الخدير...أكلوا الطير !... بقلم:ياسر الفادني

الخدير...أكلوا الطير !... بقلم:ياسر الفادني


01-07-2021, 12:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1610019837&rn=0


Post: #1
Title: الخدير...أكلوا الطير !... بقلم:ياسر الفادني
Author: ياسر الفادنى
Date: 01-07-2021, 12:43 PM

11:43 AM January, 07 2021

سودانيز اون لاين
ياسر الفادنى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




في هذه البلاد....تقزمت الأحوال .... وتقزمت.... حتي أصبحت لا تري بالعين المجردة ، الصورة أصبحت باهته وتشوهت ولا تستطيع أن تحدد معالمها، الصوت الذي يخرج من الحلقوم لا يبارح الشفاه إلا( الحلاقيم ) العريضة التي تظهر هنا وهناك والتي لايسمعها إلا الصدي ، لأول مرة أسمع واري الفشل يصفق ويمدح فشلا آخر مثله ! محدث النسخة لأنه (خرم منه ) واجتازه بسرعة متضاعفة في طريق الخيبات، لأول مرة اري أن بلادى سياسيا واقتصاديا صارت قاعا صفصفا ! ، حوت النجاح.... هنا نسوه بعيدا و ماانساهم له إلا شيطان أكبر حجما من شيطان موسي عندما كان رفيقا للخضر ، الآن نحن وصلنا مرحلة لا نسطيع معهم صبرا.... جنة البلاد التي كانت وارفة ومثمرة صارت الآن لا تؤتي أكلها وأصبحت في عهدهم صعيدا زلقا....

لعل أهل الزراعة في بلادي يعرفون كيف يزرعون ويجتهدون..... لكن ربما تصيب زراعتهم آفات كثيرة تصيب مازرعوه وتقضي علي المحصول تماما كهذه الآفة التي مرت علي محصول البلاد السياسي ، وتختلف هذه الآفات من منطقة لأخري.... ، عرفنا (الكعوك) و(الهاموش) في القضارف وعرفنا (البودا) و السويد في محصول الذرة في مشروع الجزيرة وغيرها أسماء لآفات كثيرة ....لا أستطيع حصرها في هذا المقال ،المهم في الأمر ان هذه آفات إن مرت علي الوضع السياسي جعلته في وضع التردي المريع كما يحدث الآن ، وإن مرت علي المزارع في زراعته جعلته يقلب كفيه علي ما انفق فيها...... وربما حدث له (الاعسار) ودخل السجن ...

محصول الذرة إن وصل مرحلة( الخدير)....لا خوف عليه إلا من الطيور التي تتخطفه أسرابا ...اسرابا ......وإن حدث ذلك.... يبكي المزارع مرددا ....الخدير انا ماني حي.......الاكلوا الطير أنا ماني حي ..... !، إذن آفات الحكم والحاكمين في هذه البلاد يمكن أن نصفها بأنها...(كعوك)... سياسي عنيف مر علي السمسم السياسي لهذا الوطن وأصابه في مقتل.... والذي نجا وبقي صار مرا علقما كالحنظل ، هذه البلاد مر عليها (هاموش) الحكم غير الرشيد الذي أصاب المواطن وذبلت اوصاله جراء الجوع والعطش والفاقة والمرض ، هذه البلاد طوال عامين مرت عليها آفات (البودا ) والسويد وأهلكت محصول الذرة السياسي..... والذي صمد منه ووصل مرحلة (الخدير ) قليل.... لكنه سوف يتلف تماما إن بقيت اسراب الطيور المهاجرة في حكم البلاد.... ! فمتي ننصب لها (خيال الماته)...؟ومتي ونقول لها (كر) ؟ لكي تعود إلي وكناتها في مجاهيل أعالي البحار.