أين هـــــــــؤلاء النــــاس يـــــا نـــــــــاس ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

أين هـــــــــؤلاء النــــاس يـــــا نـــــــــاس ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


01-16-2021, 07:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1610779141&rn=0


Post: #1
Title: أين هـــــــــؤلاء النــــاس يـــــا نـــــــــاس ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 01-16-2021, 07:39 AM

; بسم الله الرحمن الرحيم

أين هـــــــــؤلاء النــــاس يـــــا نـــــــــاس ؟؟

حتى أن هؤلاء فقدناهم في معمعة الويلات والبكاء ،، فئات ثورية وحيوية كانت في مقدمة الأحداث في يوم من الأيام ،، وكانت تمثل الظاهرة الوحيدة التي توحي بأن البلاد تعيش مرحلة ثورة وانتفاضة بحق وحقيقة ،، كما أن هؤلاء كانوا يمثلون الأيدي الوحيدة التي تحرك الأحداث بالبلاد في غياب تلك الحكومة الانتقالية النائمة نوم أهل الكهف ،، وتلك الفئات الشبابية فجأة قد انكمشت وتلاشت واختفت عن الأحداث والساحات ،، وتجمد نشاطها بطريقة ملحوظة تبكي الأحداق ،، وقد أصابها ذلك الداء العضال المعهود في أبناء السودان ،، حيث داء التكاسل والفتور والتجاهل وقلة الحماس والاهتمام ،، وهي تلك الأسقام المعهودة التي عرفت بها حكومة السيد عبد الله حمدوك منذ الوهلة الأولى من خطواتها ،، تلك الفئات التي نتحدث عنها هنا هي ( لجنة إزالة التمكين ) ولجان المقاومة الشعبية بالأحياء والقرى والمدن والمحافل السودانية ،، فالملاحظة التي تقلق مضاجع الشعب السوداني أن تلك اللجان التي كانت نشطة للغاية في بدايات المرحلة بعد الانتفاضة قد خمدت كثيراً في الآونة الأخيرة ،، وهي فئات تمثل الشباب السوداني الثائر البطل الذي يقف في المقدمة ليدافع عن حقوق الشعب السوداني ،، حيث كانت نشطة للغاية ,, وحريصة للغاية ،، ومتحمسة للغاية ،، وفعالة للغاية ،، ومتشجعة للغاية ،، ثم فجأة أصابها ذلك الفتور وذلك التكاسل الشديد ،، وقد اختفت كلياً في الآونة الأخيرة عن تلك الساحات والأحداث السودانية بصورة لم تكن في الحسبان إطلاقاً ،، ولا أثر لتلك اللجان حالياً في حياة الأمة السودانية التي تكابد الويلات في هذه الأيام العصيبة ،، وبالمختصر المفيد يمكن القول بأن حالات النوم والتراخي قد أصابت تلك الفئات الثورية الهامة في البلاد ،، والأحوال قد عادت في البلاد لحالات التسويف والركود والفساد والتلاعب من جديد ,, ويجري على البلاد ذلك المثل الشعبي الذي يقول : ( عادت حليمة لعادتها القديمة ) ,, والمؤسف حقاً أن الانفلات في كافة مجالات الحياة قد عاد بطريقة أشد مرارة في غياب تلك اللجان التي كانت تمثل ( طوق النجاة ) عند مواجهة الصعاب والغش والتلاعب والخداع ،، وفي مواجهة هؤلاء التجار أهل الأطماع والجشع في البلاد ،، كما أن هؤلاء الشباب الثوار قد انتكسوا حالياً بنفس انتكاسة تلك الحكومة الانتقالية الفاشلة ،، وهي تلك الحكومة الفاشلة الخائبة التي لم تخدم الشعب السوداني في لحظة من اللحظات .

ومن سخرية الأحوال في البلاد أن أصحاب الأفران والتجار وخلافهم قد عادوا من جديد لحالات الانفلات والممارسات الخاطئة والتلاعب في الأوزان والأحجام والمواصفات والأسعار بطريقة أشد مرارة عن السابق ،، وذلك أولاً : في غياب ذلك الجيش الجرار لهيئة الرقابة والمواصفات والقياسات ،، ذلك الجيش الجرار من البشر الذين يقاضون الرواتب والأجور والامتيازات بغير وجه حق وهم قابعون في مكاتب الدولة دون ذلك التواجد الهام في ميادين الخدمة ،، ،، وثانياً : في غياب هؤلاء الشباب الثوار الذين كانوا يمثلون الأيدي التي تمنع الغش والتلاعب في غياب تلك الحكومة الفاشلة ،، فلجان المقاومة بالأحياء والأسواق كانوا يمثلون الأمل الوحيد الذي يقف بجانب الشعب السوداني ويدافع عن حقوق الشعب في السراء والضراء ،، وقد اختفوا كلياً عن ساحات الأحداث في الأيام الأخيرة ،، والأسباب مجهولة لدى الشعب السوداني ،، ولا يوجد تفسير منطقي لتلك الظاهرة من هؤلاء الشباب إلا تفسير ( التكاسل ) والفتور المعهود في أبناء السودان .

وبنفس القدر فإن الشعب السوداني يلاحظ ذلك الفتور الكبير وذلك التكاسل الشديد في ممارسات ( لجنة إزالة التمكين ) ،، وهي تلك اللجنة التي كانت نشطة للغاية في وقت من الأوقات ،، وكانت تنال اهتمامات الشعب السوداني بطريقة تؤكد أن البلاد تعيش حالات ثورة وانتفاضة ،، حيث كانت تلك اللجنة تجتهد بشدة وتكشف الأسرار الخطيرة عن المنهوبات والمسروقات من ممتلكات وأموال وأراضي وأصول دولة السودان بأيدي هؤلاء الفاسقين في النظام البائد ،، وكانت تلك اللجنة تجتهد بشدة في إعادة تلك الممتلكات والمنهوبات لحظيرة الدولة ،، ولكنها فجأة قد خمدت وتلاشت واختفت عن الساحات والأحداث في الآونة الأخيرة ,, ولا أثر لها حالياً في حياة الشعب السوداني ،، مما يؤكد بأن تلك اللجنة الفعالة قد أصابها الفتور والتكاسل المعهود في أبناء السودان منذ استقلال البلاد ،، وقد اختفت حالياً كافة معالم وملامح الانتفاضة الأخيرة في حياة الإنسان السوداني ،، وذلك الشعب في هذه الأيام يكابد وحيداً أشد ألوان الويلات في غياب تلك الحكومة الجادة المخلصة التي تخدم الشعب بإخلاص وتمثل ( طوق النجاة ) عند الشدة والحاجة ،، وكذلك في غياب تلك اللجان الثورية التي كانت تمثل الأمل الوحيد عند الحاجة والشدة ،، وقد تراكمت تلك المصائب على الأمة السودانية براً وبحراً وجوا ,, ولا حوله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .