إفتعل الصراع القبلي وعادت حليمة لعادتها القديمة . بقلم:ايمن تاج الدين

إفتعل الصراع القبلي وعادت حليمة لعادتها القديمة . بقلم:ايمن تاج الدين


03-04-2021, 01:55 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1614819328&rn=0


Post: #1
Title: إفتعل الصراع القبلي وعادت حليمة لعادتها القديمة . بقلم:ايمن تاج الدين
Author: ايمن تاج الدين
Date: 03-04-2021, 01:55 AM

00:55 AM March, 03 2021

سودانيز اون لاين
ايمن تاج الدين-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





حليمة هي زوجة حاتم الطائي المشهور بالكرم، وزوجته اشتهرت بالبخل الشديد، حتى أنها كانت كلما أرادت أن تضع السمنة في الطبخ، ارتجفت الملعقة في يدها، فأراد زوجها أن يعلمها الكرم فقال لها: "ان الاقدمين كانوا يقولون ان المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في طنجرة الطبخ زاد الله بعمرها يوماً".
أعجبت حليمة بالفكرة فمن لا يرغب بزيادة عمره يوم؟ أخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى أصبح طعامها لذيذ واعتادت على السخاء كزوجها.
وفي احدى الأيام شاء الله أن يفجعها بابنها الوحيد والذي كانت تحبه أكثر من نفسها، فجزعت حتى تمنت الموت وتذكرت مقولة زوجها فأخذت تقلل من كمية السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت، فأصبح الناس يرددون مقولة "رجعت حليمة لعادتها القديمة"المصدر: معلومات مفيدة".
لا تزال لعنة الموت تطارد دارفور الإقليم السوداني الذي ما انفك يلملم جراحه من حرب ضروس، خاضها نظام الإخوان المعزول لأكثر من ثلاث عقود من الزمان ، راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى، وملايين المشردين في معسكرات النزوح واللجوء، تجتهد حكومة الفترة الانتقالية لإطفاء الحريق الذي قضى على الأخضر واليابس امام تحديات جمة بينها جزور هذه الفتنة الاخوانية (بقاياه وفرفراته). لم يكن الاندلاع المتزامن للعنف ذو الطابع القبلي في ولايات جنوب وغرب وشمال دارفور وجنوب كردفان وكسلا والبحر الاحمر مجرد صدفة عارضة او احداث منفصلة لا يربط بينها رابط،حيث تشير دلائل عديدة إلي انغماس أذرع النظام البائد في تأجيجها عبر التحريض والاغراء وبث الروح القبلية لتحقيق غايات العودة لكراسي الحكم او إفشال حكومة الفترة الأنتقالية إلي جر الاوضاع في فوضى عارمة ، على الرغم من وجود خلافات مسببة بين بعض الافراد والتي تتحول غالباً إلي إقحام القبيلة فيها ، إلا إنها ما كانت لتصل مرحلة الإقتتال الدامي والتهديد بنسف استقرار البلاد لولا وجود أياد ظاهرة وباطنة لحزب المؤتمر الوطني المحلول عبر قياداته القبلية المعروفة التي تضررت مصالحها بسقوط النظام الشمولي الذي استطاعت عبره تمكين نفوذها المناطقي والجهوي بصورة واسعة ، مما يؤكد الدور الواضح للنظام البائد في تأجيج الصراعات القبلية هي الطريقة التي اندلعت بها نزاعات بين قبائل ظلت تتعايش مع بعضها البعض في وئام كامل منذ مئات السنين .
لا يدرك أتباع النظام الساقط ان الاستمرار في أفتعال نيران النزاعات والاقتتال القبلي لن تكون نهايته عودتهم لكراسي السلطة والحكم الذي فشلوا فيه طيلة ثلاثة عقود،بل الاحتراب الاهلي الذي يؤدي إلي تمزيق البلاد والانزلاق نحو الفوضى الشاملة مثلما حدث في العديد من الدول .
ورثت الحكومة الانتقالية دولة فاشلة في مختلف النواحي السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية ..وشرعت في إصلاح الاوضاع المتردية شيئاً فشيئاً ولكنها اصطدمت بالكثير من العوائق التي ظل تصنعها قوى النظام السابق في سعيها الدؤوب لزعزة الاوضاع حتى تقطع الطريق امام نجاح الحكومة الانتقالية ..في اداء مهامها وتمهيد الطريق نحو الانتخابات والوضع الديمقراطي الدائم، يتوجب على الحكومة الانتقالية تحمل مسؤلياتها الكاملة والتعاطي بجدية وحسم مع هذا الامر عبر السعي إلي مخاطبة جذوز الاسباب التي تؤدي الي النزاعات القبلية وفرض هيبة الدولة عبر مؤسساتها الامنية والعسكرية ولتتصدع على كافة المسببات ، وتفعيل ألياتها القانونية التى تغيب الان من مسرح الاقتتال والنازعات.
ان فرض هيبة الدولة بتنفيذ القانون وتطبيق إجراءته على الجميع بجانب حلحلة مشكلات (الارض ،شح الموارد ،انتشار السلاح، المشاركة السياسية الواسعة ..وذلك عن طريق وضع إستراتيجة متكاملة لتحقيق السلام والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع السوداني.
بذلك ندعو "حليمة" لتستجيب وتمضى في التغيير والمساهمة في البناء وزرع في قلوبنا اجود انواع المحبة والتسامح والرفق بنا في اداة أنشودة السلام والوئام .
[email protected]