الأنظمة الوطنية في مواجهة نظام عالمي مركزي يساري بقلم:Tarig Anter

04:19 PM January, 02 2021

سودانيز اون لاين
Tarig Anter-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

حقيقة الصراع في العالم ليس بين أمريكا والصين بل الصراع هو بين الوطنيين اليمينيين المحافظين في كل الدول ضد اليساريين الليبراليين الذين يهدفوا لإقامة نظام عالمي مركزي.

مفهوم أمريكا والغرب خطأ شائع. فأمريكا ليست كيان موحد واحد كما يثبت الصراع القائم قبل وأثناء إدارة أوباما وترامب وقبلها في زمن كنيدي. أمريكا هي كتلة صغيرة ثرية وقوية تحت مسميات الديموقراطيين واليساريين والليبراليين وداعمي العولمة والإسلاماويين والمذهبية المدعية الدين. وفي المقابل توجد كتلة الأوروبيين ومعهم اللاتينو والاصلاء وبعض السود بينما غالبية السود أتباع لليسار الليبرالي. وكتلة الحفاظ علي السيادة الوطنية والإستقلال هم الجمهوريين والمسيحيين واليمينيين والمحافظين

وكذلك نجد مفهوم الغرب والذي يغطي أوروبا وأمريكا والعالم الجديد ككندا وأستراليا هذا المفهوم للغرب أيضا خطأ فليس مايدعي بالغرب كيان واحد بل هو أيضا سلطة مركزية يسارية حاكمة في مقابل وطنيين يمينين في معارضة.

المحور المقابل الذي يجب علي مصر وحلفائها فهمه وتقويته والعمل من خلاله لحماية الأمن والمصالح الوطنية والأستقلال والتنمية والوطن هو محور التنظيمات الوطنية اليمينية المحافظة في العالم وخاصة في أمريكا وأوروبا والمنطقة الإقليمية وحتي داخل الصين سواء كانوا في الحكم أو المعارضة

مايجب عمله لحماية مصر والمنطقة والعالم لا يتحقق عن طريق تجاوز حدود التسليح الضروري بل بإقامة تكتل وتحالف سياسي وعسكري وأمني وإعلامي وإقتصادي دولي قوي وفعال يجمع الحكومات والتنظيمات الوطنية اليمينية المحافظة في العالم للتنسيق والدعم والتشاور بينهم.

وأقترح لذلك قيام "منظمة الوطنية الدولية المحافظة" وكذلك حلف موازي لحلف الناتو يضم قدرات أمريكا ترامب وروسيا بوتين والحكومات الوطنية اليمينية. وياحبذا ان يبادر الرئيس عبدالفتاح السيسي بطرح المشروع وعرض أن يكون المقر الرئيسي للمنظمة الوطنية الدولية المحافظة في العاصمة الإدارية

يجب الإنتباه لأن التنظيمات اليسارية الليبرالية داعمة لنظام عالمي مركزي منتشرة وخطيرة وتنسق فيما بينهم بينما القوي الوطنية في مختلف الدول يتعاملوا كفرادي مع مخططاتهم في مجالات التكنولوجيا والإعلام والأمن والإرهاب والسياسة وتوظيف منظمات حقوق الإنسان واللاجئين وفض النزاعات وحفظ السلام والتجارة والبنوك والمؤسسات الأكاديمية والإعلامية والدينية وغيرهم.

موضوع حقيقة وتحليل الصراع الدولي بين نظام مركزي عالمي في مواجهة تحالف الأنظمة الوطنية ليس مجال يبحث من خلال آراء شخصية منفردة الرؤية بل الوضع الدولي بكليته يتطلب عمل مؤسسي من جهة أكثر حرفية ومقدرات وإطلاع من مراكز الدراسات الإستراتيجية. وتتطلب هذه الأعمال جمع البيانات والتفاصيل والدراسات الموجودة أصلا في بوتقة واحدة وإعادة إنتاج المخرجات بدلا من تكرار صناعة الموجود من لاشيء. وهذا من أهم ضرورات قيام منظمة الوطنية الدولية المحافظة

وعلي قيادة مصر والأصدقاء تنظيم العمل المضاد بشكل دولي يناسب الهجوم المتواصل من عدة محاور والمتصاعد دوليا بشكل سريع

China-US-election.jpg