جامعة القضارف .. ثورة ضد الفساد بقلم :جعفر خضر

جامعة القضارف .. ثورة ضد الفساد بقلم :جعفر خضر


01-19-2021, 01:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1611058423&rn=0


Post: #1
Title: جامعة القضارف .. ثورة ضد الفساد بقلم :جعفر خضر
Author: جعفر خضر
Date: 01-19-2021, 01:13 PM

12:13 PM January, 19 2021

سودانيز اون لاين
جعفر خضر -السودان
مكتبتى
رابط مختصر





صحيفة الديمقراطي ١٨ يناير ٢٠٢١

انقضى عام على تعيين البروف محمد زين علي مديرا لجامعة القضارف، إذ تم تعيينه في نهاية نوفمبر 2019. ولعل أبرز انجازات فترته هو تجفيف برك الفساد الراكدة .

كانت الجامعة في عهد المدراء المنسوبين للحركة الإسلامية مرتعا لتوالد بعوض الفساد وذبابه الذين يتناوشونها ليل نهار ، وكانت أفواه الفساد الشرهة مفتوحة لابتلاع كل شيء .

أرسلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في نوفمبر 2019 مبلغ 2 مليون جنيه لحساب جامعة القضارف، استباقا لوصول مديرها الجديد الذي تواجهه مهام جسام .

ولما وصل المدير الجديد وجد الحساب الافتتاحي في خزينة جامعة القضارف بعد 11 يوم من إرسال المبلغ ، قد تم ابتلاع جزء منه ، إضافة إلى خزينة خاوية على عروشها !!!

بل أكثر من ذلك فقد وجد المدير جملة مديونية الجامعة لجهات مختلفة ما يزيد عن 10 مليون جنيه سوداني.

وقد عملت إدارة الجامعة السابقة على تجفيف الجامعة من الموارد ، استباقا لتسلم البروف محمد زين إدارتها ، والمفارق عينو قوية!

فقد تم تسييل العملات الحرة التي كانت تملكها الجامعة البالغ قدرها ثلاثمائة وخمسين ألف دولار أمريكي، جرى ذلك في الفترة من بداية مارس حتى الأسبوع الأول من نوفمبر 2019م ، الشيء الذي يحتاج إلى المراجعة من قبل ديوان المراجعة ولجنة إزالة التمكين لمعرفة دور الثورة المضادة في هذا النزيف.

لم يستسلم مدير الجامعة فبدأ باختيار طاقمه المساعد، ونجح في اختيار طاقم جله من المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة .

وعكفت إدارة الجامعة على إجراء إصلاحات إدارية ولائحية لسد منافذ الفساد ومنع إهدار موارد الجامعة . فتم إيقاف الصرف على عدد من الإدارات التي ليس لها أي إنتاج ، وإنما كانت الأموال تذهب إلى أشخاص بعينهم دون عمل.

وقد كرست الإدارات السابقة لترسيخ ثقافة تقوم على التحفيز دون عمل، مثل حافز الأداء السنوي لكل إدارات الجامعة . وقد بدأ مدير الجامعة ووكيلها الدكتور معتز أبو عاقلة بإيقاف الحوافز عن أنفسهما .

إن محاربة الفساد مثل نظافة الدرج تبدأ من أعلى إلى أسفل ، وليس العكس. لذا بدأ مدير الجامعة ووكيلها بشطب اسميهما من قائمة الحوافز التي كرس لها الإداريون السابقون وجعلوها من الثوابت .

أوقفت إدارة الجامعة في عهد الثورة حافز الشهادات عن مدير الجامعة ومكتبه ، ووكيل الجامعة ومكتبه وعن الإدارة المالية. وقصرت الحافز على القائمين بالعمل في الشئون العلمية والكلية المعنية .

وألغت حوافز ما سمي باللجنة العليا للامتحانات ممثلة في المدير والوكيل والشئون العلمية ، وكذلك حوافز مراقبة الامتحانات التي تذهب إلى قيادات إدارية لا صلة لها بالعملية .

عملت إدارة الجامعة على ترتيب الوضع المالي وتفعيل إدارة المشتريات والمخازن وإدارة الخدمات والإمداد والتي تم إنشاؤها حديثاً لضبط الصرف في الجامعة حسب الدورة المستندية الشفافة التي تحفظ المال العام. وتعكف الإدارة على إصلاح شامل للوائح لإغلاق كل المنافذ بالضبة والمفتاح .

وبدأ العمل الجاد نحو تفعيل النظم الإلكترونية في ضبط الملفات الأكاديمية للطلاب والنظم المالية حسب الأساليب المعاصرة في الحوسبة، بمعاونة مركز الحاسوب والمعلومات بالجامعة.

قد أدت هذه الإجراءات إلى ترشيد الصرف ، ومن ثم تمت تصفية كل ديون الجامعة الموروثة من العهد البائد (أكثر من 10 مليون) بالتمام والكمال، حتى أضحت ديون الجامعة صفر .

وقد بدأت الإدارة المالية بالجامعة منذ نهاية شهر يناير 2020 في صرف المرتبات لكل منسوبي الجامعة قبل نهاية الشهر ، من الموارد المتيسرة، دون الحاجة إلى أي اقتراض أو ضمان مالي من أي بنك!

وحتى عندما زيدت المرتبات وضوعفت واصلت الجامعة صرف مرتباتها دونما اقتراض !!

وقد قامت إدارة الجامعة بزراعة أكثر من 700 فدان من أراضيها بمواردها، دونما إيجار للأرض أو بمعاونة أي شريك كما كان في السابق، وتمت إدارة الموسم تحت لجنة مختصة بالزراعة، وبدأت الآن عملية الحصاد، مما سيحقق للجامعة إيرادا غير مسبوق .

ولعل من أكبر الإنجازات التي حققتها إدارة الجامعة أنها قطعت شوطا نحو تأسيس المختبر الطبي المركزي ليكون مختبراً مرجعياً للتحاليل الطبية لولايتي القضارف وكسلا . وقد استطاعت الجامعة بمواردها الذاتية من إكمال الهيكل الخرصاني لثلاثة طوابق، وصدقت وزارة التعليم العالي دعما بمبلغ 47 مليون جنيه مساهمة في تأسيس المختبر ، الذي سيقدم خدمة للبحث العلمي في شرق السودان، وسيوفر التحاليل التشخيصية التي لا تغطيها المعامل الحالية بولاية القضارف.

وبدأ العمل في الطابق الأول لمبني الإدارة، من موارد الجامعة ، والذي باكتماله سيستوعب كل الإدارات في داخل الجامعة ، مما يؤدي إلى تمزيق فاتورة الإيجار المرهقة.

ولا زالت تنتظر الجامعة الكثير من المهام الضرورية مثل متابعة ملف التنمية الخاص بعدد من الكليات : الصيدلة، وعلوم المختبرات الطبية ، والآداب والعلوم الإنسانية، كلية الهندسة والعمارة ، والعلوم البيطرية؛ والعمل على تكملة مباني المكتبة المركزية. وحل المشاكل التي خلقتها الإدارة السابقة نتاج للقرارات غير المدروسة.

وتواجه الجامعة مشكلة صندوق رعاية الطلاب الذي يعاني من التمكين للنظام البائد والشح في التمويل المالي. كما لا يزال يعمل بالجامعة من تم تعيينهم بالتمكين وهذا ينتظر تعاون إدارة الجامعة ولجنة إزالة التمكين لوضع الأمور في نصابها .

وتنتظر الجامعة مهمة إكمال النظم الكفيلة بترسيخ الديمقراطية في انتخاب المدير والعمداء ورؤساء الأقسام والوحدات بالطرق الشفافة والواضحة بالإضافة إلي وضع اللوائح المنقحة لتكوين إتحاد طلاب بالطريقة الديمقراطية.

ولكن كل هذه المشاكل ستحل خاصة إذا وجدت إدارة الجامعة الرشيدة العون من حكومة القضارف ومجتمعها الكريم .

إن إدارة جامعة القضارف قدمت أنموذجا لحسن إدارة الموارد ومحاربة الفساد ومضت في طريق الانتصار للثورة بالعمل العلمي الجاد .