من يفكر لقوى الحرية والتغيير؟ بقلم :علي أبوزيد

من يفكر لقوى الحرية والتغيير؟ بقلم :علي أبوزيد


02-09-2021, 07:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1612896144&rn=0


Post: #1
Title: من يفكر لقوى الحرية والتغيير؟ بقلم :علي أبوزيد
Author: علي ابوزيد
Date: 02-09-2021, 07:42 PM

06:42 PM February, 09 2021

سودانيز اون لاين
علي ابوزيد-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




سنة 2012م وأثناء الانتخابات المصرية بعد ثورة يناير 2011م سألت زميلي في العمل مصري الجنسية :( حتصوّلت لمين؟) ، فقال : (حصوّت لأبي أسماعيل.) فقلت له : (في رأئي هذا ليس زمن أبو اسماعيل ، ولا زمن مرسي ولا زمن شفيق ولكنه زمن عمرو موسى ) ، فقال لي : ( دا خامورجي)، قلت له : ( خامورجي ولا مش خامورجي بس هو سياسي من الطراز الأول ، يستطيع ان يلاعب اسرائيل ، وامريكا و العالم العربي ، و الحزب الوطني المقال، كما أنّه يستطيع ان يلاعب الباشوات اللصوص الذين يغترفون مال الشعب المصري الطيّب منذ عهد الملك فاروق والى يومنا هذا، ويبدون امام الملأ بأنّهم الشرف والجلال الذي يمشي على قدمين، والأهم من ذلك كلّه هو أنّه يستطيع ان يحافظ على الديمغراطية كقيمة في الحياة المصرية .
كان لرأئي هذا وقتها مبررات وهي ان عمرو موسى كان مرغوباً فيه من الشعب المصري ومن حسنى مبارك ومبعداً في نفس الوقت لخوفٍ من مقدراته الشخصية وذكاءه حتى لا يكون منافساً للرئيس المعزول، لذلك تم ركنه في جامعة الدول العربية.ثانياً عمرو موسى شخصية ارسطقراطية مثقفة على أعلى طراز ومحاور ممتاز وأكاديمي وسياسي ودبلوماسي حكيم فوجوده على سدّة الحكم يطمئن الباشوات اللصوص لفترة ثمانية سنوات سيبدو حينها للشعب أن لا تغيير قد حدث ، ولكن اللصوص سيشعرون انه عليهم تغيير اساليب اللعب لتغيّر قواعد اللعبة واللاعب الأساسي فهو فهلوي يلعب بالبيضة والحجر فيصلحوا من صورهم ويوقفوا اللعب تحت الطاولة الذي استمر لفترة طويلة منذ أيام الملك فاروق ولم يتم اكتشافه لوجود الانظمة العسكرية التي كانوا هم الموالون لها في الغالب. ثالثاً ، وجود عمرو موسى على رئاسة الجمهورية كان سيرسل رسالة لاسرائيل وامريكا بأنّ التغيير نحو الديمغراطية سيسير وفق ما يشتهون، وكذلك سيرسل رسالة واضحة لكل الحكومات التي تخشى من فكرة الخلافة الاسلامية التي يتبناها الأخوان المسلمون.ورابعاً أن التغيير نحو الديمغراطية داخل الحوش المصري سيكون تغييراً تدريجياً منظماً بتدجين الحزب الوطني الذي كان ينتمى له عمرو موسى.
أتت الرياح بما لاتشتهي السفن ، فقفز الأخوان المسلمون نحو البرلمان والى انتخابات الرئاسة بعد ان اعلنوا احجامهم عن خوضها، وتحملّوا وزر ستين سنة مِن مخلفات مَن سبقهم بإستعجالهم للوصول للسلطة وهو ما كلفّهم الكثير وسيكلفهم لسنواتٍ أُخر.وعاد الجيش وعاد الحزب الوطني الى سدّة الحكم من جديد بعد تلميعهم بواسطة الأخوان المسلمين.
في السودان يتكّرر المشهد ولكن بصورة أخرى، فالأخوان المسلمون هم من تسبّب في الأوضاع الأقتصادية والسياسية الحالية التي نعيشها نتيجة لرعونتهم واستعجالهم للوصول للسلطة وانقلابهم على الديمغراطية سنة 1989م.والآن وأثناء فترة الحكم الانتقالي ووجود اللجنة الأمنية للمخلوع عمر البشير،تتكالب الأحزاب نحو المناصب الوزارية أو تُعرض عليهم لاحراجهم فلا يستطيعون ردّها وهم يعلمون انّ نسبة الفشل كبيرة، للخلل الاقتصادي العميق الذي حدث بعد 9 يوليو 2011م بعد انفصال جنوب السودان عن الدولة الأم وخروج البترول الذي كان العمود الفقري الوحيد من جسم الاقتصاد السوداني الذي أصيب بالليونة وعدم المقدرة على الحركة.والفساد الكبير للاخوان المسلمين ومن شايعهم في السلطة ولسيطرة الجيش على أكثر من %80 من مقدرات الأقتصاد السوداني.
تُعرض المناصب الوزارية من قوى الحرية والتغيير على الاحزاب التي شاركت في الثورة، فتُقبل الاحزاب على المناصب الوزارية وتقبلها حرجاً أو رغبةً في خدمة المواطن السوداني، أو رغبةً في الوجود الحزبي والتجهيز للانتخابات القادمة، أو رغبةً في اسعاف ما يمكن اسعافه، أو لتجريب كوادرها على المناصب العليا،ولكن الجميع سينساق للفشل وسيجد الوزراء مهما كانت نواياهم من ينتظرهم عند نهاية الخط ويمد لهم لسانه ويثني لهم ابهامه نحو الأسفل ويكيل لهم السباب بأنّهم فاشلون.امّا الاحزاب والاشخاص الذين يفكرون في الانتخابات فنأوا بأنفسهم عن المحاصصات والمناصب الوزارية وخوض التجربة الاسعافية وخدمة المواطن السوداني في مرحلة هي من اهم مراحل بناء السودان وبالرغم من أن الفترة تحتاج للشجعان والمبادرين والذين يريدون مصلحة الشعب السوداني فقط ولاغير وهم قبل غيرهم يعلمون أن معظم من حولهم وما حولهم يسوقهم للفشل.
علي أبوزيد
9/2/2021م