لجان المقاومة – الثورة التى لم تكتمل بقلم:عمر عثمان

لجان المقاومة – الثورة التى لم تكتمل بقلم:عمر عثمان


02-21-2021, 11:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1613947593&rn=0


Post: #1
Title: لجان المقاومة – الثورة التى لم تكتمل بقلم:عمر عثمان
Author: عمر عثمان-Omer Gibreal
Date: 02-21-2021, 11:46 PM

10:46 PM February, 21 2021

سودانيز اون لاين
عمر عثمان-Omer Gibreal-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



من خلف نظارة ضابط الأمن السميكة و التقارير والأوراق كان يرى المشهد , الشعب يغلى تحت صفيح ساخن , أحزاب ضعيفة ليس لديها حيل , لا معارضة تستطيع إطاحة الحكومة و لا حتى باستطاعتها تنظيم دعوه لاسقاط النظام , تهمس المدينة ان هناك اتفاق فى الخفاء , أحزاب متفرقة متشرذمة انهكها النظام المستبد انقساما و تجويعا و اغراءا على أعتاب توقيع اتفاق الهبوط الناعم , شراره و مظاهرات فى احد الولايات , الاحزاب تنظر الى المظاهرات يائسه بائسه لاعنه , و استبعاد سقوط النظام , ظهر الى العلن تجمع المهنيين و مظاهرة ضربة البداية , لجان المقاومة كانت شرارة الثورة التى لا تنطفئ , شباب واعد شجاع بالإحياء , متماسك تنسيقا و تنظيما , الأحزاب الهزيلة تقرأ المستقبل بتوجس .

النظام البائد مع احزاب وعدهم بأن يرمى لهم عظم و ترضي , شعار ( تسقط بس) المزلزل جعلها تتراجع , اعوانهم بالداخل و من يرعاهم بالخارج يأمرهم بالانتظار , و بعد ان التهبت شرارة الثورة نفضت يدها من يد الحاكم ثم يدها فى يد تجمع المهنيين و لجان المقاومة حتى سقط النظام , قلة من المستهبلين فى قيادة كابينة الحرية والتغيير ثم هى التى تفاوض أحزاب متملقه مصنوعة هى من تملك القرار ,, اخر الامر لجان المقاومة و تجمع المهنيين خارج الدائرة , أصحاب الثورة غير مسموح لهم بمقابلة الكبار او حتى وزراء الاحزاب إلا بعد جهد اما رئيس الوزراء اعتذر لهم عدة مرات , من يتصدر المشهد اولئك الضعفاء المتحزبين دون قواعد .

الحكومات و الانظمة المستبدة كما يثور عليها الشعب لتغيرها , أجهزة الدولة لديها تقارير عن اقتراب ثورة الشعب , تدرس مخابراتها هذه الظاهرة , فتختار المعارضة التى ستظهر امام الناس و من ثم شيطنتها امام العامة و وضع وجوه معقولة يتقبلها الشعب و إفشال أي محاولات لقوة معارضة حقيقية و اضعافها , بالطبع التحكم فى الاعلام و تضليل الشعب و يصورها انها قريبة من النظام الحاكم و زرع الفتن داخلها , و يصبح أي حديث لها فيما بعد غير صحيح و غير مقبول لدى الشعب , و كذلك جعل كل القوة الامنية من شرطة و جيش تحت السيطرة الكاملة وضمان الولاء و الطاعة , أفضل من استخدام هذه المبادئ فلادمير بوتن فخلق نظام سياسي به قانون و انتخابات و دستور لكن بدون حريات إعلامية و تعددية سياسية .

بعد الثورة ضابط الأمن يأخذ نفسا عميقا من سيجارته وهو يروى عبر هاتفه للدول الطامعة , أن اعوانى واعوانكم يرقصون مع الثوار , و ترتفع هتافاتهم فرحين بزوال الطاغية , لا أحدلا يستطيع التفريق يينهم , أيام معدودات كل أعوان المسؤول الرفيع فى المناصب يمسكون ملفات الثورة و شهداء الثورة , و الثوار يصفقون لهم , لم يمضي وقت طويل حتى وجد الثوار انفسهم خارج الاسوار يهتفون بمطالبهم التى لم تحقق و لا مطلب واحد يتحقق سواء اقتصادى او عدلى , رغيف غاز كهرباء عدم , لجان المقاومة متهمون فى ساحات المحاكم و معتقلون للتظاهر و متهمون بالقتل , شهداء الثورة لجان التحقيق لم تجد متهمين و لا يوجد قتله , بينما القتله يضحكون , و اسر شهداء الثورة و الثوار ينتظرون , ثم موكب لإقالة النائب العام و رئيس القضاء لكن اعوان الحاكم يقسمون صف الثوار ثم ضربهم بالغاز المسيل للدموع و قبضهم تحت مادة الإزعاج العام , المسرحية لم تنتهى بعد , كل شئ يذهب الى الوراء , لكن ينسى هؤلاء ان الوعى لدى الشباب اكتمل و ثورتهم لم تكتمل , لكل كذبة نهاية و الكل على مقربة من النهاية .

[email protected]