عيب أيها الحزب الشيوعي بقلم :د.أمل الكردفاني

عيب أيها الحزب الشيوعي بقلم :د.أمل الكردفاني


01-20-2021, 12:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1611143336&rn=0


Post: #1
Title: عيب أيها الحزب الشيوعي بقلم :د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 01-20-2021, 12:48 PM

11:48 AM January, 20 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




إن كل الفترة السابقة _أي منذ الإستقلال_ لم تكن البيئة المناسبة لوجود حزب شيوعي، كانت وحتى اللحظة، تطغى تركيبات ثقافية واجتماعية بسيطة، لا تحوج الشعب إلى مواجهة بفلسفة بديلة. أما اللحظة، فالسودان يتوجه إلى الهاوية، أي السقوط في إيدولوجيا الغرب الرأسمالي، البنك الدولي وصندوق النقد ومنظمة التجارة العالمية وهيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية (آليات الإمبريالية). كان من المفترض أن يقود الحزب الشيوعي في هذه الفترة قوى المقاومة لأن هذه بالفعل اللحظة التي كان من المفترض أن ينشأ فيها الحزب الشيوعي. غير أن هذا لم يحدث.
فلماذا؟
لقد ارادت تلك القوى الكولونيالية الجديدة، أن تحرق الحزب الشيوعي السوداني (وهو اكثر الأحزاب الشيوعية ضعفاً من ناحية تاريخية) -لا يمكن مقارنته بالأحزاب الشيوعية في العراق وسوريا والجزائر مثلاً- لذلك تمت سياقة الشعب في الثورة عبر واجهة شيوعية، ثم ألقت بالحزب الشيوعي في وحل التمكين الرخيص هم والبعثيين، لذلك صمت الحزبان الذان من المفترض أن يقاوما التطبيع والتحرير الإقتصادي، وأثبت هذا أن الشيوعي حزب بلا مبادئ ولا قيم عدالة إجتماعية حقيقية.
لقد حرقوا الحزب الشيوعي منذ البداية، وهكذا تم ضمان استمرار المرحلة القادمة بدون مقاومة، وهذا ما حدث.
هناك ثلاث مجموعات كان يجب تقويضها في السودان وهي (المجموعات اليسارية التي تم شراءها) و (المجموعات الدينية التي تمت شيطنتها) و(مجموعة المثقفين المستقلين الذين يتم تكميم أفواههم عبر حجبهم عن وسائل الإعلام المسيطرة عليها)..
هنا كان لابد على الحزب الشيوعي أن ينهض منافحاً عن العدالة الإجتماعية، وأن يمنع تمدد السيطرة الرأسمالية الداخلية والأنجلو-أمريكية على مقاليد السلطة. لكنه كان قد خضع للتحييد؛ باختصار (تم شراؤه). صحيح أن عملية الشراء مورست بشكل خبيث جداً، لكن نجاحه يؤيد رؤيتي السابقة حول مشكلة اللاقناعات الحقيقية في السودان. كان من المفترض على الحزب الشيوعي أن يقود المقاومة في هذه المرحلة على الأقل في إتجاهاته الأساسية (العدالة الإجتماعية، القومية، مقاومة الإمبريالية الرأسمالية). لكنه ظل يقف تائهاً، بل فضل أتباعه المشاركة في اللعبة الرأسمالية مغلبين مصالحهم الشخصية على الآيدولوجيا، وهذه بالفعل الثقافة البراغماتية للرأسمالية التي أعلنها حمدوك منذ اول يوم له في السلطة.
عجز الحزب عن مجرد فتح فمه بخطاب حقيقي يخرج من روح قناعاته (لأن قياداته في الواقع بلا قناعات حقيقية)، وعجز عن تقديم طرح اقتصادي اشتراكي سودانوي بديل (لأنه تنظيم بلا تنظير)، وعجز عن تحريك الثورة في اتجاه ثوري حقيقي، بل سلم الثوار والبلد تسليم مفتاح إلى الإمارات وإسرائيل (القيادة الرأسمالية الشرق أوسطية الجديدة في المنطقة). ثم اكتفى أعضاء الحزب بالدفاع عن الرأسمالية التوتاليتارية التي يتم بثها ببطء لتسيطر على الدولة عبر رأسماليين صغار السن يتم إرسالهم من الخارج إلى الداخل لكي يقودوا تمكيناً لسياسة الأمركة الجديدة في السودان.
فأي تهافت للأحزاب اليسارية اليوم؟
وأي خذلان لمبادئها؟
وأي بؤس لأنقاض مكوناتها؟
شيء مؤسف..