Post: #1
Title: ثورة الجياع وتبادل الإتهامات بقلم :د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 02-11-2021, 12:21 PM
11:21 AM February, 11 2021 سودانيز اون لاين أمل الكردفاني-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
صدرت منشورات تؤكد أن انطلاق ثورة الجياع من عمل الشيوعيين، وفي المقابل صرخ القحاطة بأنها من عمل الكيزان..وهذا يذكرنا بكل الثورات في العالم والتي يشعر فيها أصحاب المصالح بالرعب، فيصرخون ويدبجون الإتهامات.. إنهم لا يودون الإعتراف بالحقيقة التي قالها القاضي الصيني الحكيم كونفيشوس عندما جاءوا له بمجموعات من المتهمين الفقراء فصاح: (علموهم قبل أن تحاكموهم).. لكن كم عندنا من كونفيشوس؟ كم لدينا من بشر يؤمنون بأهمية العدالة؟ إن هذا الشعب لم يكن نزيها ولا عادلاً في يوم من الأيام؛ لأن كل شُعبة منه تطلب العدالة لنفسها فقط، وحين تصل إلى السلطة يدافع الشيوعي عن الرأسمالي لأنهما باتا يأكلان من طبق واحد من لحم الفقراء ألا ساءت وشاهت وجوهكم فأنتم قوم مبلسون. أقاليم لها شهور بلا غاز، وبلا خبز، وبلا مستشفيات، وبلا حتى تعليم، هؤلاء الطلبة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ويُمنعون من الخروج. قال ابو ذر الغفاري: (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه؟). فإلى متى تضغطوننا هذا الضغط؟ السيد رئيس الوزراء ذهب للإمارات ليجري (فحوصات طبية) معترفاً بذلك ببؤس المستشفيات السودانية حتى في مجرد إجراء فحوصات، وهو من تحته وزارة الصحة. أي مهزلة هذي بالله عليكم؟ هؤلاء الجياع المتعبون لن يستطيعوا السفر إلى الإمارات لإجراء فحوصات طبية وهم يموتون بسبب أمراض الفقر من سل وغيره.. فلماذا لا يخرجون شاهرين سيوفهم؟ لكن ما الجديد في ذلك؟ فمنذ الاستقلال يهاجر المسؤولون للدول الأجنبية كي يتداووا لأنهم يعلمون أن القطاع الصحي في السودان منهار.. وعندما يخرج الشعب يصرخون: هؤلاء شيوعيون ..هؤلاء كيزان..مكيدة..مؤامرة... هل هناك مسؤوول واحد من القحاطة رأيتموه يقف في صف غاز أو رغيف أو بنزين؟ فلماذا لا تكون مؤامرة؟ طبعا مؤامرة.. إن مشكلة هذا الشعب هو عدم النزاهة وانعدام الضمير، فبمجرد أن يصبح نفس هذا الفقير مسؤولاً، يركل باقي الشعب بحذائه القديم المرقع ويرتدي حذاءه الإيطالي الجديد.. حتى الشيوعيون الذين من المفترض بهم الدفاع عن المسحوقين أصبحوا هم من يدافعوا عن الرأسمالية لأنهم يجلسون للأكل من طبق واحد..يا للخزي والعار على الشيوعيين. لا بأس ان يوقع البعثيون على التطبيع مع اسرائيل فهم معذورون دوماً إذ يقفون خلف جدار التاريخ. ولكن أن يقف الشيوعيون ضد ثورة البروليتاريا، فوالله إنها لمهزلة كبرى...لا بل ويعتبرونها مؤامرة ضد حكم أسامة داوود وباقي تماسيح الرأسمالية. يا للسخرية.. إذهبوا إذاً واحرقوا أعلامكم الحمراء المزيفة، وهدموا داركم التي تعشعش في أركانها الوطاويط والعناكب.. وانزعوا لافتة الحزب الشيوعي واكتبوا عليها (الحزب الرأسمالي الأمريكي فرع السودان). لكن.. دعنا نكون منطقيين وعادلين نحن أيضاً، فالسؤال: متى كان هناك انسان سوداني واحد مؤمن بما ينادي به؟ هل كان الإسلاميون يؤمنون بالإسلام مثلا؟ أبداً هل كان البعثيون يؤمنون برسالتهم الخالدة؟ أبداً.. فلماذا نوجه النقد للشيوعيين الرأسماليين؟ كل تلك المسميات مجرد واجهات للمحاصصات المناصبية والوظيفية.. إنهم حتى لا يستحون من مدِّ أيديهم داخل الطبق ولا يأكلون من وراء حجاب؟ الدناءة تحاصرهم جميعاً ولذلك خذلهم الله خذلاناً مبيناً، فلا تنفعهم قصورهم ولا مناصبهم ولا سياراتهم الفارهة، إذ طبع الله على وجوههم النحس والبؤس والدمامة بما كانوا يمكرون.. وهم في الواقع إنما يمكرون على انفسهم وعلى أسرهم وعلى قبائلهم وشعوبهم ودولتهم..ولا احطَّ من ذلك دركاً ولكنهم قوم يجهلون. أخرجنا الله من هذا المرحاض وعجل لنا بذلك فقد نهى الرسول ص عن البقاء في دار عجز. وهي دار أعجزها أهلها بما كسبت ايديهم حتى يأتيها من صياصيها..فيجعلها دكاء..بغتة وهم لا يشعرون..
|
|