Post: #1
Title: شرق السودان منطقة جنوب طوكر حيث لا توجد حكومة قافلة.. لها ما بعدها بقلم:عامر ودالشيخ
Author: عامر ودالشيخ
Date: 02-14-2021, 05:22 AM
04:22 AM February, 13 2021 سودانيز اون لاين عامر ودالشيخ-السودان مكتبتى رابط مختصر
 رغم مرور أكثر من شهر على إختتام فعاليات قافلة سئيت وتأخري عن الكتابة عنها لظروف المرض ثم السفر إلى الخرطوم لبعض ظروف العمل لفترة ، إلاّ إنني أجد نفسي غير قادر على كتابة أي مقال أو تقرير آخر قبل الكتابة عن القافلة وإيراد ما لدي و محاولة الإبتعاد عن تكرار ما أورده الزملاء عنها .. وإثراء تناولها والتداول حولها فكرة وأهدافا ومعوقات وآثارا ما أمكنني إلى ذلك سبيلا . # حيث لاتوجد حكومة إتجهت قافلة سئيت لمحلية عقيق تضامنا مع ضحاياها من الفيضانات الأخيرة في شهر ديسمبر أواخر العام الماضي لعكس معاناة المنطقة . وربما بإستثناء بعض الجهود الصحية .. والقوات النظامية المتواجدة هنا وهناك على إمتداد الطريق والتي تطالبك بتصريح المرور من منطقة لأخرى (داخل) حدود محلية عقيق .. يكاد لا يوجد مايجعل المواطن والزائر على حد السواء يحس بوجود حكومة هناك ، حيث الطرق الوعرة تقودك لأخرى أكثر منها وعورة ، والألغام التي مافتئت تفتك بالمواطنين وما تزال تلزمك السير في مسارات محددة ، والحصول على المياه - غض النظر عن صلاحيتها - غاية في الصعوبة ، وهكذا تتقازم معاناتنا في المطالبة بتوفير أبسط سبل الحياة بالمدينة من خبز ووقود وكهرباء أمام معاناتهم في الوجود بالحياة نفسها ، لتصبح مطالبنا تلك - على أهميتها - ترف أحلام وأماني بالنسبة لهم . # تفاعل شعبي وإعلامي وغياب حكومي وجدت القافلة تفاعلا واسعا من المواطنين وبعض الخيرين من أبناء المنطقة بالداخل والخارج ، إضافة لتواجد قنوات البحر الأحمر والتلفزيون القومي وصحف الولاية ومراسلو صحف التيار والسوداني الدولية واليوم التالي والجريدة والمواكب . اللافت كان غياب تفاعل الحكومة ، فبإستثناء دور مدير عام وزارة الصحة بالولاية ومدير المعامل في تصديق وتوفير مستلزمات معمل القافلة ، وقلاب إدارة التعمير - بدون وقود للذهاب فقط دون إياب - لم يكن هناك أي دور حكومي للولاية ، وكان مؤسفا عدم تجاوب إدارة الإمدادات الصحية التي ذكرت لنا مديرتها بأن لديهم توجيه رسمي بعدم دعم القوافل فطلبت منها صورة من ذلك الخطاب ووعدتني بمنحي صورة منه ولم تفي بذلك حتي الآن . # قانون الطوارئ .. معاناة مستمرة بالرغم من عدم وجود حروب وإضطرابات منذ العام ١٩٩٧م بها ، وإن المنطقة لم تشهد منذ سنتين سوي ٦ حالات بلاغ ليس بينها السرقة والقتل كما ذكر لنا النقيب شرطة همد إيلا بمحلية عقيق ، إلاّ إنها ما تزال تعاني الويلات من قانون الطوارئ وعنت السعي وراء الحصول على التصديقات للعبور منها وإليها ، مما نتج عنه رفع أسعار البضائع وصعب مهام وصول المنظمات إليها وغيرها من الصعوبات التي واجهنا بعضاً منها ، حيث تطلب منا الحصول على التصديق للقافلة عدة أيام ، وطلب منا إحضار كشف موضح به قائمة أعضاء القافلة ومحتوياتها وأرقام العربات المرافقة لها ، مما تسبب في غضب وإستهجان وتذمر الشباب من تعنت هذا القانون ، وزاد الأمر سوءا عدم إخطار منسوبي الجهات المختصة على نقاط الطريق المختلفة بذلك إلاّ أنه تم تجاوز ذلك بتفاهمات ومرونة بعض أولئك المنسوبين ببورتسودان والطريق وممثلي القافلة . # إكمال الطريق إلى متى .. تحركنا من بورتسودان حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا إلاّ إننا وصلنا إلى عقيتاي الساعة الحادية عشرة مساءا . والطريق برغم كونه جزء من مخطط قاري للربط بين أجزائها ودولها ومرور السنوات منذ البدء به إلاّ إنه أصبح مشكلة .. لا حل .. فقد تسببت الردميات بغرق المناطق من حولها مرات عديدة ، وقطع الشارع الرئيسي وعزل المنطقة عن باقي الولاية ، حتي بلغ سعر ترحيل جوال السكر الواحد على سبيل المثال في فترة ما ١٢٠٠ جنيه ، بجانب قصص ومآسي معاناة العجزة والمرضى والحوامل ووفياتهن قبل الوصول إلى بورتسودان ، وماتزال الشركة المنفذة تعمل دون مساءلة عن التقصير أو عن مواعيد تسليم الطريق ولايبدو هناك مؤشرا جدياً بأن ذلك الطريق سينفذ سواء في القريب العاجل أو البعيد الآجل حتى . # المياه .. وجه آخر لمعاناة متعددة الأوجه السيول التي حدثت في ديسمبر ٢٠٢٠م تسببت في جرف معظم آبار المحلية خاصة في منطقة عقيتاي بعدد ٨ آبار إستطاع السكان هناك تأهيل واحدة منها بالجهد الذاتي وتكفلت الولاية بتوفير تناكر المياه لسد العجز بها ثم سرعان ما تم سحب وإيقاف تلك التناكر . فيما لا تزال محطة تحلية المياه التي أنشئت منذ العام ٢٠٠٥م لاتعمل منذ إفتتاحها وحتى الآن . # الألغام .. بلا حل إحدى مخلفات حرب ١٩٩٧م التي تسببت فيها رعونة جيوش المعارضة السودانية ولا مبالاة الحكومة آنذاك وما زالت تفتك بالمواطنين هي الألغام كحادثة وفاة طفل جلهنتي قبل عدة شهور ، لكنها لم تجد ردة الفعل اللازمة لها من النظام الحالي كما كان الحال مع النظام البائد . وقد إلتقينا بعدد من ضحايا الألغام هناك مثل الغسال بقرورة والذي مايزال يمارس مهنته رغم إعاقة إحدى يديه البائنة حتي لا يضطر لمد يده لأحد أعطاه أم منعه . # موارد متعددة .. وفرص مهدرة برغم المهددات والمشكلات الكبيرة التي تواجهها ، إلاّ إن محلية عقيق تتوافر على العديد من الفرص والمقومات التي تجعل منها منطقة هامة وداعمة للولاية والبلاد ، فالمحلية بها ميناء طبيعي لاتتطلب إعادة تأهيله الكثير في عالم يحترب على موطئ قدم في موانئ بهكذا مواقع على البحر الأحمر ، وما يحتويه البحر من ثروات سمكية وغيره ، إضافة لتوفر المياه والأراضي الخصبة التي تقف تجربة مزرعة مترباي بقرورة خير شاهد عليها ، بجانب وجود الغاز والذهب وبعض المعادن الأخرى بالمحلية ، فضلاً عن ميزة موقعها الحدودي . # ماذا بعد ؟ مؤكد إن هكذا قافلة قد لا تحدث فارقا هائلا في رفع معاناة الأهالي بالمنطقة ، لكن حراكها مثل حجرا بإمكانه مع غيره من العوامل تحريك البركة الساكنة هناك ، ولا أدل على ذلك من تكفل أحد أبنائها بالخليج بتكلفة حفر بئرين بالتنسيق مع القائمين بأمر القافلة ، أضف إلى ذلك الحملة التي تنتظم هذه الأيام بوسائل التواصل الاجتماعي لشراء عربة إسعاف لمحلية عقيق عبر تبرعات الناشطين ، وهي في تقديري بدايات لها ما بعدها للبناء والتغيير .. ينتظر أن تعقبها وقفات ومطالبات وضغوط لإلغاء قانون الطوارئ المفروض على محلية عقيق وإكمال الطريق وإنشاء السدود وما إلى ذلك إن شاء الله #شهداء_مجزرة_15اكتوبر_كسلا 🦅 *شبكة هوبـاي الإخبارية* 🇸🇩
<شرق السودان قافلة عقيق.docx>
|
|