وهمة الجيش الأبيض ونرجسية الأطباء بقلم د.أمل الكردفاني

01:07 PM February, 01 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

منذ جائحة الكورونا وبدأ ضخ ثقافة جديدة ومن ثم مقولات ومصطلحات وهمية..من ضمنها البكائيات التي يطلقها الأطباء على انفسهم بالدموع والمخاخيت (لا مؤاخذة) وهم يصورون انفسهم مدروخين بعد عمليات جراحية طويلة، وتصوير الطبيب كملاك رحمة له أجنحة مثنى وثلاث ورباع..وطبعا في السودان (حاكو حاكو) طوالي، فقد اصبحوا يطلقون على انفسهم الجيش الأبيض، ويحصلون في المقابل على البنزين بدون صف مثل الباقين باعتبارهم منقذين لحياة مرضى الكورونا.
أولا:
السيد رئيس الوزراء ذهب للعلاج في الإمارات ليؤكد بذلك ضعف العلاج في بلده وان وزارته التعبانة بلا عمل.
ثانيا: من قال ان علاج كورونا يحتاج لطبيب اصلاً، فعلاج كورونا يحتاج لممرضين. لانه وكما قال اكرم كورونا: تاخد بندول لو اتضايقت تموت. فإما أن حديثهم عن أهمية الأطباء كذب أو اكرم كذاب.
فما حاجة مرضى الكورونا لأطباء؟
في الواقع الطبيب حلقة وصل بين علمين: علم الصيدلة وعلم المختبرات او التحاليل..هو لا يخترع دواء ولا يحلل عينات.. بل هو كالسمسار فقط يحصل على التحليل (من المحلل) فيشخص المرض ويكتب الدواء (الذي صنعه الصيدلاني) وشكراً.
استخرج من ذلك الجراحين مثلاً. وهؤلاء لا حاجة للمصابين بالكرونا لهم.
مرتبات الأطباء اثناء الكورونا ارتفعت وكان من المفترض فقط زيادة مرتبات الممرضين لأنهم الأهم، والممرضون لا يعتبرون انفسهم لا جيشاً ابيضاً ولا دعم سريع.
أما الجراحون الذين يسقطون مغمى عليهم بعد العمليات الطويلة، فالسؤال، هل هم يعملون مجاناً، أقل عملية جراحية اليوم تكلف المريض قرابة ألفين لثلاثة آلاف دولار. فهل هناك جراح يعمل مجاناً، وما دام يحصل على ملايين الدولارات استغلالاً لمرض الناس فلماذا يصور نفسه كملاك رحمة، بالعكس هذا في الواقع خفاش بأنياب.
هذا التباكي والنرجسية عند الأطباء غريب جداً.. دعنا نسأل: هل العمال الذين يعملون في المصانع والخبازين وغير ذلك ممن يجبرون على العمل لإطعام الجالسين في منازلهم رغم الكورونا لا يجازفون بأرواحهم مثل الأطباء (في الواقع هرب أغلب الاطباء من العمل في الموجة الأولى من كورونا مما اضطر الحكومة لاستخدام اطباء الامتياز وزيادة اجورهم) وهذا كله طلس دكاترة بس.
من يجازفون بارواحهم هم كل من يعتمد عليهم الناس في توفير الخبز والبنزين والكهرباء والماء...الخ، فكلهم بهذا المعنى جيش ومع ذلك لم نسمع بالخبازين يطلقون على انفسهم الجيش البيجي..
ياخ ارحمونا..بلا نرجسية معاكم..