ارتفاع الدولار لألف جنيه عما قريب.. بقلم :د.أمل الكردفاني

ارتفاع الدولار لألف جنيه عما قريب.. بقلم :د.أمل الكردفاني


02-25-2021, 01:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1614256034&rn=0


Post: #1
Title: ارتفاع الدولار لألف جنيه عما قريب.. بقلم :د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 02-25-2021, 01:27 PM

12:27 PM February, 25 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







سألني البعض عن سبب إحجامي عن الكتابة حول مسألة تحرير الجنيه، في الواقع كلامنا لا فائدة منه أمام العاطفة الشعبية العمياء والعقليات المغيبة..ولذلك كان صمتي عن الموضوع حتى حثني البعض على كتابة توقعاتي حول المسألة على الأقل.
وأقول
السياسات الإرتجالية تفضي للفوضى دائماً، ودافع الحصول على نصر سياسي يفضي للسياسات الارتجالية. ثم يسقط السقف على الجميع.
ولتقوم الحكومة الفاشلة بذر الرماد على العيون، فإنها تطلق الشائعات، وتختلق عدواً وهمياً، كالحديث عن جشع التجار، وشيطنة تجار العملة..وكل هذا ليس سوى وهم..فتجار العملة كانوا وظلوا إلى اليوم هم المخرج للمواطنين في الحصول على الدولار للسفر من أجل العلاج او التعليم او لقاء الاهل او غير ذلك، في الوقت الذي كانت تمتنع فيه البنوك عن توفير الدولار بسبب الأزمة الاقتصادية..فهل انفرجت الازمة الاقتصادية؟
لا..
هناك فجوة واسعة بين التصدير والاستيراد، في دولة تقريبا لا تنتج شيء، وهناك عجز ضخم في الميزانية، واشياء يعلمها الاقتصاديون اكثر مني..ولكن باختصار، ليست المشكلة في البنوك ولا تجار العملة ولا جشع التجار، الازمة تكمن في سوء إدارة الدولة، والصراعات السياسية، وتماسيح السياسة والمال..الذين هم يحكمون اليوم..الآن..
كيف سيكون الشعب منتجاً في ظل نظام اداري فوضوي واعتباطي، وقوانين بائسة، وانعدام للنظم المحاسبية..وبدلاً عن أن يقوم حمدوك (منذ اول يوم له في الحكم) بالشروع في بناء تلك النظم، قدم طلباً للامريكان لكي يأتوا ويحكموا هم، ثم اتلفلف بالبطانية ونام. ونحن ننتظر الأمريكان (الطيبين) لكي يأتوا ويخدمونا ونحن ننام مع حمدوك تحت البطانية..جميل انتظروا..
تم تحرير الدولار دون حتى تهيئة البنوك والمصارف لاستقبال طالبي الدولار، في دولة بنوكها تعاني من عجز في العملات الصعبة، حتى بنك السودان يعترف بذلك، وفوق ذلك في دولة جنيهها مجرد حبر على ورق.. فكيف ستتمكن البنوك من تغطية اي طلبات لشراء الدولار؟
إن ما حدث كارثة حقيقية، وعندما تضع الحكومة اشتراطات على صرف الدولار، فإنها في الواقع تعيدنا للمربع الأول، حيث سيبحث الجميع عن تجار العملة لتوفير الدولار...هذا ناهيك عن فتح ابواب جديدة للفساد داخل البنوك.. ومشاكل اخرى لا حصر لها..
إنني لا أتنبأ بل أتوقع، خلال بضعة أسابيع أن يقفز سعر الدولار ليبلغ حاجز الألف جنيه، بل ليتجاوزه، ففي الواقع الجنيه السوداني لا يساوي سالب ٣٧٥ دولار، في الحقيقة الدولار يساوي (لو كنا واقعيين) ما لا يقل عن مائة ألف جنيه..نتيجة الطباعة رب رب رب منذ أواخر عهد البشير وحتى اليوم..هناك قرابة اربعمائة ترليون جنيه (كتلة نقدية)، وبضعة ملايين من الدولارات فقط يشتري بها اسامة داوود او ابراهيم الشيخ زهورا لمكاتبهم.. فكيف يتم تحرير العملة على هذا النحو؟
فلنفترض أن الامارات قامت بتقديم مليار دولار كمنحة في ظل هذا الوضع، فخلال ساعات فقط سيمتص السوق هذه المليارات، ونعود لنقطة الصفر من جديد، هذا لو تم اطلاق الدولارات للبنوك.
هذه دائرة جهنمية، مخيفة وموحشة الأفق.
إن الشعب لا يزال يتم سواقته بالأكاذيب والشائعات والأوهام والعاطفة، لا يختلف فيها تاجر دين عن تاجر سياسة عن تاجر علمانية...ولينتظروا إني معكم من المنتظرين..ولسوف تعلمون..