دعم الهامش حصن ضد التقسيم والانفراد بالسلطة بلقم:د.أمل الكردفاني

دعم الهامش حصن ضد التقسيم والانفراد بالسلطة بلقم:د.أمل الكردفاني


01-31-2021, 00:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1612049782&rn=0


Post: #1
Title: دعم الهامش حصن ضد التقسيم والانفراد بالسلطة بلقم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 01-31-2021, 00:36 AM

11:36 PM January, 30 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




دعم إتفاق جوبا يأخذ الآن بعداً استراتيجياً في مواجهة الأقلية المسيطرة على الدولة، والتي ليست فقط تحتكر بل وتمارس فوق ذلك نخبوية زائفة، فشلت طيلة خمسة وستين عاماً في تطوير مؤسسات الدولة سواء كانوا إسلاميين أم شيوعيين عسكريين ام حزبيين. هذه المجموعة الحسودة مارست احتكاراً دموياً فيما بينها، واليوم تلعب ذات اللعبة بأوراق جديدة، تحت آيدولوجيات لا يفهمون منها شيئاً كالعلمانية والدموقراطية وحقوق المرأة استقواءً بالأمريكي والإسرائيلي، لإعادة ذات تجربة الستين عاماً الماضية بوجوه مختلفة ولكن بإثنية ثابتة..
هم لا يرغبون أبداً في منح الآخرين حقوقهم كاملة، لتقاسم إدارة الدولة بالعدل والمساواة، وذلك عبر مؤتمر قومي يجمع كافة الإثنيات والقوى السياسية والمسلحة.
بالنسبة لهم؛ يعد أي مؤتمر جامع مرفوض جملة وتفصيلاً وغير قابلٍ للنقاش، ويختلقون من موضوع الكيزان مبرراً لذلك الرفض.
ما يحدث خطير جداً؛ فالدولة اليوم لم تعد دولة، بل جثة وهم يصرون على أن ينهشوا جسدها المتعفن بالفقر والجهل والمرض عبر مزيد من الإقصاء والتهميش، والمزيد من الإحتكار متعذرين بشماعة الكيزان.
مهما دعمت امريكا وإسرائيل هذا التوجه العنصري، فهو لن يؤتي أكله أبداً، أمريكا تريد دولة منقسمة باستمرار، ممزقة وقابلة للإنفلات في أي لحظة كما فعلت في الدول الأخرى. وهؤلاء مستعدون دائماً كأجدادهم أن يفعلوا كل ما يؤمروا به مقابل الفتات مما يلقى لهم.
كان حلمنا دولة مؤسسات
ودولة قانون
ودستور يمثل الجميع
وإدارة قوية لمرافق الدولة..
لكن من الواضح أنهم يصرون على الاستمرار في محاربة المصلحة القومية الأكبر لمجرد الحفاظ على مصالحهم الشخصية الضيقة. إنهم صغار نفوس وصغار عقول، ويجب وقفهم عند حدهم وعلى القوى المهمشة أن تخاطب المجتمع الدولي وتطالبه بمساندة الرؤى القومية وروح المساواة بين الإثنيات.، هذا بالتأكيد لو كانت تلك القوى الثورية مؤمنة بقضاياها إيماناً حقيقياً وليس مجرد مطية للحصول على ما يرمى أمامها من عظام.
اتفاق جوبا تعرض لهجمة بلغت الخروج في تظاهرات حاشدة بمسببات كاذبة وذلك لوقفه.
صحيح أنه أقل مما يجب لكنه فاعل ولو مؤقتاً حتى يسترد الهامش أنفاسهم ليعودوا لخط الثورة من جديد بقوة أكبر وليستردوا ما تبقى من حقوقهم.