متوقع ما جرى مع السيدة مريم!! بقلم :حيدر الشيخ هلال

متوقع ما جرى مع السيدة مريم!! بقلم :حيدر الشيخ هلال


03-05-2021, 00:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1614898859&rn=1


Post: #1
Title: متوقع ما جرى مع السيدة مريم!! بقلم :حيدر الشيخ هلال
Author: حيدر الشيخ هلال
Date: 03-05-2021, 00:00 AM
Parent: #0

11:00 PM March, 04 2021

سودانيز اون لاين
حيدر الشيخ هلال-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




بغض النظر عن محتوى الخطاب الذي تفوهت به السيدة الوزيرة مريم الصادق في مؤتمرها الصحفي ابان زيارتها الاخيرة لمصر وفحوى الرسائل التي يحملها كمضمون دبلوماسي رسمي قد تنعكس مآلاته وبالا على السودان في ظل الميوعة السياسية التي يعيشها، الا ان لغة الجسد والشخصية المهزوزة التي ظهرت بها امام نظيرها المصري تبين الاختلال الكبير في مركب الشخصية السودانية التي يعوذها التقييم الذاتي من خلال الوعي بامكاناتها ومعرفة مكامن الضعف والقصور فيها، وهذا القصور في تقييم الذات عادة مايخلق لنا نمازج مشوهة ما بين مضخم لذاته يحمل نفسه ما لا تحتمل، ومهزوز مضطرب لا يعرف قيمته زاوي نفسه خلف قناع التواضع والبساطة تجده باهتا وضعيفا في المواقف التي تحتم الظهور بما يليق ومقتضى المناسبة.

ان بناء الشخصية لا يأتي عبثا فالتربية النفسية التي يجدها الطفل منذ نعومة اظافره في محيط بيته كلبنة اساسية لعملية البناء النفسي عادة ما تعاني من اختلال في منظور التربية عندنا، وهو خلل بنيوي في اصل التكوين المجتمعي السوداني عموما فتغليب الظن بأن اصل الصفات السامية والاخلاق النبيلة منبعها العروبة فكرة مستقاة عن التراث الديني العروبي الذي يعاني من اقحامات مجحفة ميزت البشر على اساس عرقهم وهم في ذلك قد ناقضو اصل الرسالة المحمدية التي جاءت بأصالة المساواة بين الناس فوضعو احاديث كثيرة في تفضيل الله للعرب ومن العرب قريش متناسين ان منهم من باء بكفره ومات ولم تشفع له قرشيته او قرابته للرسول صلى الله عليه وسلم في حين ان بالاسلام رفعت اقدار قوم كانو يرزحون في الذل والصغار. وكشعب مسلم شكل الموروث الاسلامي غالب ثقافته فقد انغرس في وجدان العامة ان التفاضل بيننا كبشر منفردين او كمجموعات قبلية يجب ان يكون ذو علاقة باصل العرق العروبي فعشنا في متاهة مضللة انكرنا معها تاريخنا المجيد ورهنا وجداننا لدى العرب مما خلق ارتباكا كبيرا في شخصيتنا جعلنا نحقر ذواتنا ونذيبها في شخص من عاشرناهم منهم وهذا الوضع المخل هو المدخل الرئيس في استغلالنا لنهب ثرواتنا.

من ناحية سياسية فيبدو ان امام الثورة العظيمة عمل كبير لتثبت للعالم ان التغيير الذي جرى هو تغيير شامل يغطي جميع نواحي الحياة السودانية وفي مقدمها الناحية السياسية التي ظلت لثلاث عقود خلت مرهونة لاطماع الطامعين نتيجة ممارسات الاقزام الذين تصدروا المشهد السياسي السوداني، فالثورة كممارسة تصحيحية لهذا الارث المشوه ما كنا ننتظر ان يتسيدها بعض الذين لا يرتقون الى حجم تضحيات شبابها النضر الذين قدموا حياتهم رخيصة حتى يتموضع السودان في مكانته الطبيعية كدولة ذات سيادة واستقلالية لها تاريخ تليد في الحفاظ على خصوصيتها رغم التداخل الكبير مع جيرانها . ولكن يبدو ان لعنة المحاصصات التي اقعدته ما زالت تترصده ولم تفتأ تأتي بضعاف النفوس الذين لا تتعدى اقصى تطلعاتهم وطموحاتهم موضع مؤخراتهم على كرسي السلطة .


بالعودة لحديث السيدة مريم الذي استرسلت فيه بثبات منذ بدايته وانا اعزو تماسكها الى انها كانت تتحدث في قضايا ليست ذات حساسية عالية ولا تمثل تحدي لها . إذ ان اهم القضايا التي تمثل عائقا حقيقيا امام الدبلوماسية السودانية تجاه نظيرتها المصرية هي قضيتي حلايب وشلاتين واستنزاف مصر للاقتصاد السوداني عبر عمليات تخريبية كبيرة تجرى ولا تخفى على احد ، هنا فقط!! عند هذه النقطة كنا ننتظر من السيدة الفاضلة ان تنتقى عبارات وكلمات قوية، واضحة، وواثقة تعكس الموقف الصحيح الذي يجب ان تكون عليه البلد الذي جاءت تمثله . ولكن ان تتلعثم وترتبك كتلميذ في حضرة استاذه فلعمري هذه سقطة دبلوماسية كبيرة!! اوقعتها في فخ التصريحات القاتلة. ولكنه شئ متوقع ان تهزم السوداني نفسيته المهزومة اصلا التي سريعا ما تذوب و تضمحل في مجاراة نظيراتها من العرب فقد اكدت السيدة الفاضلة علو كعب المصريين علينا وبثت اليهم رسالة واضحة مفاداها ان عملية استباحة السودان ورهنه اليهم ستكون مستمرة رغم انف الثورة المجيدة وان لا شئ قد تغير سوى مسميات وشخوص المسؤولين .

اهم المعالجات التي يجب ان تعقب هذا الحديث الفاضح هي انفاذ القرارات الاخيرة المتعلقة بعدم السماح ببيع المنتجات السودانية للمصريين بالعملة المحلية وايقاف ارسال منتجاتنا الخام اليهم، ومراجعة كل المعاهدات القديمة وخصوصا التي ابرمت في عهد الانقاذ وعلى رأسها اتفاقية الحريات الاربعة.
كما يجب على رئيس الوزارة وبشكل عاجل استدعاء السيدة مريم واستفسارها عن هذه التصريحات واتخاذ موقف واضح معها فمعروف انها جاءت بمحاصصات لوظيفة لا تستحقها واكبر من امكانياتها بكثير كما ان حزبها واحد من احزاب الهبوط الناعم وهو من فصيلة احزاب الاسلام العروبي التي تتماهى مع رهن السودان للفكر الاسلامعروبي الذي تعتبر مصر بوابته للسودان، عليه فهي غير امينة على سيادة الوطن ودبلوماسيته التي يجب ان تصنع التوازن السيادي للوطن مع جميع جيرانه على حد سواء . فقد تكون تصريحاتها هذه ليست وليدة سقطة انما امتداد لمخطط الكيزان حليف حزبها.

ولكن من ناحية اخرى ان مثل هذه المواقف المخزية لمسؤولي الغفلة هؤلاء عادة ما تعمل على ايقاظ الحس الثوري للشارع السوداني الذي ما فتأ يحرس ثورته بكل يقظة، الامر الذي سيرسل الرسالة المطلوبة للحكومة المصرية التي يزمع رئيسها زيارة السودان السبت المقبل في ظل ضعف موقف الشق العسكري حليفه في الاونة الاخيرة بعد ان خنقهم السيد رئيس الوزراء بالبند السادس للبعثة الاممية، مما يتحتم علينا وعلى كل حادب على الثورة مؤازرته في تحييد العسكر الخونة الذين يخططون بليل مع سيسي مصر لخنق الثورة .

حيدر الشيخ هلال
الخميس 4 مارس 2021