مجمع الفقه المشاكس يمثل نظام ولاية الفقيه ولن يجدي تصميم المناهج بأيادي مرتعشة بقلم: محمد سمنّور

مجمع الفقه المشاكس يمثل نظام ولاية الفقيه ولن يجدي تصميم المناهج بأيادي مرتعشة بقلم: محمد سمنّور


12-30-2020, 07:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1609354384&rn=0


Post: #1
Title: مجمع الفقه المشاكس يمثل نظام ولاية الفقيه ولن يجدي تصميم المناهج بأيادي مرتعشة بقلم: محمد سمنّور
Author: محمد سمنّور
Date: 12-30-2020, 07:53 PM

06:53 PM December, 30 2020

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



أمر مؤسف ان يضطر الدكتور عمر القراي
مدير المركز القومي للمناهج ان يعقد مؤتمرا صحفيا
للدفاع عن مجرد صورة للوحة فنية في كتاب مقرر
مجمع الفقه "ابطل" الصورة و"حرم" تدريس المقرر بأكمله!!!
وهذا تدخل سافر في شأن لا يعنيه
يبرر المجمع ان له مختصون في المناهج
ولكن وزارة التربية و التعليم هي الجهة المختصة
وحتي داخل الوزارة هذه مهمة المركز القومي للمناهج
واذن فلماذا كوّن هذا المركز اصلا؟؟؟!!!
يجب ان ندع الخبز لخبازيه

مركز المناهج ليس تجمعا نقابيا مثلا او ناس اتي بهم من الشارع
هذا مركز كامل ويضم المئات من خيرة الخبرات التربوية
ثم ان هذا عملهم الذي تدربوا عليه وامضوا فيه اعمارهم
هل نوكل تصميم المناهج للجنة من ائمة مساجد الثورة والجرافة أو صالحة
وجبل اولياء؟؟!!
ام نأتي بلجنة من انصار السنة والاخوان والطرق الصوفية؟؟!!
ام نأتي باوائل الكليات الجامعية ونطلب منهم وضع المنهج ؟؟!!

لقد حذرنا مبكرا من الاشاعات الخبيثة التي يبثها فلول النظام البائد
يدفعهم الغبن علي تبخر مناصبهم وانقطاع الشرايين التي تربطهم بخزائن السلطة
وكتبنا عن ذلك قبل سبعة اشهر تقريبا
كان مقالا بعنوان:
القراي و القرآن .. مناهج التعليم و "هذا البلد العقيم"
وهذا رابطه:
https://sudaneseonline.com/board/505/msg/1588521862.html

ان مجمع الفقه كان يمثل ولاية الفقيه أو السلطة الاعلي في الدولة أيام الكيزان
ولذلك كانت قيادات المجمع تعتقد ان لهم سلطة حتي علي رئيس الجمهورية نفسه
وتذكرون الفتاوي التي كان يصدرها المجمع حتي بخصوص سفر الرئيس الي كذا من عدمه

والمجمع تسبب في انغلاق الافق السياسي للنظام البائد
فعندما انتهي مؤتمر الحوار الوطني قبل اكثر من اربع سنوات
توصل لمخرجات اتفق علي تطبيقها
ومن ذلك بعض التعديلات الدستورية الهامة
التي ظل المتحاورون يتفاوضون حولها لزمن طويل
الا ان مجمع الفقه كان هو العقبة الكؤود امام تطبيق تلك التعديلات
مما أدي الي تلكؤ السلطات في تنفيذ الاتفاقيات

فقد اصدر مجمع الفقه مذكرة اعلن فيها رفضه للتعديلات الدستورية
التي جاءت بمخرجات الحوار الوطني
وقد حذر المجمع من مادة حرية الاعتقاد،
ورأى انها تلغي حكم الردة،
وزعم ان هذا يؤدي الى احداث فوضى دينية عارمة
تقود الى مزيد من التنافر والتحارب والاقتتال
وحذر في مذكرته من أن التعديل في قانون الاحوال الشخصية
يؤدي الى فوضى قانونية،
واصرّ قادة المجمع علي ان زواج المرأة دون ولي يعد نكاحاً باطلاً
رغم ان مؤتمر الحوار استند علي رأي الامام ابي حنيفة في توصياته،
بل هدّد المجمع بانهم سوف يقيمون حد الردة
على كل مرتد ترك الاسلام بعد الدخول فيه.

وكانت جماعة انصار السنة المحمدية هي اكثر من دعم المجمع في معارضته
لأنهم رأوا ان التعديلات الدستورية المقترحة تعطل حدي الرجم والردة،
وتفتح الباب لإتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة (سيداو).
وقد ظلّ النظام البائد يخشي هذه الجماعة لانتشارها الكثيف في الاحياء
خاصة في الاقاليم وضواحي العاصمة الخرطوم،
وكانت الجماعة قد استفادت طوال العقود الاربع او الخمسة الماضية
من الدعم الخليجي المالي من قبل الجماعات السلفية
التي كانت توجه السلطة الحاكمة في الخليج حتي وقت قريب.

وكنا كذلك حذرنا من عدم جدوي التغييرات التي اجريت بمجع الفقه
فالتغييرات اتبعت نظام محاصصي لكي يضمن ولاء الطوائف الدينية للسلطة
فيؤتي بهذا من انصار السنة وهذا من الطرق الصوفية وهذا من الاخوان وهكذا
وفصلنا ذلك في مقال بهذا الموقع قبل نصف عام تقريبا
المقال كان بعنوان:
( مجمع فقه المحاصصة المذهبية هل يصلح لمرحلة السلام والتعايش والحرية
والديمقراطية)
وهذا رابطه:
https://sudaneseonline.com/board/505/msg/1592946546.html

فالطوائف والجماعات الدينية المكونة للمجمع هي في نفسها تعيش تنازعات شديدة
واحيانا يصل الامر الي التحارب
كالمناوشات التي حدثت بين الصوفية وانصار السنة في المولد قبل بضع سنوات
ولذلك نجد في الاحياء منابر ومنابر مضادة
وهم يضيعون زمن الناس في خطب يهاجمون فيها بعضهم البعض
فهم يختلفون اختلافا شديدا في قضايا فقهية سطحية
ومن ذلك اختلافهم في:
جواز التوسل بالاموات وبالاولياء الصالحين
وهل يجوز ام لا يجوز الاحتفال بالمولد النبوي
وهل يتصافح الرجال و النساء
وهل يصح الوضوء علي المنكير ام لا
وهل يجوز الغناء والموسيقي ام لا
وحلق اللحية للرجال
وتقصير الجلباب للرجل
ولبس الحجاب والنقاب للنساء
وعمل المرأة
والتماثيل والتصوير
ومديح الرسول (ص)
وهل تجوز الصلاة في مساجد قرب المقابر
والذبح في المقابر
وهل الذات الالهية في السماء ام في كل مكان
وكلام لا ينتهي عن الزواج والحفلات
وحلاقة الفتيان ولبس البنات
وتهنئة غير المسلمين باعيادهم
والسدل والقبض
وحكم الردة
والتعاملات البنكية
..الخ ... الخ ...الخ

قضايا لا تعد ولا تحصي
كلها منازعات
وهم يبدأونها ويعيدونها
ولا تنتهي الا لتبدأ من جديد
ولا يدري المواطن المسكين هل يتبع هؤلاء ام اولئك

هذا الاختلاف وهذه البلبلة هي التي اوردت بلادنا المهالك
لانها احتضنت كل المتطرفين والمتعصبين لطوائفهم وجماعاتهم
واعطت كل منهم منابرا ينطلقون منها.

انا استغرب لماذا تتمسك الحكومة بهذا المجمع
اذا كان الامر يتعلق باعلان هلال رمضان وهلال العيد
فوزارة الشئون الدينية يمكن ان تقوم بهذا
لأن مشاكسات المجمع هذه ستؤدي الا تشويش كبير في المجتمع
فسيتشكك الناس في جدوي العملية التعليمية برمتها
كذلك لن يؤدي الي تطوير وتغيير حقيقي في المناهج
طالما ان مركز المناهج يعمل واياديه مرتعشة
خوفا من مجمع الفقه وكبار العلماء والمؤسسات الدينية الكيزانية
يقول الشاعر:
متي يبلغ البنيانُ يوما تمامه
اذا كنتَ تبنيه وغيرك يهدِمُ

[email protected]