كيف تفوق حميتي في الإفك على غوبلز وزير البروبوغاندا النازي في حكومة هتلر ؟ بقلم:ثروت قاسم

11:28 PM January, 23 2021

سودانيز اون لاين
ثروت قاسم-
مكتبتى
رابط مختصر

[email protected]


كما ذكرنا في مقالة سابقة ، وفي يوم الجمعة فاتحة يناير 2021 ، اجاز مجلس النواب ومجلس الشيوخ باغلبية الثلثين في كل مجلس ، قانون التحول الديمقراطي في السودان والمحاسبة والشفافية المالية لعام 2020 ، الذي صار عام 2021 .
كما تعرف يا حبيب ، هذا القانون الخاص بالسودان جزء من قانون ميزانية وزارة الدفاع الامريكية لعام 2021 البالغة 740 مليار دولار .
أثار هذا القانون الخاص بالتحول الديمقراطي في السودان غضب المكون العسكري ، وبالتالي رفضه له... لانه يطلب من المكون العسكري السماح لحكومة الرئيس حمدوك إحتكار السلطة التنفيذية خلال الفترة الانتقالية ، وإحتكار التحكم في المؤوسسات الامنية والاستخبارية ، ويطالب بولاية وزارة المالية السودانية على كل وجميع إيرادات الدولة ، وبالتالي تصفية الشركات التجارية التي يديرها المكون العسكري – الامني – الحميتي .
استعرضنا في مقالة سابقة بعض الامثلة التي تؤكد إصرار المكون العسكري في السلطة الانتقالية محاربة هذا القانون الامريكي ، الذي يهدف إلى قصقصة بل نتف ريش المكون العسكري – الامني – الحميتي .
وضربنا النقارة لكي يسمع الناس تتكان ساعة الانقلاب العسكري .
نواصل استعراضنا لثمانية وقائع اخرى ، تؤكد كل واقعة منهن ، مواصلة المكون العسكري – الحميتي احتكار السلطة التنفيذية ، وتهميش حكومة الرئيس حمدوك المدنية ، بل التخطيط لإنقلاب عسكري ، بضغوط من المحور الثلاثي الامارات – السعودية- مصر ، الذي يكجن الديمقراطية ، ويجاهد لمنع تغلغلها في السودان ، حتى لا يقول له رعاياه ، وليس مواطنوه :
أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة .
ونركز في هذه المقالة على كيف تفوق حميتي في الإفك على غوبلز وزير البروبوغاندا النازي في حكومة هتلر ، وكيف بدأ في دق الاجراس لإعلان الإنقلاب العسكري ضد السلطة الانتقالية ، وكيف شم الدم وقال حرم ؟
يعمل حميتي حسب القاعدة البونابرتية التي تقول :
"التاريخ هو ما تم الاتفاق عليه من أكاذيب".
فلذلك تجده يكذب ويكذب ويكذب ... كما يتنفس ؟
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ؟
اولاً :
في يوم الاربعاء 20 يناير 2021 ، في الاحتفال الذي أقامته ميليشياته للدعم السريع بتخريج دفعة جديدة خاصة تسمى " درع السلام" ، في قاعدة فتاشة العسكرية ، طق حميتي الحنك مع ميليشياته ، وإتهم هذا وذاك بما لم ينزل الله به من سلطان ، رافعاً الكلاش في وجه هذا وذاك .
الايذكرك يا حبيب حميتي بسورة النازعات التي اخبرتنا بفرعون موسى الذي ( فكذب وعصى ) ، ثم ( فحشر فنادى ) ، ثم ( فقال أنا ربكم الاعلى ) ، ثم ( فأخذه الله نكال الاخرة والاولى ) ... نعم ( إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ) .
في يوم الاربعاء 20 يناير 2021 ، جمع حميتي بعض البعض من ميليشيات مملكته الكبرى ، وإستخفهم ، فأطاعوه ، وأذعنوا له ، وأقروا بباطله ، فناداهم، فقال:
{ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى }
فصفقوا له ، ورفعوا الكلاش تحية له ، ومؤكدين طاعتهم العمياء له .
اما فرعون موسى الذي كذب وعصى ، فقد إنتقم الله منه بالعذاب في الدنيا والآخرة، وجعله عبرة ونكالا لأمثاله من الظالمين .
اما فرعون السودان ، فقد هاجم في يومه ذاك الحزب الشيوعي ، وقال نصاً :
... هم ماسكين الحكومة كلها ويقولوا ليك طلعوا من الحكومة ومن الحرية والتغيير.. الوزارات هم ، والوكلاء هم ... الشلاقي ما خلى عميان وتاني ما بنتغشى... والله ما دايرين ديمقراطية ... والفتن ماشة الآن بزرعوها عشان ما دايرين إنتقالية.. دايرين فترة انتقالية 10 سنوات يفصلوها على كيفهم... نحن ما عملنا حاجة فقط بدلنا تمكين بتمكين أشد لفئة قليلة ويمكننا إثبات ذلك بالإثبات والمستندات ...
كما هاجم حميتي ، من طرف خفي ، المكون المدني ، وحكومة الرئيس حمدوك وحاضنتها السياسية ، تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير ، حيث قال ، ونصاً :
... إننا لن نسمح بالفوضى، وأن الديمقراطية لا تعني الفوضى ، بل الشورى والتحضر والتفاهم، و لن نسمح بالفوضى ولن نصمت ...
لمزيد من التفاصيل ، يمكنك يا حبيب التكرم بمراجعة كامل خطبة حميتي في الفيديو على الرابط ادناه ، ولترى إمكانيات حميتي العسكرية المهولة :
https://www.youtube.com/watch؟v=O8kVsYw4umshttps://www.youtube.com/watch؟v=O8kVsYw4ums
تفوق حميتي على جوزف غوبلز ، وزير البروبوغاندا في حكومة هتلر النازية ، الذي كان شعاره ترديد الاكاذيب المرة تلو الاخرى ، حتي يصدقها الناس . الفرق بين حميتي وغوبلز ، ان الدكتور غوبلز كان يسمي الامور بمسمياتها ، ويقول للاعور اعور ، والخائن خائن ، ولليهودي نجس . اما حميتي فيعمم الكلام ، ويتركك تخمن من يقصد باتهاماته العشوائية ، ويدعي انه يملك المستندات ، التي لا ترى النور .
ربما قلة تعليم حميتي ، إذ لم يتم مرحلة الاساس ، وراء لجلجته ودغمسته وغتغتته ، لأنه غير مبين ولا يملك نواصي الكلم ؟ ولكن السبب الاساسي وراء هذه اللجلجة هو انه هو ، وليس احداً غيره ، المسؤول الاول عن كل الكوارث التي يتهم بها الآخرين . ولكن الناقة لا ترى عوجة رقبتها ؟
يصدق الرجرجة إفك حميتي لانه يكرره ولا يجد من يفنده ، ولان العوام يحتاجون الى من يفسر لهم ما خُفي عنهم ، ويحدد لهم السبب ومن يقف وراء مشاكلهم ، وبعد هجوم حميتي يتخذون الحزب الشيوعي وحكومة الرئيس حمدوك حيطتهم القصيرة ، فيرمون عليها إحباطاتهم وغضبهم ؟ وربما لان حميتي صار مليارديراً بالدولار ، فيصدقه العوام لأن الكاش ما معاهو نقاش ؟
حميتي رئيس لجنة السلام التي وقعت اتفاقية جوبا الوهمية مع بعض الحركات المسلحة التي ، لم نرها تزور دارفور هذا الشهر رغم المآسي التي إجتاحت ولايتي غرب وجنوب دارفور ، ربما خوفاً من غضب اهل دارفور ونازحيهم عليهم بسبب تكالبهم على الوزارات والراحات .
وحميتي هو رئيس لجنة الطوارئ الاقتصادية العليا ، والرئيس حمدوك مجرد عضو فيها ، وهي لجنة لها سلطات لا محدودة بل مطلقة في المجال الاقتصادي . رغم رئاسة حميتي لهذه اللجنة وهي وزارة مصغرة ، تزداد وطاة الازمة الاقتصادية ، وتطول الصفوف للوقود والخبز والمواصلات ، ويطير الدولار حتى يتجاوز حاجز ال 300 جنيه ... كل ذلك يحدث وحميتي المسؤول الاول عن حلحلة الضائقة المعيشية . تتحكم شركات حميتي المدنية التجارية واهمها شركة الجنيد، ومثلها معها 250 شركة اخرى تتبع للمكون العسكري – الامني – الحميتي ، تتحكم هذه الشركات في السوق السوداني متمتعة بإعفاءات جمركية وضرائبية ، على حساب القطاع الخاص ، الذي صار هيكلاً عظمياً ، بلا لحم اوعصب .
في هذا السياق ، يذكرنا الرئيس حمدوك دوماً ان هذه الشركات تحتكر اكثر من 82% من ايرادات الدولة ، على حساب وزارة المالية التي تقتصر ولايتها على اقل من 18% من إيرادات الدولة .
قانون التحول الديمقراطي في السودان والمحاسبة والشفافية المالية لعام 2021 ، الذي اجازه الكونغرس الامريكي في يوم الجمعة فاتحة يناير 2021 ، يطالب بان تكون ولاية وزارة المالية على كل وجميع ايرادات الدولة ، وان يتم تفكيك كل وجميع الشركات التجارية التابعة للمكون العسكري- الامني – الحميتي .كما يطالب هذا القانون ، بان ترجع قوات الدعم السريع من الشوارع إلى ثكناتها ، وتكون الشرطة السودانية المسؤولة حصرياً عن حفظ الامن في المدن .
وكما ذكرنا اعلاه ، يطالب هذا القانون بإحتكار حكومة الرئيس حمدوك للسلطة التنفيذية ، وللمؤوسسات والاجهزة الامنية .
هل فهمت العوة والجرسة والكواريك التي يتقياها حميتي وغيره من قادة المكون العسكري ضد قانون الكونغرس للتحول الديمقراطي في السودان والمحاسبة والشفافية المالية لعام 2021 ؟
نعود لخطبة حميتي يوم الاربعاء 20 يناير 2021 ، رغم إن العود ليس باحمد .
نواصل ...