المناهج وحمدوك والقراي وصائدو المياه العكرة بقلم: د.زاهد زيد

المناهج وحمدوك والقراي وصائدو المياه العكرة بقلم: د.زاهد زيد


01-08-2021, 01:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1610110549&rn=0


Post: #1
Title: المناهج وحمدوك والقراي وصائدو المياه العكرة بقلم: د.زاهد زيد
Author: زاهد زيد
Date: 01-08-2021, 01:55 PM

12:55 PM January, 08 2021

سودانيز اون لاين
زاهد زيد-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




منذ تعيين الدكتور عمر القراي في منصبه كمدير للمناهج ايقنت ان الشراك المنصوبة قد اتت بصيدها . فالذين اشاروا للدكتور حمدوك بتعيينه كانوا يعلمون ما ينتظر الرجل من معارضة بدأت قبل ان يتولى منصبه ، والقراي نفسه ظل في عراك دائم مع عصبة الكيزان خاصة وجماعة التيار السلفي على وجه العموم .
ولم يكن احد من الفرقاء على استعداد ليتخلى عن موقفه من الاخر ، والنظر للاشياء من منظور علمي بحت . فالكل صحب معه تاريخه القديم بعداواته السابقة . والنتيجة هي الخسران للسودان فقد خسرنا جميعا الوقت والمال والجهد ، كل هذا يسأل عنه كل من له ضلع فيما حدث .
فالذين دفعوا بالقراي لهذا المنصب مسؤولون لانهم يعلمون ان المعركة معه ستشتعل مهما فعل ومهما حاول ان يعتدل ، فسيبحثون عن عثراته ويستغلونها ضده وضد الثورة أحسن أم أساء .
وحمدوك يتحمل المسؤولية لموافقته على هذا التعيين ، وهو يعلم تربص المتربصون بالرجل فلن يتوفر له الجو المناسب ليتفرغ لعمله الخطير . فمهما كانت مؤهلات القراي فهي لا تشفع له .
الدكتور القراي كما يعلم الجميع ظل طوال عقود يتصدى لمن يعتبرهم اسس البلاء وهم مجمل السلفيين و بخاصة الكيزان وانصار السنة ، والغريب ان كل التيارات الدينية مع ما بينها من تباين واختلافات توحدت في حملتها ضده ، فقد وجد كل منهم ضالته التي وفرها لهم جميعا الاختيار الذي جانبه الصواب .
لا أحد ينكر مواهب ومقدرات القراي ومؤهلاته ، ولكن ألامر ليس أمر مقدرات ولا مواهب ولا تخصص فقط ، ولكن يتعداه إلى معتقد الرجل وفكره ، وفي بلد كالسودان محال أن تفصل بين معتقد الشخص ومنصبه ، فنحن لم نصل بعد إلى مرحلة من الوعى التي نري فيها الأشياء بتجرد ولا حتى أن نمارس أعمالنا بالتجرد الكامل بعيدا عن معتقداتنا . والمرحلة التي يمر بها البلد لا تسمح بأي طفرة غير محسوبة النتائج .
لذلك فإن من كان يتوقع شيئا غير الذي جرى للقراي فهو واهم ، لا يدرك كثيرا من مقتضيات الواقع .
والدكتور القراي نفسه لم يتحرر من تأثير أركان النقاش في الجامعة والمساجلات التي كانت تدور بينه وبين خصومه ، فلم يكن المطلوب منه أن يطل في كل مناسبة للرد على الهجوم ضده ، فكثرت تصريحاته وزادت عن حدها ، وكل دلك لم يكن مطلوبا منه . وحتى لو كان هناك ما يستحق الرد أو الكلام فعلى الأقل يستصحب معه بعضا من أعضاء لجان المناهج لتولوا هم الرد لأنها صناعة يديهم .
لا أعرف ما الذي حدا بالدكتور حمدوك ليجتمع مع من اجتمع من تيارات دينية وطوائف ما جمعهم إلا العداء للدكتور القراي ، بعد أن ملأوا الساحة ضجيجا لم نسمع به يوم قتل العشرات في فض الاعتصام ولم ينطقوا بكلمة ليواسوا المغتصبات ولم يضمدوا بجملة جرح المصابين ولم يطالبوا بالبحث عن المفقودين ؟
وهل هؤلاء ممن يؤخذ منهم رأي في مسألة تخصصية كالمناهج؟ هؤلاء الذين لا يحسنون إلا البكاء على المنابر وطول اللسان على الضعفاء .
يخطئ حمدوك إن أقام وزنا لهؤلاء وكان الاجدر به ابتداءا ألا يختار رجلا غير متفق عليه ولو تجاوزنا هذه النقطة لكان الواجب عليه أن يرجع لوزير التربية ولجنته التي كونها للوصول للحقيقة وإعادة النظر فيما يستوجب الإعادة بواسطة متخصصين غير حزبيين ولا متطرفيين .
رئيس الوزراء الذي يعيش في برج عاجي محاطا بشرزمة من المتحكمين او كما قال الجبوري جماعة المزرعة ، لايزال يحصد الفشل تلو الفشل والنتيجة كلها وبالا على الناس فاصبحت الفترة الانتقالية فترة انتقامية تماما كما اجرى الله كلمة الحق على لسان وزيرة المالية .