السودان، و صناعة الموت، بين الطرق، و المعتقلات خارج سلطة القانون.. بقلم:خليل محمد سليمان

السودان، و صناعة الموت، بين الطرق، و المعتقلات خارج سلطة القانون.. بقلم:خليل محمد سليمان


12-28-2020, 12:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1609156391&rn=0


Post: #1
Title: السودان، و صناعة الموت، بين الطرق، و المعتقلات خارج سلطة القانون.. بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 12-28-2020, 12:53 PM

11:53 AM December, 28 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






رحل بالامس والي ولاية النيل الازرق نتيجة لحادث حركة، كما يرحل في صمت بشكل يومي المئات من ابناء الشعب السوداني نتيجة لرداءة الطرق المتهالكة، و المنهارة بشكل كامل.

الطرق في البلاد عبارة عن جحيم لا يُطاق، فالطريق الذي راح ضحيته الوالي، يربط بين اكبر و اهم المدن علي الإطلاق مدني الخرطوم، تم تشيده بمنحة امريكية في العام 1962 و لا يزال بذات الحالة منذ إنشاءه.

طرق لسان حالها يقول : لا توجد دولة في هذه البقعة من الكرة الارضية.

بعد الثورة المجيدة زادت سوءً علي سوءها حيث الفوضى و الغياب التام لمظاهر السلطة، و اجهزة الدولة.

علي، طول الطرق، القومية من السهل لأي مواطن ان يضع لنفسه مطب صناعي عشوائي امام بيته او مزرعته، او مكان عبور الدواب، و تقع الحوادث المميتة بالمجان.

الغريب في الامر اصبحت هذه الاوضاع الشاذة امر طبيعي يتعايش معها الناس بمنتهى اللا مبالاة، حيث اصبحت مسافة السير علي الطرق الترابية اطول من الاسفلت.

مطبات عبارة عن اكوام خرسانية او حفر عميقة علي الاسفلت تهدر الوقت، و تزهق الارواح، و تستنزف خزينة البلاد بسبب قطع الغيار التي تتطلب توفير عملات صعبة.

اما آلة الموت القديمة المتجددة هي المعتقلات، و الغياب القسري.

مليشيات الدعم السريع التي نسمع بتبعيتها للقوات المسلحة تمتلك جهاز إستخبارات، و معتقلات خارج القانون عبارة عن مسالخ للموت.

قامت الثورة لتصحيح الوضع الشاذ الذي تسيطر فيه الاهواء الشخصية، و التنظيمية، و نفوذ الاسر، و الجماعات، فلا يُعقل ان نقبل بسيطرة اسرة اخرى ترث الجمل بما حمل لتقودنا الي مصير مجهول.

شئنا ام ابينا لا يمكن لدولة محترمة ان تقودها مليشيات قبلية تسيطر عليها العصبية القبلية، و نفوذ الاسرة الواحدة.

مليشيات الدعم السريع قوة كبيرة تم تكوينها و تمويلها من حر مال الشعب السوداني، و هم ابناء هذا البلد فمن حقنا الإستفادة منهم بعيداً عن قيادة الاسرة، و الإنتماء القبلي الضيّق.

لابد من فتح ملف إعادة دمج و تسريح قوات الدعم السريع في القوات المسلحة قبل ان تبدأ عمليات إستحقاقات السلام التي تتطلب الاخرى عمليات دمج، و تسريح الحركات المسلحة لنخرج بقوات مسلحة قومية بعقيدة وطنية محترمة.

من مصلحة الجميع فتح هذا الملف بكل شجاعة، و من مصلحة اسرة دقلو النزول الي رغبات الشعب السوداني، و ادوات التغيير الملحة.

تحررنا من فساد، و سطوة اسرة اللص الحقير البشير، و سدنة نظامه البائد، فلا يمكن ان نقبل بتمكين اسرة اخرى تحت اي إسم او لأي سبب.

لا يصح إلا الصحيح، لذلك علينا مواجهة الحقائق المجردة، و الواقع كما هو بدون محسنات او مساحيق، إن اردنا ان نكون امة محترمة بين الامم.