هل كانوا يقراون .. ناهيك عن يتفكرون ؟! بقلم عبدالمنعم عثمان

هل كانوا يقراون .. ناهيك عن يتفكرون ؟! بقلم عبدالمنعم عثمان


02-18-2021, 03:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1613657974&rn=0


Post: #1
Title: هل كانوا يقراون .. ناهيك عن يتفكرون ؟! بقلم عبدالمنعم عثمان
Author: عبد المنعم عثمان
Date: 02-18-2021, 03:19 PM

02:19 PM February, 18 2021

سودانيز اون لاين
عبد المنعم عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





جاء فى الأخبار ، ان رئيسنا السابق ،والذى يامل فى الرجوع لحكمنا مرة اخرى ، او كما قال السيد كرتى ، جاء فيها انه رفض الأدلاء بأى اقوال ولكنه زاد ( لست نادما على اى شئ فعلته ) ! وفى هذا القول الكثير من الغرائب الدينية والدنيوية :
فمن الناحية الدينية ، التى يدعون انها السبب الرئيس فى اغتصابهم للحكم ، لايصح مثل هذا القول ويعتبر قولا مكابرا من شخص قال ، قبل تسريبات العربية ، انهم قتلوا عشرة الاف شخص فى اقليم دارفور وحده . وكان فى حديثه ذلك نادما بدرجة انه قال لأصحابه من الاسلامويين : ان قتل النفس التى حرم الله الا بالحق من الكبائر التى لاتغتفر . ربنا حرم قتل نفس واحدة على انه مثل قتل الناس جميعا ، والبشير يقر فى ذلك الحديث بقتل عشرة الاف بمايعنى كأنه قتل الناس جميعا عشرة الاف مرة !! والآن ، وفى الوقت المناسب للندم يعود فيقول انه ليس نادما على شئ . برغم ان " الأشياء" الأخرى التى اقر هو وجماعته بفعلها لاتقل سوء وكلها من النوع الذى يقول عنه تعالى : انه ظلم للآخرين ليس له ان يعفو عنه الا برضى من ظلم !
الا يدل هذا على ان هؤلاء المتاسلمين لم يكونوا يقراون القرآن ، ناهيك عن التفكر فيه ؟!
ولكن يبدو انه كان ولازال فى اذانهم وقر وبهم كبر ، مثل الذى جعل ابالهب ، مثلا ، لايفكر فى احراج القرآن بالتوجه الى الرسول ، ولو كذبا ، قائلا : لااله الا الله : وهكذا يسقط الآيات التى تقول : انه وامرأته سيصلون نارا ذات لهب . لكنه ظل يحارب النبى والأسلام حتى مات!
وفى الحقيقة كان ولايزال يخطر ببالى ان ينتبه بعض هؤلاء الذين مازالوا ، ربما حتى اليوم، يقراون من كتاب الله ، الذى يردد كثيرا القول والأمثلة على ان الله يقبل التوبة بشرط ان تكون صادقة وبلا رجعة ، وانه قبل التوبة حتى عن بعض الكبائر عندما توجه فاعلوها بما يدل على التوبة النصوح ! ولكنى وجدت ان هؤلاء لم ولن يفعلوا لأسباب منها :
يقرأون القرآن بنفس الأهداف الأنانية ، وذلك بحساب الحروف التى يساوى كل منها عشر حسنات , وبما ان الحسنات يذهبن السيئات ، فلا باس من القيام بسيئات اقل !
يظنون أن لديهم خط مفتوح مع المولى ، سبحانه ، أو كما قال أحدهم . والحقيقة ان كل مايفعلون لايدل الا على أحد أمرين : الأعتقاد بأنه طالما انهم يدعون الى تطبيق شرع الله ، ولو بالفم فحسب ، فهم معفوون عن اى ذنب يرتكبون . والثانى ، وهو الأسوا ، انهم لايؤمنون اصلا بالوجود الالاهى ، وانما يستغلون الدين فى خداع الآخرين والتمتع بما فى الدنيا من نعيم فحسب !
السبب الثالث ، هو شعورهم بامكانية العودة للحكم ، بسبب سوء أحوال الناس المعيشية والتى دعت كرتى وغيره الطلب من جماهير الشعب السودانى اسقاط الانتقالية ، الى جانب تلكؤ الأنتقالية فى انفاذ اى من متطلبات الثورة . والأهم من كل ذلك العمل الدؤوب الذى تقوم به اللجنة الأمنية ومناصروهم الذين لايزالون يسيطرون على دولاب السلطة وكذلك على مفاتيح الاقتصاد . فقد جاء فى اخبار اليوم ان لجنة التمكين احصت الفين من جماعة النظام البائد وهم يحتفظون بوظائفهم فى امانة مجلس الوزراء فقط !
ولولا مثل هذه الأسباب التى حاولنا بها تفسير عدم لجوء اى منهم أعلان التوبة عن اعمال لاشك فى سوئها عند الله والناس ، لما كان هناك مايمنعهم جميعا عن التوبة . ذلك ان اغلبهم قد بلغ من العمر والأمراض مايجعل الجزء الأكبر من ارجلهم داخل القبور. والحقيقة قد خطر ببالى أكثر من مرة ، كأحد السذج الذين لايعلمون ماذا تعنى الثروة الدولارية ، انه ربما يخرج علينا عمر شخصيا او غيره من كبار الحرامية بتصريح توبة ورد للمليارات التى يمكن استخدامها فى اصلاح امور من تبقي من اهل دارفور والنيل الأزرق ، بل وحتى الجزيرة . ولكن تصريح السيد الرئيس بعدم الندم قد جعل سذاجتى تذهب ادراج الرياح !!
ويبقى سؤال : لو حدث المستحيل وعاد البشير وزمرته الى التحكم فى رقابنا مرة اخرى ، فماهى الخطة والعمل غير مزيد من سفك الدماء ، وهذه المرة باسباب كانت غائبة فى المرة الأولى ، وذلك من مثل الخيانة التى قامت بها اللجنة الأمنية وقوش وغيرهم من المرتدين ، ثم المعارضين الدائمين والمنضمين الى الحكم الجديد لسبب أو آخر . وكذلك لمزيد من السرقة تعويضا عن فترة السنتين من عمر الثورة ،و"كيتا" فى لجنة التفكيك واعادة ما اعادته وأكثر !