Post: #1
Title: الي القائد حميدتي : اذكرك بوعودك دعم دار المايقوما بقلم :صلاح الدين حمزة اتحسن
Author: صلاح الدين حمزة
Date: 02-23-2021, 12:19 PM
11:19 AM February, 23 2021 سودانيز اون لاين صلاح الدين حمزة-السودان مكتبتى رابط مختصر
🔹️مع تنامي و تزايد أخبار عودة كوفيد 19 المستجد بنسخته الثانية و الحديث عن ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة ، قامت السلطات بمنع التجمعات و من ضمنها صالات الافراح و غضب اصحاب المصلحة ربما لعدم الترتيب و مراعاة الارتباطات المالية ، قرار منع إقامة الحفلات في صالات الافراح إضافة إلي أهميته الصحية و الاحترازية فهو ايضا يدخل ضمن العمل علي تخفيض إجراءات و تكاليف الزواج لمساعدة الشباب في الاقدام علي الزواج ، علاوة علي محاربة الفساد و السلوكيات غير الحميدة التي تصاحب الحفلات في الصالات و أماكن الغناء و التي لا تحتاج إلي تعريف و يكفي انتشارها في الوسائط ما ازكمت الأنوف و أصبحت للاسف الشديد معتادة حتي داخل البيوت و بين الأسر و صار ليس من حياء بين أفراد المجتمع صغاره و كباره اناثه و ذكوره.
🔹️قبل فترة و في ذات الإطار قمت بتصوير مشهد ما يجري في صالات الافراح ذلك المشهد الذي يتكرر مرات و مرات و في زمن الحرية و الانعتاق لا بد من الاحتياط لان الكثير من الناس يستغلون هذه الحريات في غير مكانها . 🔹️في البدء "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" و البطبع "ينط واحد و يقول لي ديل كفار" .. فاقول المذكورين هم "الناس" و ليس هناك تفصيل عن دين أو عرق أو جنس ، لذلك: [ ] شكرا هوارد ايكن الأمريكي مخترع الكمبيوتر ، [ ] شكرا مارتن كوبر الامريكي الذي اخترع جهاز الموبايل ، [ ] شكرًا مارك صاحب فيس بوك ، [ ] شكرًا لاري بيج اول من صمم برنامج قوقل ، [ ] شكرا تيم بيرنر مخترع الانترنت ، [ ] شكرا لكل الذين اتحفونا بنعمة الانترنت و الوسائط المختلفة ، [ ] شكرا سامسونج .. [ ] شكرا أي فون .. [ ] شكرا أي باد .. [ ] شكرا أم تي ان .. [ ] شكرا زين .. [ ] شكرا سوداني .. 🔹️عن رسولنا الكريم انه قال "من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه" ، لكن لا ادري كيف نكافئ هؤلاء"الخواجات" غايته انا اقول :"ربنا يهديهم " 🔹️الحمد لله علي هذه النعمة : الانترنت ،، فيس بوك ،، واتساب ،، لنكد أن ،، تويتر ،، بلوق اسبوت ،، فايبر ،، انستقرام ،، ايمو ،، اسناب شوت ،، اسكايب ،، ويب سايت ،، قوقل ، ، 🔹️هناك أشياء كثيرة كنا لا نحبها او لا نطيقها او كانت ثقيلة علينا لكن رغم انفنا نجد أنفسنا نتعامل معها و لا نستطيع فعل شىء غير السكوت و الرضاء و التسليم و هناك امور كثيرة كذلك كنا "نتململ" منها كالانتظار في صفوف في بنك أو في المستشفي أو في محل الحلاق او في المطارات او في السفر في البصات او القطار . نفس الامر عندما نذهب الي حفل زواج او اي مناسبة خاصة اذا لم يكن لدينا معرفة باشخاص كثر ، او كنا لا نحب التعامل مع هذا الصخب او ذاك او الإزعاج او ان الفنان الفلاني او الاغنية الفلانية فإننا الان نتجه بحمد الله الي هذا الجهاز السحري و نغادر و نحن جالسون في مكانك. الامر الذي حدث لي يوما ما في احدي صالات الافراح ، فهذه الخدمة " الانترنت" و هذا الجهاز قد أسعدتنا كثيرا و جعلتنا نكون في غاية السعادة كوننا نجد ما يشغلنا و يروح عنا ... قديما تجد من يكون ثقيلا عليك و لا تستطيع الهروب منه و لو "تثاءبت" لكن الان ما عليك الا ان تكبس علي هذه الأزرار فإذا بك تغادر و تسافر بعيدا و تتركه بجانبك يحكي كالمجنون... 🔹️في احدي المرات حضرت حفل زواج برفقة احد الإخوة "لم أكن مدعوا" و كنت مضطرا للذهاب برفقته... ▪︎و الزخم قد عم أرجاء الصالة... ▪︎والضوضاء قد انتشر هنا و هناك... ▪︎و الصالة قد تبهرجت و تزينت بالألوان المتعددة و الاضواء المتمددة... ▪︎و الاصوات الصاخبة المترددة... ▪︎و الملابس الساترة انزوت... ▪︎و الآٌخري الفاضحة اشرأبت... ▪︎و الثالثة غير المعروفة صالت و جالت ... ▪︎و فتياتنا ليس لهن نصيب من الحياء ... ▪︎لا ذنب لهن ... ▪︎يجبرونك علي الحياء ... ▪︎يحيونك و باسمك أحيانا لكنك لا تعرفهن... ▪︎رغم أن بعضهن تربطك بهن بعض الصلات... ▪︎فقد غيبتهم المستحضرات الطبية و التبييض... ▪︎بكيميائها و أعشابها... ▪︎و الزومبا و الكيرياتون ... ▪︎فصاروا مسخا... ▪︎و هم يظنون انهم يحسنون صنعا... ▪︎ليتهم تركوا وجوههم علي حالها التي خلقها بها الخالق ... ▪︎الاصوات تعلو تارة و تنخفض اخري ... ▪︎و يبدأ المغني... ▪︎و الاغاني ليست كما كانت ... فقد غيبها التقليد غير الموفق ... ▪︎و المغني كلاعب الجمباز .. ▪︎لا تستطيع التركيز بالنظر اليه قيل لي انه "ولي". ▪︎تارة يعلو كالطائر و اخري ينخفض و يجلس كالمقعد ... ▪︎و اخيرا و لا حول و لا قوة الا بالله من اخيرا ... ▪︎ال دي جي .. DJ ... ▪︎الاصوات تزداد صخبا و ضجيجا تكاد معه الاذنين ان تتفجر ... ▪︎تزداد الاضواء توهجا و بريقا ... ▪︎تارة احمرارا و اخري اصفرارا و البنفسج بينها تلألأ يصيب الأعين الماً ... ▪︎فنشعر و كان الشمس قد اقتربت منا ... ▪︎و تختلط الأجناس و تتداخل فلا تعرف من الأنثى و من الذكر ... ▪︎حتي الجلباب و العمائم الرجالية لم تسلم فتبدلت و تذركشت وتغيرت ملامحها و اختفت خصوصيتها ، و يوصفونها ذورا و يسمونها "علي الله" ... ▪︎و فجأة ... ▪︎وقف الناس "علي حيلهم" ... ▪︎وصل موكب العريس ... ▪︎و تغيرت الموسيقي ... ▪︎و تنوعت ... ▪︎تارة شرقا، ليس شرق السودان ... ▪︎أخرى غربا ، ليس غرب السودان ... ▪︎ثم أخري عربية ... ▪︎ثم أخري افرنجية ... ▪︎ثم أخري آسيوية ... ▪︎ثم أخري جنوب أمريكية ... ▪︎لا أدري أين نحن ... ▪︎و مقاطع مصرية "لزفة" العرسان عند نزولهم من السيارة و سيرهم الي المنصة "الكوشة" ... ▪︎أي أمة نحن ؟... ▪︎كل أمة لها طقوس و عادات و نماذج من بيئتها و تراثها يقدمونه في افراحهم و تميز هذه الأشياء الشعوب و في المناسبة تستطيع أن تعرف من هؤلاء بارثهم و تراثهم و عاداتهم التي يقدمونها في مثل هذه المناسبات ... ▪︎إلا أن الأمر عندنا اختلف تماما ... غابت العادات و الموروثات التي نستطيع أن نتفاخر بها أو قل نتميز بها و حل محلها ما يصنعه لنا أصحاب تجارة التزيين و التلميع و التبييض و الكوفير و البدكير و الكيرياتون و الزومبا ... ▪︎فصرنا مسخا ... ▪︎لا "حقنا" حافظنا عليه لا "حقهم" جودناه مثل مايفعلون هم لأننا لا نشبههم ... ▪︎هل نحن أمة ما زالت تتشكل ؟.. ▪︎و كان الحفل متواصلا لكني كنت موجودا بجسدي غائبا بجهازي"الموبايل" .... ▪︎و ها انا ذا قد كتبت هذه الخاطرة و الفنان اسمعه من حين الي اخر "غصبا عني" و" وغضبا عنك" . ▪︎و اري من جوانب عدة أشخاص امثالي و بعضهم احيانا يستغل الكاميرا الخاصة بالموبايل ... ▪︎كلما اغيب عن مكاني الذي اجلس فيه اقول الحمد لله... ▪︎الحمد لله أكاد لا أشعر اذا أحدهم لمسني و كأني قد وضع علي جسدي "مخدر" بفضل هذا الجهاز و الدليل أن من حضرت معه لكزني و أشار لي بالخروج فلم اعر له اهتماما إلا بعد أن كررها و قال لي أين أنت فقلت له مع هذا الجهاز فقال لي الم تشاهد ؟ قلت ماذا ؟ : قال لي "ال slow dance" ثم .. ثم ماذا ؟ نعم ... ▪︎كل هذا تشاهده غصبا عنك .. ▪︎قال لي مؤانسي : أحمد الله... ▪︎انك في نعيم ..قلت : لماذا ؟... ▪︎قال لي : آخرون يشاهدون العريس يقبل العروس عيانا بيانا و الكل في سكون وحيرة ... ▪︎الاب يشاهد فيتجمد دمه بالقرب من ابنته ... ▪︎و الاخ تغيب احاسيسه و هو بالقرب من اخته ... ▪︎هي تجارة تقدمها شركات الترويج و الإعلان و الفن و الديكور ... ▪︎تصنع الثقافة و تجربها في فتياننا و فتياتنا الهائمين .. الحائمين .. الفقراء المساكين ... ▪︎"قبلة" تامة أمام أعين الجمهور ... ▪︎حمدت الله ثانية أن غيبني بهذا الجهاز و ذكرت له نكتة الأعمى الذي الح علي أصدقائه أن يذهب معهم السينما فقالوا له كيف تدخل السينما و انت لا تري؟ فقال لهم : كلما يكون هناك موقف مضحك فليلكزني أحدكم حتي اشارككم الضحك و لا أحد يشعر اني أعمي و بالفعل كانوا يلكزونه و يضحك و عند انتهاء الفيلم خرجوا جميعهم و نسوه و تركوه في مكانه و خرج الجميع من السينما و هو جالس و أغلقت الإضاءة و الأبواب و هو جالس في مكانه الي صباح اليوم التالي و فتحت أبواب السينما صباحا لعمال النظافة و جاء أحد العمال ينظف فوجد الأعمى جالسا و لا يعرفه طبعا فوكزه بمكنسة النظافة فانهمر الأعمى ضاحكا ففر عامل النظافة خائفا . الآن عندما وكزني صاحبي للخروج كدت أن اضحك ... ▪︎و إكمالا للمشهد ... ▪︎و بالخارج عكس ما بالداخل ... ▪︎فالهدوء يسود المكان ... ▪︎و الذي ينذر بالعواصف التي تثور ... ربما بعد شهور تسع أو أقل ... ▪︎هناك "أمجاد" تقف في زاوية بعيدة ينبعث منها ضوء خافت ... ▪︎و "ركشات" تتحرك و اخريات تنتظر... ▪︎و سيارات مظللة بداخلها اناس تجمدت دماءهم ، و خشعت اصواتهم ، فلا تسمع لهم إلا همسا ، ولا تري لهم إلا ظلا ظليلا .. فقط صوت محرك السيارة ، و يرتفع احيانا و ينخفض مع حركة تكييف العربة ... الناس بداخلها "جوهم أوربي"... ▪︎و صاحب "الهمر" يتبختر و حوله صبية مفتولي العضلات لهم رأيهم يتحدثون بلغة لا نفهم منها إلا قليلا من عملات اجنبية و تأشيرات عالمية و خطوط جوية .. تنتفخ اجفانهم من النوم الكثير و تبدو علي اشكالهم الراحة و الدعة و مع نومهم و تعطلهم لا تستطيع أن تعرف ماذا يعملون و ما هي وسيلة كسبهم ... ▪︎الحادية عشرة تماماً ... ▪︎رفع صاحب "الإيقاع" يده... ▪︎سحب صاحب "البيانو" توصيلاته... ▪︎عطل صاحب "الساوند سيستم" جهازه... ▪︎بدأ آخرون في جمع الاجهزة والأسلاك ... ▪︎فقد انتهي الحفل بامر السلطات المحلية... ▪︎تلك هي الحسنة الوحيدة التي صارت كخضراء الدمن بين سوءات السلطات المحلية الكثيرة فنقول للسلطات رغم سوءاتكم الكثيرة ، شكرا لكم .. لكن سمعنا "تحت تحت" أن قرار إيقاف الحفلات عند الحادية عشرة ربما يتم إلغاؤه . عندها سيقول آخرون "شكرا حمدوك" . ▪︎و نواصل المشهد ... ▪︎عندها تم تخفيض الاضاءة... ▪︎انتشر البعض إلي سياراتهم الخاصة... ▪︎آخرون الي الترحيل الجماعي الذي ربما دفع حقه العريس... ▪︎آخرون اتجهوا نحو المواصلات العامة... ▪︎هناك فئة تجمعوا و جلسوا ينتظرون ذويهم الذين انزلوهم و ذهبوا لشانهم و وعدوهم بالحضور بعد نهاية الحفل ... ▪︎علي كلٍ ... ▪︎انتشر الناس ... ▪︎لا ادري الي اين ذاهبون ... ▪︎ربما الي بحري ... ▪︎الي الثورة ... ▪︎إلي الكلاكلات... ▪︎إلي الحاج يوسف ... ▪︎و و و و الي "المايقوما" ... ▪︎تلك الدار العامرة من نتائج و خلاصات هذه "الركشات" و "الامجادات" و العربات المظللة و ال "دي جي" ... ▪︎أقول للفئة التي لا ذنب لها الفئة التي تزداد يوما بعد يوم ... ▪︎الفئة التي لا يسأل عنها احد ... أقول لهم :- =ابشروا اذا "نجيتم" من الكلاب الضالة .. فدارالمايقوما في انتظاركم .. تلك الدار التي زارها القائد حميدتي مؤخرا و تاثر كثيرا بحالها ما جعله يلتزم بالمساعدة في تهيئتها..
صلاح الدين حمزة اتحسن/باحث
[email protected]
|
|