لن يَفْلَح قومٌ وَلّوا مالِيَّتهم هِبَة بقلم عبدالعزيز وداعة الله

لن يَفْلَح قومٌ وَلّوا مالِيَّتهم هِبَة بقلم عبدالعزيز وداعة الله


01-25-2021, 01:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1611578957&rn=1


Post: #1
Title: لن يَفْلَح قومٌ وَلّوا مالِيَّتهم هِبَة بقلم عبدالعزيز وداعة الله
Author: عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Date: 01-25-2021, 01:49 PM
Parent: #0

12:49 PM January, 25 2021

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر



نبدأ بالإشادة بدكتورة آمنة الفكي والية نهر النيل وقد كسبتْ قلوب الشعب بسعيها الحثيث لتحقيق اهداف الثورة في وقتٍ تساقط فيه الكثيرون , و نقارن بينها و بيْن(هِبَة العسكر) التى تولّتْ أمْر وزارة مالية الثورة, فشتان ما بَيْن سِنَّوْرٍ و رئبالِ, و بالطبع فإنَّ الرئبال الذي نعنيه في المثل هي دكتورة آمنة. و منذ أوّل ظهورٍ للوزيرة المكلفة (هِبة العسكر) علينا رأيتُ أنَّها لا تشبه كنداكاتنا و كانت عندي مِن وقتها انها ليست بحجم الثورة , و انها بتصفيف شعَرَها العجيب و ملبسها الغريب أصلح ما تكون مهرجة في حلبة حواة, و لا أدْرِي لماذا صمَتَ عنها فقهاء السلطان المعزول و الفلول و قد أثارتهم لوحة مايكل انجلو؟ و بالطبع انهم يعرفون جيداً انها منهم و ستفعل بهم خيراً بمثلما وعدهم فيصل محمد وزير الإعلام بأنه لن يمَسّهم بسوء. و هو ذات الفشل في اختيار كثيرين أماتوا اهداف الثورة و دخلوا في تحدٍ للشعب.
إنَّ( هِبَة العسكر) و حمدوك و امثالهما عليهم أنْ يعرفا انَّ هذه الثورة قام بها الشباب و ليس العسكر او المنظومة (الأمنية), و لولا الشباب لِمَا جاءوا للخرطوم يتبوؤون هذه المناصب و لَمَا أُبْتُلينا بهم. لقد خرج الشباب مِن مؤسساتهم التعليمية بصدورٍ مكشوفة يواجهون القمع و التقتيل مِنْ رصاص المنظومة (الامنية) أمَلاً في خدمات تعليمية كريمة و مميزة تعيدها لسابق عهدها و قد كانت تتمتع مؤسسات التعليم السودانية بسمعة دولية طيبة إلى أنْ انصرف عنها النظام البائد بميزانية هزيلة مثلها مثل خدمات الصحة و غيرها من الخدمات الاساسية و خصص معظمها للمنظومة( الامنية) التي فرَّطتْ في تأمين الثوار المعتصمين أمَام قيادتها العامة, بل أنّها غير مهتمة بتبرئة نفسها مِنْ المسؤولية الجنائية من جريمة المجزرة الشنيعة هذه الى هذه اللحظة, و تتكرم(هِبَة العسكر) بزيادة نسبة المنظومة(الأمنية) في أوَّل ميزانية للثورة مستفزة بذلك الشارع الذي ينتظر القِصَاص من قتلة شبابه الصائمين النيام أَمَام القيادة و الذين كانوا خيْر عوْنٍ للنظام البائد و تلقّوا على ذلك ارفع الرتب العسكرية.
لَتعلم(هِبَة العسكر) و حكومتها, أنَّ اسرائيل - التى يتهافت كبير عسكرنا على التطبيع معها- لا يزيد عدد سكانها عن الاربع ملايين بكثير تخصص للتعليم و خاصة البحث العلمي ما جعلها تكون من الاوائل في قائمة الانفاق على البحث العلمي, و لعلها و حمدوك (الخبير) الزراعي الاقتصادي يعلَمان الى أي مدي وصلت التقانة الزراعية في اسرائيل بفضل البحث العلمي و ليس بالمنظومة الامنية, و اسرائيل لم تقم شامخة تزلزل العالَم و تتحكم في سياساته إلاَّ بالعِلْم. و إنْ كان لمنظومتها الامنية مخصصات عالية فهي تستحق, حيث أنها خير آمِن لمواطنها و لم و لن يحدث أنْ تمتد يد عسكري بقبضة خشنة لمواطن أو حتي فلسطيني دعك مِنْ أن تقتله بالمئات و تلقي بالجثث في النهر أَمَام بوابة قيادته العامة بسلاح دَفَع ثمنه آباء و أمهات الشباب المغدور بهم.
و قد جاء لقمان التلفزيون بها في مساء السبت23يناير 2021 في ذات الوقت الذي كان ينتظر فيه الشعب مؤتمر لجنة ازالة التمكين بكل احاسيسه, و لعله إنْ لم يكن في انتظار بث مؤتمر لجنة ازالة التمكين ما صَبَر أحدٌ على مشاهدة لقاء لقمان بهبة العسكر, و كعهدنا بتلفزيون لقمان و فيصل لم يعلن عن مؤتمر لجنة ازالة التمكين و لا بالطبع تأجيله لساعة أو نحوها , وحسَناً انها جاءت لعلها لأول مرة بِثوب كنداكات بلادي و استبشرنا خيراً, غير انها ما جاءتْ في التلفزيون الذي لا يزال مثقلاً بالفلول او على الاقل ممانعته في العمل بخط الثورة إلاَّ لِتُبَشّر العسكر بالزيادة في مخصصاتهم و حصتهم من الميزانية الى جانب تبيان للشعب بأحقية الجيش في امتلاك شركات تجارية و قد سبَقها حمدوك بكبح التغيير و الاصلاح في قطاع التعليم كخطوة ثانية بعدما أقال دكتور اكرم من الصحة و ضمن انْ لا مساس بمصالح الفلول.
و في لقاء (التعيس بخايب الرجا) تستشهد(هِبَة العسكر) بجمهورية مصر لكَوْن انَّ منظومتها الأمنية تمتلك شركات, و تريدنا ان نقتدي بمصر السيسي و مِنْ ثم فحلال للبرهان و منظومته الامنية السيطرة على نحو80% من اقتصاد السودان, مع ان البون شاسع بين منظومة مصر الامنية و منظومتنا, فجيشهم قابضٌ على حلايب و لا يقاتل شعب اليمن المسلم في ارضه و هو ضامن لأمْن مواطنه و سلامته, عِلْما مَنْ قال اننا لا نعرف النظام المصري و كيف هو حتي تدعونا ليكون لنا مثالاً. و قالت (هِبة العسكر) أنَّ الناس فاهمين غلط امتلاك العسكر للشركات بمعني ان ليس في هذا التملك غلط, و لا ادري مَنْ هُم الناس الذين تعنيهم!, و قالت انَّ تمَلُّك الجيش السوداني للشركات كان بموافقة وزارة المالية , و بالطبع وزارة مالية النظام البائد الذي لا تري فيه ما يُعيب و هي ذات الوزارة التى اراد معتز موسي ان يجيء لها بحمدوك, و ليته جاء حمدوك حينها و سلِمت الثورة مِن تخاذله لها و قد اصبح نصيرا لِمَن اظفرَنا الله عليهم ببسالة شبابنا الذين ضحّوا بدمائهم و ارواحهم, بدلاً مِنْ ان تنتزع منهم شركات لا علاقة لها بالعمل العسكري و تخصص قدرا معتبرا من الميزانية لخدمات التعليم و الصحة لأجل النهوض بالبلاد لا لتبديد اموال الشعب في السلاح و اعمال الارتزاق و المحاور, و لكي تنصرف المنظومة(الامنية) لمهامها, و كبيرها أنساه جلوسه في القصر بأنه مجرد رئيس تشريفي لفترة محددة انتقالية يعود بعدها لثكنته مُوَجَّها لتحرير حلايب مِنْ الاحتلال المصري لا إضاعة وقتهم في قتال عصابات في الشرق و التفاخر بالانتصار عليها, فالشفتة مليشيات يعرفها المواطن مِن أمد بعيد.
إنَّ الثورة تهاونت منذ بدايتها و مَكَّنتْ العسكر الجزء الأصيل مِن النظام البائد و اشياعهم, فلا حرية متاحة إلاَّ لفلول النظام البائد في الاجهزة الاعلامية التى لم تمسها يد التغيير, و لا سلام اكتمل, و لا أدني عدالة تحققتْ, و ليس لَنا ما نقوله إلاَّ ما قاله عمرو بن عداس لطليقته دخنتوس: (في الصيف ضيعت اللبن)..