الفشقة خطة عاجلة للبناء، و التعمير بقلم:خليل محمد سليمان

01:36 PM January, 11 2021

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

من المؤسف حتي الآن لا توجد في الدولة السودانية مؤسسات تُعنى بقضايا الامن القومي، و التخطيط الإستراتيجي بالدراسات، و البحوث.

لا توجد لدينا مؤسسات عميقة تهتم بالقضايا الوطنية بعيداً عن السياسة، و تقاطعاتها، و هذه ام المصائب في قضايا الامن القومي.

يجب الخروج بقضية الفشقة من محاور التجاذبات، و الصراعات السياسية حسب اهواء الانظمة، و تقاطعات المصالح السياسية الضيقة التي لا تخدم القضايا الوطنية العليا.

منذ قيام الدولة الوطنية بعد الإستقلال يتم تكيف المؤسسات حسب مقاسات الانظمة، و اصبحت مؤسسة الدولة حلبة للصراع المتمثل في "التمكين" و هذه مبادئ الشموليات التي تحكمت في مصيرنا حتي بعد ثورة ديسمبر المجيدة.

يجب القفز علي ركام هذه المؤسسات، و البداية الصحيحة في البناء الوطني لمؤسسة الدولة بعيداً عن الصراعات السياسية، و الإنتماء الضيق للدين، او الطائفة، او القبيلة قبل ان يذهب الوطن حيث لا ارض لإدارة المعارك العبثية.

نحتاج الي خطة إسعافية عاجلة لإدارة الصراع في إقليم الفشقة اولاً ثم كل المناطق الحدودية الحيوية لكسر حلقات التآمر، و الاطماع.

البعد الديمغرافي يمثل حجر الزاوية في الإستقلال، و الحفاظ علي الارض، و فرض الهوية.

لذلك يجب تشجيع حركة السكان و بناء المدن، و القرى بسن قوانين، و تشريعات تحفز التجارة، و الخدمات بكل انواعها، إبتداءً بالإعفاءات الضريبية، مروراً بتيسير القروض الإستثمارية، و بناء الطرق، و إنشاء سكك حديدية لربط هذه المنطقة المهمة بعمق البلاد الإستراتيجي.

كما يجب إنشاء صندوق ضمان إجتماعي للصرف علي الصحة، و التعليم بشكل خاص، و دعم الفرد، و الاسرة بصورة مباشرة حتي تكون هذه المنطقة، و كل المناطق الحدودية جاذبة.

إهمال قضايا الامن القومي و عدم الرصد، و التحليل بالدراسات، و البحوث المتخصصة، و بناء مؤسسات وطنية عميقة تُعنى بذلك، هذا يعني زوال الدولة السودانية من علي الخريطة.

المظاهر العسكرية، و الحشود بالاسلحة، و العتاد غير كافي لتأمين الارض، و الحفاظ عليها برغم التكاليف المالية العالية.. فالتنمية، و حركة السكان هي اقرب الطرق الي الإستقرار، و الحفاظ علي الارض، و الامن بالإنتاج، و الخدمات، و العمل.

للحديث بقية..