هجوم الأوقاف علي المناهج: نيران صديقة أم دولة عميقة؟ بقلم محمد سمنّور

هجوم الأوقاف علي المناهج: نيران صديقة أم دولة عميقة؟ بقلم محمد سمنّور


01-04-2021, 12:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1609760514&rn=0


Post: #1
Title: هجوم الأوقاف علي المناهج: نيران صديقة أم دولة عميقة؟ بقلم محمد سمنّور
Author: محمد سمنّور
Date: 01-04-2021, 12:41 PM

11:41 AM January, 04 2021

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



الاعتراض علي صورة مايكل انجلو!!!
كل هذه القومة والقعدة علي صورة!!!
والصورة بدون تعليق!!!
هذا يكشف مدي التشدد والتنطع لدي الجماعات المتطرفة
الهجوم تولي كبره معمع الفقه الاسلامي
مفتي السلطان الرجيم
هذا المعمع يتبع لوزارة الاوقاف حاليا
في السابق اظنه كان يتبع لرئاسة الجمهورية نفسها

ائمة المساجد تلقفوا انتقاد المعمع للمنهج
واخذوا يضخمون الامر
في المساجد الآن لا يتحدثون عن صورة ولا عن مايكل انجلو
بل يتحدثون عن الاساءة للذات الالهية
عايزين يعملوها مثل قضية الرسوم المسيئة للنبي
مع ان الفارق كبير جدا

بعض الأئمة اخذ يلعن ويكفر
منابر المساجد المفترض انها تابعة ايضا لوزارة الاوقاف
والمفروض ان يكون هناك تناغم بين الوزارتين
لكن منابر المساجد ظلت مرتعا للمتطرفين واصحاب الاراء المتطرفة
سمعت احدهم قبل يومين يخطب بلهجة حادة جدا
ويهدد المصلين بغضب الله لان بعض المصلين أخذ في التبليغ
لان الكهرباء قطعت اثناء الصلاة
واذكر ان احد الخطباء ذكر انه لا يجوز اعطاء صدقة الفطر نقدا
وتشكك الناس وحدث هرج ومرج لان اخراج الصدقة عينيا فيه مشقة كبيرة

هدف تضخيم الحملة علي المناهج غير مفهوم
تشعر ان معظمهم يستهدف مدير مركز المناهج فقط
بسبب خلفيته الجمهورية
ولكن حتي اذا افترضنا ان الرجل اقيل او استقال
هل تتوقف عملية تغيير المناهج
الانتقادات كانت توجه للمناهج حتي قبل سقوط النظام البائد
وبمجرد سقوط النظام انتبهت الحرية والتغيير
الي ضرورة البدء فورا في تغيير المناهج
ولذلك هم الذين فتشوا عن القراي

ايام الكيزان لم يكن احد ليجرؤ علي انتقاد المناهج علي المنابر
اهل المنابر بعيدون جدا عن وضع المناهج وتصميمها
ولو استجابت لهم الحكومة
فسيؤدي الأمر الي "معمعة" اكثر
وسنجد ان كل مرة يدخل يصعد خطيب الي منبر
وفي يده كتاب مقرر
ويبدأ ينتقد علي طريقة نقد المدائح والمداحين
فاذكر بعض من حكاويهم الطريفة في ذلك:
مقطع من اغنية لعثمان حسين
"خلقوني يا حبيبي احبك وخلقوك عشان تهواني"
هذا كان موضوع خطبة عنوانها: "الشرك بالله"!!!

"مصر المؤمنة باهل الله" : شرك!!!
لان المفروض ان تكون مؤمنة بالله وليس باهل الله
كنا بنسمع ونضحك ونصلي ونخرج
ولو تابعنا مثل تلك الاقوال والفتاوي كان الواطة خربت
كنا نسمعهم من زمن كانوا ينادون بتكسير التلفزيونات
هذا كان حتي قبل التحذير من الغزو المباشر
ولا زال بعضهم يعد حلق اللحية حرام
ويعتبره من التشبه بالنساء
ولا زلت اذكر كتاب مشهور عنوانه:
"خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله"!!!
وهذه الافكار اخذوا يطبقونها بالفعل
فحرموا دخول الطالبات للجامعات بدون عباية
مع ان العباية هذه دخيلة علي المجتمع السوداني
وحتي عملوا قانون للنظام العام لمطاردة البنات غير المنضبطات
وكان من ضمنها تحريم لبس البنطال للنساء

خطب المساجد اغلبها لا تخرج من هذه الأُطر
ومعمعة المصافحة واللبس القصير للرجال
(الجلباب القصير الابيض)
لكن مع تطور الحياة تراجع الكثيرون من ذلك
فاصبح رجال الدين انفسهم يتفرجون علي التلفزيون
ويلبسون البدل الملونة والبناطلين والقمصان
وبعضهم يحلقون لحاهم وبعضهم يخففها كثيرا
يعني الا شيئا قليلا!

هذه هي منابر الاوقاف التي تنتقد المناهج
ولا ادري هل تندرج تحت بند النيران الصديقة
ام انها الدولة العميقة
وما ادراك ما الدولة العميقة!