هناك قضايا تحتاج الي توضيح في مسألة تعويم الجنيه في الاول من الذي اتخذ هذا القرار والاجابة البديهية هي حكومة حمدوك ،نعم لا يمكن القول غير ذلك ولكن كيف تم اتخاذ هذا القرار ؟ هل كان بتوصية من المؤتمر الاقتصادي الاخير ؟اذا كان كذلك لماذا اخرت الحكومة هذا القرار الي تشكيل حكومة السلام ؟ ،والمنطق نفسه اذا كان القرار مدفوع من وزارة المالية لماذا تم اختيار هذا الوقت هل هو الوقت مناسب من الناحية الاقتصادية ؟ نعم ان القرار كان جاهز باعتراف وزير المالية جبريل ابراهيم لان من المحال لوزير في وزارة لم يتعرف حتي علي الادارات ،ان يكون قد درس الموقف الاقتصادي وخرج بقرار صائب لم يستطيع احد من قبله ادراكه واتخاذ القرار بشأنه ؟ ولذلك هذا القرار تم دارسته من قبل اطراف في الحكومة ولكن واجهتها اعتراضا كبيرا من جهات داخل الحكومة وخارجها ، ومن دون التوقف في التبريرات فان وزارة المالية لم تستطيع اتخاذ هذا القرار . لان الاطراف في الحكومة التي رفضت هذا القرار في السابق كان الخوف ان يكون مغامرة قد لا يستطيعوا التحكم في نتائجها اذا فشلت ،وان احتمال الفشل كان ومازال كبيرا . ولكن المدهش ان الجهات التي عارضت الوزير بدوي حتي مغادرته لم تعارض الان وهي الاحزاب الحاكمة نفسها، لم تعارض الا بصوت خافض لزوم التنصل من تبعاته في حالة الفشل ، ولكن ليس لديهم مانع طالما ان المغامرة تأتي من كوز وغرباوي وقائد حركة مسلحة واحد رموز جوبا . وهم يعلمون حتي لو لم يفشل سوف يترك اثرا عميقا للشرائح الضعيفة بناء علي اجماع علماء المال . سوف يحصد نتائجه صاحب القرار لان في كل الاحوال وسوف لا يأتي اؤكله في الفترة المتبقية لحكومة حمدوك. ولذلك. انتظار حكومة السلام للمغامرة بها امر غير مقبول لان حكومة حمدوك كانت لديها متسع من الوقت لاتخاذ هذا القرار لو كان صائبا بدلا من الانتظار شخص من الغابة لينقذ اقتصاد بلد في الاساس مشكلة سياسية اهلها لم يتفقوا حتي علي وحدته والوزير نفسه هناك من الوزراء في القاعة من لا يعرف حتي بسودانيته . ناهيك عن الامن المنهار الذي لا يأمن الشخص حتي التلفون الذي في يده، بل حتي علي نفسه ٠ والملايين اللاجئين الذين مازالوا خارج البلاد واكوام النازحين من الذين تركهم المجتمع الدولي لرحمه الحكومة . وفوق ذلك الحرب التي علي الابواب ،في الشرق او بدأت فعلا تحتاج الي كل موارد السودان الشحيحة للصمود وكل ذلك يقوم بها حكومة لا احد يعرف من اين تتم قيادتها من السجون او من خارج السودان او من مجلس الشركاء او الوزراء . علاوة علي خدمة مدنية بكاملها من الوكيل الي الغفير. ولائها للحكومة السابقة باعتراف البشير ، الا ما ندر . وفوق ذلك انها تعمل علي اسقاط الحكومة نفسها وليس افشال خطط المالية . من منا لا يعلم ان حلم اسقاط الديون امر تندرج تحت بند الاستحالة لان الاوربين ربطوا التعمل مع نادي الباريس بالتعاون التام مع محكمة الجنايات الدولة .ومحال مستثمر واحد يقدم علي الانتحار ليس في ماله بل حياته في خطر في بلد العدالة والامن تصل الي مستوي الصفر . هناك اشياء لا تحتاج لمعرفتها درجة الدكتوراة من يابان ولا من جامعة همشكوريب فان نجاح كل شئ يحتاج الي الاستقرار السياسي واستتاب الامن في الاول يجب تحقيق ذلك واقعا وبعدها يمكنكم ان تطبقوا نطرياتكم . كل اهل السودان يعلم ان الذي امامنا مثل بناء العمارة بالجالوص.ولذلك الجميع يعلم ان القرار لا يحتمل النجاح ولكن القصد منها التضحية بحكومة السلام ولربما برأسيها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة