لماذا يتجرد الإنسان عن الإنسانية عندما يلبس الكاكي العسكري ؟؟ بقلم / عمر عيسى محمد أحمد

لماذا يتجرد الإنسان عن الإنسانية عندما يلبس الكاكي العسكري ؟؟ بقلم / عمر عيسى محمد أحمد


12-26-2020, 08:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1608967174&rn=0


Post: #1
Title: لماذا يتجرد الإنسان عن الإنسانية عندما يلبس الكاكي العسكري ؟؟ بقلم / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 12-26-2020, 08:19 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا يتجرد الإنسان عن الإنسانية عندما يلبس الكاكي العسكري ؟؟

في دولة اليمن الشقيقة تتحدث الأنباء في هذه الأيام عن تلك الجريمة البشعة والشنيعة ،، حيث أن فرقة عسكرية من جماعات ( الحوثي ) المتحاربة في البلاد قد اقتحمت بيتاً عند منتصف الليالي وهي تريد القبض على صاحب البيت الذي يمثل خصماً لهم ،، وعندما لم تجد صاحب البيت في تلك الساعة المتأخرة من الليل قامت بقتل زوجة المطلوب أمام أطفالها الأربع من الذكور والإناث ،، وذلك انتقاماً حتى توجع أكباد ذلك الخصم المطلوب ،، وتلك الجريمة البشعة التي وقعت بأيدي جماعات ( الحوثي ) قد هزت أرجاء اليمن الشقيق ،، وأثارت غضباً شديداً في مواقع التواصل ،، كما أن ذلك النبأ قد انتشر في الكثير من أجهزة الإعلام العربية والعالمية ،، وقد أحدثت تلك الجريمة البشعة غضباً وسخطاً شديداً بين الناس في مجتمعات العالم ،، والمراقب لتلك الجريمة الشنيعة يكتشف مدى السقوط في أخلاقيات البعض من شعوب الأرض !.. وخاصة ذلك السقوط الكبير في أخلاقيات العساكر في تلك الدول العربية ،، وتلك السمة تلاحق مسميات العساكر في الدول العربية بغض النظر عن تلك الانتماءات العسكرية التي تؤكد الجهوية ،، وتلك الحادثة الشنيعة الفظيعة تخلو كلياً من نوازع الإنسانية والبشرية بكل القياسات والمعايير ،، حيث تلك المرأة المسكينة التي واجهت ذلك المصير القاتم المكلوم ،، وقد دخلوا عليها وتعدوا على حرمة بيتها عند منتصف الليالي ،، وعندما فشلوا في مهمة القبض على زوجها المطلوب قاموا بقتلها انتقاماً حتى يوجعوا أكباد ذلك الخصم المطلوب ،، وهي تلك المرأة المغلوبة على أمرها والتي لم تقاومهم بأي شكل من الأشكال ،، وحتى إذا حاولت أن تقاومهم فهي لا تستطيع أن تقاوم فرقة من هؤلاء العساكر المدججين بالأسلحة النارية ،، كما أنهم قتلوها أمام أطفالها الصغار .. ثم تركوها جثة خامدة في أحضان أطفالها حتى أصبح الصباح !!،، وقد يقول قائل : ( تلك الجريمة هي الجريمة في أي مكان وفي أي زمان ) .. ولكن السؤال الهام الذي يشغل أذهان الناس في أعقاب تلك الجريمة البشعة هو : ( لماذا دائماً وأبداً يختلف ذلك العسكري في الدول العربية عن ذلك العسكري في دول العالم ؟؟ ،، ) فقد أثبتت التجارب في الكثير من الدول العربية أن ذلك العسكري الذي يلبس ( الكاكي الرسمي ) في أية دولة عربية يتجرد عن إنسانيته ويصبح فجأة بمثابة ذلك ( الخنزير المعفن ) الذي لا يطاق .. وتلك الصورة الكالحة السوداء التي جرت بدولة اليمن الشقيقة قد جرت مثلها كثيراً في دولة السودان بالماضي وبالحاضر ( في العاصمة وفي أرجاء كثيرة بالبلاد ) ،، وبنفس القدر فإن تلك الصورة السوداء الكالحة قد جرت في الكثير والكثير من تلك الدول العربية ،، وتلك الحقيقة المؤلمة تؤكد أن الأجهزة العسكرية في الدول العربية تخلوا كلياً من تلك المعاني الأخلاقية والإنسانية ،، كما تخلو كلياً من تلك الثقافات العصرية الحديثة التي ترتقي بالعسكرية من حالات الهمجية والبلطجة إلى مفهوم العصر المتقدم ،، والفرق شاسع جداُ بين تلك المستويات الفكرية لدى الأجهزة العسكرية في الدول المتقدمة في العالم وبين تلك المستويات الفكرية لدى الأجهزة العسكرية في الدول العربية ،، فهؤلاء القائمين بأمر الأجهزة الأمنية والعسكرية في تلك الدول المتقدمة يحترمون الإنسانية ،، كما أنهم يحترمون تلك الحرمات والحريات الفردية ،، أما هؤلاء القائمين بأمر تلك الأجهزة العسكرية بالدول العربية فمجرد ( بلطجية ) يدخلون في مسميات الضباط والعساكر دون تلك المؤهلات التي تستحق الاحترام والتقدير ،، فهؤلاء يحتاجون لمئات ومئات السنين حتى يبلغوا تلك المراحل والمستويات المتقدمة في عوالم العسكرية .