البروف محمد الأمين التوم...عالم جليل وفوق كل الشبهات بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري

البروف محمد الأمين التوم...عالم جليل وفوق كل الشبهات بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري


01-25-2021, 08:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1611602833&rn=1


Post: #1
Title: البروف محمد الأمين التوم...عالم جليل وفوق كل الشبهات بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 01-25-2021, 08:27 PM
Parent: #0

07:27 PM January, 25 2021

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




أثارت ما كتبه المدعو المطيري( مجهول الجنسية والاقامة) عن البروف محمد الامين التوم،وزير التربية والتعليم، موجة من السخط والغضب بين الاوساط العلمية علي امتداد مراكز البحث العلمي والجامعات في الوطن العربي، خاصة علماء الرياضيات ، كما أثار ذلك استغراب زملاء البروف الذين عاصروه في جامعة قطر التي عمل فيها لمدة اربعة سنوات غادر بعدها الدوحة عزيزا مكرما الي ايطاليا تلبية لطلب صديقة عالم الرياضيات الباكستاني البروفسور عبدالسلام.حامل جائزة نوبل ومدير ورئيس مركز الرياضيات والفيزيا النووية للعمل معه لمدة سنة...غادرها بعدها الي الولايات المتحدة محاضرا في جامعاتها العريقة.
وقصة خروج البروف من السودان كانت معجزة ومغامرة كبيرة، فقد قام نظام الانقاذ بفصله ومنعه من التدريس في جامعة الخرطوم...واغلق في وجه كل أبواب الرزق وحرمه من الاستفادة من كل عروض العمل التي وصلته من الجامعات ومراكز البحث الخارجية...كما رفض النظام وساطة علماء الرياضيات المصريين الذين سافروا من القاهرة للخرطوم لمقابلة الحكومة السودانية باعتباره عالما له مكانته العلمية...ولكن النظام تعنت ورفض تماما .
ويحدثني أحد كبار المسئولين السودانيين الذين عملوا في مكتب مدير جامعة قطر في ذلك الوقت، أن استدعاه مدير الجامعة طالبا منه أن يسعي بشتي الطرق لاستقدام البروف محمد الامين التوم للعمل بجامعة قطر لتأسيس قسم الرياضيات بالجامعة...وسلمه عقد عمل مكتملا يسافر به للسودان والحصول علي موافقة وتوقيع البروف عليه...ولكن لم تكن الظروف مؤاتية بعد لخروجه من السودان فقد كان تحت المراقبة الشديدة من الأجهزة الأمنية لنظام الانقاذ.
ورغم كل ذلك، استطاع بعد حين من الهرب والخروج متخفيا عبر الأراضي الأرترية الي القاهرة ثم الي دولة قطر ليتسلم عمله أستاذًا ورئيسا لقسم الرياضيات بالجامعة ولمدة أربعة سنوات، كان فيها مثالًا للاستاذ والمربي الملتزم الفاضل النبيل ولم يمارس أي عمل سياسي أو نشر فكر ايدلوجي ،ثم غادر الدوحة الي ايطاليا عزيزًا مكرما...ولازال طلابه لتلك الفترة، وقد صاروا الان كبارا وبعضهم قد أصبح في مراكز مرموقة في الجامعة ذاتها او في الخدمة العامة، لازالوا يذكرونه بالخير وبالكثير من الاحترام والمودة.
ومن طرائف تلك الفترة...أثناء تدريسه لمادة الرياضيات بالجامعة...أن أشتكي الطلاب واستغاثوا عبر الاذاعة المحلية ، بان الامتحان الذي وضعه البروف السوداني قد كان صعبا جدا فقد رسب كل الطلاب ونالوا صفرا ...وهي الحالة الاولي التي تحدث بالجامعة.
ورغم أنه كان راهبًا ، بمعني الكلمة، ومكرسا جل وقته لعلمه وابحاثه وحياته للتدريس،الا أن ذاكرة الرعيل الاول من الجالية السودانية في قطر لازالت تحفظ له الجميل بحضوره في معظم المناسبات الوطنية والقومية ومشاركته بعلمه وفكره واحترامه لكل أبناء الوطن دون تمييز بين الافراد او الجماعات.
البروف محمد الأمين التوم، قامة علمية...وشخصية قومية ...والذين يحاولون النيل من مكانته العلمية والفكرية. واهمون...ولن ينالوا منه شيئا..لأنه فوق كل الشبهات.
د.فراج الشيخ الفزاري.
[email protected]