1- وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ. امرتنا الآية 55 في سورة الذاريات ... قالت : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ . في يوم الاثنين 18 يناير 2021، نذكر بخمسة احداث ، تقف كل حادثة منارة باذخة على الجبل ، تضئ لقوم يتفكرون ... كما يلي : واحد : في يوم الاثنين 18 يناير 2021، مرت 36 سنة على إستشهاد الأستاذ العظيم فجر الجمعة 18 يناير 1985 . شنق السفاح نميري الجسد ، وبقيت الروح متألقة ، مشرقة ، ومتجددة تأتم الهداة بها ، وكانها علم في راسه نار . يمكنك يا حبيب مشاهدة مشنقة الفكر في الفيديو على الرابط ادناه :
كما يمكنك يا حبيب مشاهدة الصور التالية لمشنقة الفكر :
بقيت ( الفكرة ) تخلد ذكرى الاستاذ العظيم . بقيت ( الفكرة ) مرجعية وطنية ، فكرية ، سياسية ، وثقافية تقش الدرب وتضئ الطريق ، وتهدينا لكي نسير الى الله عُرج ومكاسير!!. إستشهد الاستاذ العظيم على خشبة المشنقة في سجن كوبر بتهمة الردة المفبركة عن عمر يناهز ال 76 عاما . إستشهد وهو باذخ كالتبلدية الراسخة ، وهو باسم إبتسامة الطمانينة المطلقة ، وهو مؤمن إنه باق ما بقيت ( الفكرة ) ! اتنين : كما نحتفل هذه السنة بعيد ميلاد ( الأستاذ العظيم ) ال 112 ، فقد ولد في عام 1909 . تلاتة : ونحتفل بالذكرى ال 76 لتأسيس الحزب الجمهوري السوداني ، الذي أسسه ( الأستاذ العظيم ) في اكتوبر 1945 كأول حزب سياسي يدعو لإستقلال السودان والنظام الجمهوري الوطني غير المرتبط بالأجنبي . فقد كان الاتحاديون ينادون وقتها بذوبان السودان في الدولة المصرية تحت التاج المصري ، وبفاروق ملكاً لمصر وللسودان . اربعة : ونحتفل بالذكرى ال 75 لسجن ( الأستاذ العظيم ) بواسطة الإستعمار الإنجليزى - المصري في شهر يونيو من عام 1946 ، فكان بذلك أول سجين سياسى في الحركة الوطنية ضد الإستعمار الإنجليزى –المصري ! وأعظم به من شرف باذخ . خمسة : ونحتفل هذه السنة بالعيد ال 70 لإعلان ( الأستاذ العظيم ) ... الفكرة الجمهورية في يوم الجمعة 30 نوفمبر عام 1951 ، عندما خرج الاستاذ العظيم من خلوته ، وبدأت بعدها معالم الفكرة تتضح رويدا رويدا . ويالها من ( فكرة ) . سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ ، أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ ، لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ . يبقى ( الأستاذ العظيم ) حياً بيننا ، ما دامت ( الفكرة ) حية . وهي باقية لن تموت مادامت الأخت الجمهورية باقية ، ومادام الأخ الجمهوري باق . فكل جمهورية وكل جمهوري تجسيد عملي ل ( الفكرة ) ، فهي وهو ... ( الفكرة ) تمشي على قدمين وهما ثمار ( الفكرة ) ... و ( من ثمارها تعرفونها ) ، كما قال يسوع الناصري . قال الاخ الجمهوري ( ربنا الله ) ثم إستقام ، وعمر العقل والارض . فبشره الله سبحانه وتعالى بالجنة . نعم ... أزعم ان الاخوان الجمهوريين من المستقيمين ، وبالتالي من المبشرين بالجنة ، تتنزل عليهم الملائكة ( الا تخافوا ولا تحزنوا ) . وهذا الوعد ليس إفكاً مني ، وإنما ما جاءت به الآية 30 في سورة فصلت : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ، تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ ، أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ، وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ .. 2- الفكرة الجمهورية ؟ تذكرني الفكرة الجمهورية بقصة الفيل والعميان . يمسك الاعمى الاول بخرطوم الفيل ، فيتخيل الفيل ماسورة ضخمة ملساء ، يضع العميان الثاني يده على ظهر الفيل ، فيتصور الفيل كحائط ضخم ، يمسك العميان الثالث بذنب الفيل ، فيفترض الفيل مكنسة ضخمة ... وهكذا . كمجتهد ، أزعم ، وكله في تقديري حق ، إن ( الفكرة ) الجمهورية ، كما بشر بها الأستاذ العظيم في يوم الجمعة 30 نوفمبر 1951 ، تجسد الاية 25 في سورة الحديد : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ... جوهر كل الرسالات السماوية وكذلك الارضية هو في 3 كلمات : عدم ظلم الآخر ... اي ليقوم الناس بالقسط . نقطة على السطر . أبدأ صفحة جديدة . تقول الفكرة الجمهورية : الحرية لنا ولسوانا ... وتشمل مرجعيات باذخة اخرى من بينها : عدم ظلم الآخر لنا ولسوانا ... العدالة الاجتماعية لنا ولسوانا ... إحترام حقوق الإنسان لنا ولسوانا ... الديمقراطية لنا ولسوانا . في يوم الجمعة 30 نوفمبر 1951، نادى الأستاذ العظيم بالفكرة لإحياء وتجديد ( السلوك ) الديني ، وكذلك الخطاب الديني . الهدف النهائي من الفكرة ومن إحياء وتجديد ( السلوك ) الديني هو خلق المسلم المستقيم الصحيح كما جاء في الآية 13 في سورة الاحقاف : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . خلق سبحانه وتعالى المسلم المستقيم لكي يقوم بالمهمة التي اسندها سبحانه وتعالى اليه في حياته ، وهي في ثلاثة كلمات : العمران فى الأرض. على سنة الآية 61 في سورة هود : هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ واسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا . كلمة ( إستعمركم ) من الإستعمار ، وتعني في المعنى القرآني العمارة ، والإعمار ، والعمران ، والتعمير . العمارة تشمل اساساً تعمير العقل بالدراسة وتلقي العلم النافع من المهد الى اللحد ، كما امرت به اول آية نطق بها معصوم للمعصوم : إقرأ . كما تعني العمارة تحويل الأرض إلى حال ينتفع الناس بها : كعمارة الارض للزراعة ، وعمارة المصانع ، وعمارة المشافي ، وعمارة المدارس ، وعمار الدار للسكنى ، وعمارة البني التحتية المعنوية والمادية . نعم ... الاستعمار هو طلب العمارة والعمران ، بأن يعمر الإنسان نفسه وغيره وارضه وينتفع بفوائدهم.. كمجتهد ... هذا هو جوهر ( الفكرة ) التي دعا لها الاستاذ العظيم ... إحياء ( السلوك ) الديني الصحيح بخلق المواطن الصالح المستقيم الذي يعمر العقل والأرض التي استخلفه الله عليها ، على سنة الآية 14 في سورة يونس : ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ. وكلمة ( الإستعمار ) في القالب السياسي تعني الهيمنة والإستبداد والقهر والقمع ، وهذا أمر آخر . هذا هو مفهومي ل ( الفكرة ) الجمهورية ، التي بشر بها الاستاذ العظيم قبل سبعين سنة في يوم الجمعة 30 نوفمبر عام 1951 ، ولا تزال مشتعلة كمنارة فوق الجبل ، تهدي الاناسي إلى صراط مستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ، ولا الضالين ... وإنا أو إياكم لعلى هدى او في ضلال مبين ؟ نواصل مع الاستاذ العظيم آيات لقوم يتفكرون .