بدون شك كان تصريح صادم للشعب السوداني. من السيدة الدكتورة مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية خلال كلمة لها خلال زيارتها الي جمهورية مصر العربية حيث قالت بان السودان بلاد قليلة السكان وكبير المساحة ولامانع من الاستفادة منه لصالح بعض دول الجوار وربما لا تعلم السيدة وزيرة الخارجية بان هناك الكثير من السودانيين لا يمتلكون ارض يسكنون فيها ولا تزال هناك مناطق بدون تخطيط وان قطار الزواج فات العديد منهم بسبب عدم امتلاك عش الزوجية وهناك منازل مكتظة بالسكان مع معاناة عظيمة في المنافع فهل قامت جميع حكومات السودان منذ خروج الاستعمار بمنح كل سوداني وسودانية حقه في السكن حتي نمنح أنفسنا بعد ذلك الحق في السماح لدول الجوار من استغلال ارضنا؟ ان اهم اسباب اندلاع ثورة ديسمبر هي غياب العدالة الاجتماعية بعدم التوزيع العادل للثروة بين السودانين فتجد اسرة واحدة تمتلك اعداد مهولة من المنازل والقطع السكنية والمحلات التجارية وبينما هناك من لايملك شبر واحد وكيف لا يكون تعدادنا السكاني محدود اذا كان السكن يمثل هاجس كبير لمن يريد الزواج ومن ثم الاستقرار والانجاب كان ينبغي علي السيدة الوزيرة بان لا تدلي بمثل ذلك التصريح فارض السودان خط احمر فنحن الفقراء اولي بها نستطيع ان نجعلها خضراء لو قامت دولتنا بتوزيعها علينا بدلا ان تذهب غنيمة لدول الجوار و اذا سمح السودان لدول الجوار باستغلال ارضيه فانه سوف يستعصي في المستقبل استعادتها مرة اخري وخير مثال علي ذلك مايحدث اليوم في منطقة الفشقة حيث سمحت السلطات في ستينيات القرن الماضي لثلاثة مزراعين اثيوبيين بايجار ارض زراعية ليرتفع العدد بعد ذلك ملايين الاثيوبيين و تكوينهم لعصابات مسلحة حتي رسخ اعتقاد للاثيوبين بان ارض الفشقة هي ارضهم واليوم القوات المسلحة تقاتل لتصحيح اخطاء الماضي وحتي حلايب وشلاتين ضاعت بسب ضعف حكومات السودان فبسبب صمت حكومة المخلوع البشير عن احتلال مصر لها بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك حيث تمدد الاحتلال المصري في ارض حلايب وشلاتين ليعمل المصريين علي تمصير سكان حلايب بالكامل وبكل اسف نشاءت اجيال من السودانيين باتوا لايعرفون وطن الا مصر وشي طبيعي فمنذ كانوا اطفال تعلموا علي يد معلمين مصريين وفي مرحلة الشباب تم استيعابهم في جامعات مصرية حتي ولو لم ينجح الطالب منهم في الامتحانات ولكن لغرض سياسي كان يسمح له بدخول الجامعات المصرية حتي يرسخ لديه اعتقاد بانه مصري مع ضمان مصدر الرزق لهم بينما. نحن في السودان لايملك معظمنا ارضي للسكن عليها فكيف نسمح لدول اخري تريد مصلحة شعوبها بان تحتل ارضنا ؟ كنا نتوقع من الدكتورة مريم الصادق ان تكون مسنودة بارث تاريخي ناصع فقد حاربت الدولة المهدية الاحتلال التركي المصري وافشلت مشروع تبعية السودان لمصر واذا لم تندلع الثورة المهدية في ذلك الوقت لكان السودان يتبع لمصر حتي اليوم والمهدية كانت درع للسودان من اطماع اثيوبيا عندما قهر الامير حمدان ابو عنجة جيوش الاحباش واحتل عاصمة بلادهم مدينة قندر ومن بعده واصل الامير الزاكي طمل مسيرة الانتصارات حيث تمكن هزيمة اكبر جيش اثيوبي حاول احتلال ارض القلابات و وكذلك بطولات الامير عبد الرحمن النجومي الذي لم يستسلم وهو يقود جيش المهدي لفتح مصر الي ان سقط شهيدا في معركة توشكي. اذا علي السيد الدكتورة مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية بان تتذكر بان هذه البلاد اريق فيها دماء الشهداء لاجل ان نعيش في كرامة والعبد لله. ظل سنوات يحاول ان يجد مجرد قطعة ارض ليسكن عليها بدون جدوي ورغم بلوغي الاربعين عاما الا ان دولتنا لم ترحمني فهي لا تتعامل الا مع اصحاب الاموال الطائلة وحتي بعد الثورة كنا نتوقع ان نجد حقنا في امتلاك ارض نحن معشر الفقراء المهمشين ولكن لاحياة لمن تنادي نطالب الدولة بمنح كل شخص فقير ارض سكنية واخري زراعية كنوع من أنواع الوفاء لشعب ظل يعيش في بلاد شاسعة بدون ان يستمتع بخيراتها بينما دول الجوار تستمع بخيرنا وحقا نحن اغرب دولة في العالم ثروتنا الحيوانية تباع الي دول الجوار بثمن بخس بينما شعبنا لايجد منها الا العظام واحيانا (الكمونية) لمن استطاع إليها سبيلا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة