذي أنتجه ، وفي هذا الإتجاه سيظل أمر إشتهار المبدع وإلتفاف الناس حولهُ يرتبط بمنظور المتلقي العادي تجاه ما يحتوي إبداعه من تفرُّد وإختلاف عن الآخرين ، أما أن يجتر بعض الموهوبين في مجالات عديدة من الفنون تجارب من سبقوهم حتي و لو فعلوا ذلك تحت ظل الإجادة الفنية فإنهم بذلك سيقفون طويلاً عند محطة الإعجاب المباشر واللحظي ، والتي تجعلهُ في نهاية الأمر بعيداً ذاكرة المتذوقين والمهتمين بهذا المنحى أو ذاك من الفنون ، ومن ناحية أخرى فإن تقليد أسلوب الآخرين في التأليف والأداء هو ظاهرياً لبنات إضافية في بناء شُهرة ونجاح أصحاب الأصول الذين حصلوا على حق الإبتداع والتفرُّد ، مما يقود إلى حصول إتجاهاتهم الإبداعية على لقب (مدرسة) فنية وذلك نتاجاً لكثرة المحاكين والمُقلِّدين لمنحاهم الإبداعي ، وفي ذلك عيبٌ كبير يمكن أن يصيب القيمة الكلية لحركة النماء الثقافي والإبداعي للأمة ، من منطلق تباعد أزمان ظهور الإتجاهات الجديدة في صناعة الفنون والآداب ، و بذلك كان لابد أن تلعب المنابر الثقافية كالمنتديات والفضائيات والإذاعات دوراً بارزاً في مجال تحجيم ظاهرة التقليد والتكرار عن طريق المزيد من التمحيص في مجال إكتشاف المبدعين الذين يعبِّرون عن ذواتهم الخاصة ويقدِّمون فناً يحوزعلى صفة الإختلاف والتفرُّد ، فليس كل الأمر في أن تكون شاعراً مجيداً أن تحصل على أدواتك الأصيلة في كتابة الشعر ، وليس كل من إستقامت أذنه الإيقاعية وحلا صوتهُ قادر على أن يكون موسيقياً مُبدعاً ، فالإبداع دائماً مرتبط بالإختلاف والتفرُّد والحصول على نمط إنتاجي فني يعبِّر عن الذات الفنية الشخصية للمبدع .

<الإختلاف غربال الفنون.docx>
<هيثم الفضل.jpg>